الفجيرة تتوسع في المشاريع الفندقية لجذب السائحين ودعم القطاع

 

تتطلع الفجيرة إلى نهضة سياحية لافتة من خلال استغلال مواردها الطبيعية، والاستفادة من تضاريسها وأجوائها المناخية وتطوير بنياتها السياحية الكامنة، واستغلال موقعها الجيواستراتيجي المطل على المحيط الهندي، وتطوير حصونها وقلاعها الأثرية النادرة على مستوى الإمارة، واستثمار المردود الإيجابي لافتتاح شارع الشيخ خليفة الذي يربط بين مدينتي دبي والفجيرة والمتوقع افتتاحه مطلع سبتمبر/أيلول المقبل، في جذب السياح والزوار من المدن والمناطق على مستوى الدولة، حيث تمضي جهود النهضة السياحية حالياً بالتوازي مع مشاريع التوسع التي تشهدها الإمارة على مستوى قطاع الفندقة التي تنشط فيها حالياً بشكل فعلي 14 فندقاً توفر 2073 غرفة و698 شقة فندقية، فيما تمضي الأعمال الإنشائية قدماً لإنجاز 6 فنادق جديدة من فئة الخمسة نجوم، فضلاً عن اكتمال أعمال صيانة وترميم الحصون والقلاع التاريخية وتطوير مسجد البدية الأثري، إضافة إلى الاستثمار في مجال السياحية البحرية بتطوير نادي الفجيرة للرياضيات البحرية وشراء يخوت جديدة تعمل في مجال الرحلات البحرية بعد أن أصبح النادي قبلة للسياح والزوار من خلال أنشطته وخدماته البحرية والرياضية والسياحية المتميزة .

 

 “الخليج” سلطت الضوء على واقع القطاع السياحي بالإمارة من خلال استنطاق الجهة المناط بها تنفيذ استحقاق النهضة السياحية بالامارة .

 

يقول أحمد خليفة الشامسي رئيس مجلس إدارة هيئة الفجيرة للسياحة والآثار إن إمارة الفجيرة مقبلة على نهضة سياحية كبيرة من خلال عزم الهيئة تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو حاكم الإمارة الداعية إلى استغلال بنيتها السياحية المتفردة وتطويرها لجهة ترقية القطاع السياحي بالإمارة، على تنفيذ حزمة من المشاريع التطويرية، وإبراز الجانب السياحي والحضاري للإمارة من حيث الفنادق والمنتجعات والقلاع والحصون التاريخية مثل البثنة اوحلة والحيل والفجيرة ومسجد البدية الأثري التي ظلت تجذب جميعها السائح، وبخاصة الأوروبي .

 

وكشف أن عدد الفنادق الناشطة بالإمارة حالياً يبلغ 14 فندقاً منها 8 فنادق 5 نجوم و4 فنادق 4 نجوم وفندقان 3 نجوم، تضم جميعها 2073 غرفة بها 3215 سريراً، فيما يبلغ عدد الشقق الفندقية 698 شقة تضم 1552 سريراً، وأن عدد السياح بلغ العام الماضي 630 ألف سائح، مشيراً إلى أن ادارته تتوقع زيادة ملحوظة في عدد السياح، الأمر الذي يحتم ضرورة إنشاء ما بين 10 إلى 15 فندقاً جديداً لتستوعب الزيادة المتوقعة في عدد السياح والزوار، لافتاً إلى أن هناك 6 مشاريع فنادق جديدة يتم تنفيذها حالياً 3 منها في مدينة الفجيرة، أحدها يضم 450 سريراً، والأخرى في منطقة العقة بدبا ستسهم بلاشك في تطوير القطاع السياحي بالإمارة .

 

وأضاف الشامسي أن الهيئة أنشأت قسماً خاصاً بتصنيف الفنادق ومراقبتها ومتابعتها، بحيث لا يتم الترخيص للفندق إلا بعد استيفائه للشروط والمواصفات الخاصة بالفنادق من حيث فئة النجوم، إلى جانب مواصفات الشقق الفندقية، كما ضمت الهيئة عدداً كبيراً من الفنادق بهدف تسويقها واعطاء السائح والزائر معلومات تفصيلية عن كل فندق وتصنيفاتها التي تراوح بين 3 إلى 7 نجوم .

 

وأكد الشامسي أن الهيئة ومنذ تأسيسها عام 2009 أنجزت العديد من المهام من أجل تطوير القطاع السياحي بالإمارة، حيث متنت أواصر العلاقة والتنسيق مع الجهات والدوائر والمؤسسات ذات الصلة باعتبارها مؤسسات شريكة في مشروع تطوير السياحة بالإمارة، فيما يختص بالتسويق والترويج السياحي للإمارة داخلياً وخارجياً، وكانت باكورة ذلك مشاركة الهيئة بالتنسيق مع مطار الفجيرة والميناء وغرفة تجارة وصناعة الفجيرة وعدد من الفنادق الناشطة بالإمارة في معرض دبي لسوق السفر العربي .

 

صيانة وترميم الحصون

 

وأشار إلى أن إدارته في سبيل جهودها لترقية القطاع السياحي قطعت شوطاً كبيراً في صيانة وتأهيل 6 مواقع أثرية بالإمارة باتت الآن جاهزة للزيارة وهي متحف الفجيرة وقلعة الفجيرة ومدينة الفجيرة القديمة ومسجد البدية الأثري الذي يعد من الآثار النادرة والمهمة بالدولة ويمتاز ببنيته الرائعة وتصميمه المتميز، إلى جانب قرية اوحلة الضاربة في عمق التاريخ حيث يعود تاريخ إنشائها إلى 815 سنة قبل الميلاد أي أكثر من 3 آلاف عام، وهي قرية فريدة من نوعها وتصميمها ولا مثيل لجدرانها المحيطة بها إلا في آشور ونينوى، فضلاً عن قلعة الحيل التي تم ترميمها وتوفير الخدمات بها، والتي تحتل موقعاً متميزاً وسط الجبال والمزارع والأودية، إضافة إلى قلعة البثنة التي يعود عمرها إلى 300 سنة تقريباً، وهي قلعة شهيرة تم الانتهاء من ترميمها، فيما مازال العمل مستمراً في ترميم وصيانة قلعة وقرية مسافي التي تعد فريدة من نوعها حيث تمر قناة مائية تحت مبناها حتى لايراها الأعداء في ذلك الوقت، وكانت القناة مصدراً لمياه الشرب لأهالي المنطقة . وأكد أن القلاع والحصون بعد جاهزيتها إلى جانب الفنادق والشواطئ تمثل بنية تحتية متميزة لاستثمار سياحي جيد .

 

نقص المرشدين السياحيين

 

وأقر الشامسي بالنقص الذي تواجهه الهيئة في مجال المرشدين السياحيين، مشيراً إلى أن العدد الحالي غير كافٍ البتة لخدمة السواح، خاصة أن المرشد عامل مهم في الترويج السياحي وجذب السياح وتطوير القطاع، مشيراً إلى أن إدارته دربت 6 مواطنات يعملن حالياً مرشدات في متحف الفجيرة ويقمن بمرافقة السياح لزيارة القلاع والحصون، فيما تبذل جهودها لإعداد مجموعة أخرى من المرشدين لأن متطلبات تطوير القطاع السياحي في حاجة ماسة إلى مزيد من المرشدين حتى يتم حضورهم بشكل دائم في القلاع والحصون وجميع الآثار التاريخية .

 

وفيما يختص بشكاوى السياح من قلة المواقف أمام مسجد البدية الأثري، أكد الشامسي أن إدارته تسعى مع الجهات المختصة لتوسعة الطريق المار أمام المسجد وإنشاء عدد من المواقف تتسع وتستوعب مركبات السياح والزوار حيث يقصد المسجد أعداد كبيرة منهم، وأن الجهود مستمرة مع البلدية لإنجاز المشروع، إلى جانب إنشاء مطاعم سياحية واستراحة بالقرب من المسجد لتلبية حاجة السائح والزائر . وأشار إلى أن الإمارة بها أكثر من 230 موقعاً أثرياً تم اكتشافها إلى جانب عشرات المواقع لم يتم اكتشافها حتى الآن، إلى جانب شلالات الوريعة .

 

وأشاد بإنجاز شارع الشيخ خليفة المتوقع افتتاحه مطلع سبتمبر/أيلول المقبل ومردوده الإيجابي على القطاع الاقتصادي الاجتماعي والسياحي، مؤكداً أن الطريق سيسهم في تقصير المسافة بين الإمارة والإمارات الأخرى، ويشكل عامل جذب للسياحة الداخلية وزيادة عدد الزوار والسياح للإمارة، خاصة في ظل الانفتاح التجاري الذي تشهده الفجيرة من خلال مشاريع المراكز التجارية التي يجري العمل حالياً على إنشائها وتمثل بدورها مصدراً للترفيه والسياحة الداخلية .

 

ولفت الشامسي إلى أن الهيئة تعتزم ضمن خططها التطويرية للقطاع السياحي وبالتنسيق مع القطاع الخاص، إنشاء مطاعم سياحية تختص بالأكلات الشعبية باعتبارها عامل جذب للسائح، خاصة الأوروبي، تعمل كإضافة نوعية تمثل الموروث الحضاري للمنطقة بجانب المطاعم السياحية القائمة حالياً، إلى جانب العمل مع الجهات المختصة لاستكمال البنية التحتية، وخاصة تطوير شاطئ الكورنيش بالفجيرة باعتباره عاملاً مهماً في القطاع السياحي .

 

النادي البحري عامل جذب

 

من ناحيته يقول أحمد إبراهيم محمد عضو مجلس إدارة هيئة الفجيرة للسياحة والآثار، المدير التنفيذي لنادي الفجيرة للرياضيات البحرية، إن السياحة البحرية جزء ورافد أساسي في جذب السياح، وإن النادي البحري لعب منذ تأسيسه ومازال يلعب دوراً بارزاً وفعالاً في تنشيط القطاع السياحي وجذب السياح والزوار إلى الإمارة للاستمتاع بالرحلات البحرية من خلال اليخوت والقوارب في مياه المحيط الهندي، إلى جانب المناظر الطبيعية الخلابة بالإمارة التي تمتلك مقومات سياحية جيدة من خلال بنيات السهل والصحراء والجبل والبحر التي تميز طبيعتها .

 

وأشار إلى أن النادي البحري تأسس عام 1999ونجح من خلال خدماته السياحية في جذب مستثمرين للإمارة بمدينتي الفجيرة ودبا بتنظيمه عدداً من الفعاليات الرياضية العالمية، واستقطب روؤس أموال كبيرة من أصحاب اليخوت، خاصة من الكويت الذين بدورهم يمتلكون خططاً استثمارية تم التنسيق لهم مع غرفة تجارة وصناعة الفجيرة ودائرة الاقتصاد والصناعة لإنجازها . كما استقطب النادي عدداً من الأجانب من دول روسيا وأوكرانيا وبريطانيا أسسوا بمشاركة مواطنين مشاريع استثمارية كبيرة في الإمارة .

 

وأشار إلى أن النادي أصبح قبلة سياحية جاذبة للسياح من داخل الدولة وخارجها، ولديه رواد أجانب ومواطنون من إمارات أخرى مواظبون على الحضور أسبوعياً للاستمتاع بالمدينة التي تزخر بأجواء بديعة وبحر ممتد عميق ومفتوح يساعد على الرحلات البحرية ورحلات الصيد، إلى جانب التمتع بجميع خدمات النادي الأخرى، ومنها توفير يخوت وقوارب بحرية للرحلات وخدمات صيانتها والعناية بها إلى جانب توافر مطاعم 5 نجوم منها مطاعم صينية عائلية مفتوحة . كما تم إنشاء مطعم جديد للمشاوي ومقهى على كاسر الأمواج بالنادي إلى جانب شاطئ داخلي يقدم خدماته لرواد الفنادق التي لا توجد بها شواطئ، كما يقدم النادي خدمات ضيافة جيدة، وكل ذلك بالاعتماد على موارده الذاتية بعد أن حقق مكاسب تمثلت في أصول ثابتة تقدر بأكثر من 10 ملايين درهم مثل بناء أرصفة بحرية تتسع ل 85 يختاً وقارباً بحرياً، ويعمل حالياً لإنجاز المرحلة الأخيرة بإنشاء 20 رصيفاً إضافياً، كما تتضمن الخدمات التي يقدمها مباني سكن للموظفين والعاملين بالنادي إلى جانب سكن لعمال أصحاب اليخوت، وتقديم وجبات لهم في مطعم خاص بذلك، وبناء شاطئ للأعضاء وتقديم عضوية بمبلغ رمزي لكل مقيم وسائح، إضافة إلى توافر آليات تم شراؤها وتأجيرها، وظل النادي يحقق من ورائها عائداً مادياً جيداً . كما يمتلك النادي 3 قوارب من مختلف الفئات يتم تسخيرها في الرحلات البحرية للسياح ويتطلع لشراء قوارب ويخوت إضافية، إلى جانب استقطابه شركات تمتلك يخوتاً يتسع الواحد منها لأكثر من 30 شخصاً للرحلة، حيث يوجد حالياً أحد اليخوت يُسيّر رحلتين أسبوعياً إلى مسندم ظلت هذه الرحلات تستقطب أعداداً كبيرة من السياح خاصة من دبي .

 

وأشار إبراهيم إلى أن فندق الفجيرة الذي يتم بناؤه حالياً بجوار النادي سيزيد من عدد السياح للإمارة والنادي، كما يعمل النادي على تجميع الشباب المواطن وتدريبهم وتأهيلهم للرياضات البحرية بكل أنواعها الشراعي والتجديف وغيرها بمقر خاص بذلك في النادي سيتم إنشاؤه نهاية العام الجاري، كما يتطلع النادي إلى افتتاح فرع له بمدينة دبا ثاني أكبر مدن الإمارة والتي تمتلك بنية سياحية جيدة وتزخر بعدد من الفنادق 5 نجوم حتى يلعب دوراً في جذب مزيد من أصحاب اليخوت والقوارب والترويج للسياحية البحرية بالمنطقة خاصة أن المنطقة بفعل الوجود الكبير للسياح بالفنادق القائمة بها بحاجة ماسة إلى هذه الأنشطة والفعاليات .

 

الفنادق الجديدة إضافة نوعية للقطاع

 

أكدت المهندسة مريم أحمد هارون رئيسة قسم التخطيط ببلدية الفجيرة أن عدداً من الفنادق يجري العمل حالياً على إنشائها في مواقع متميزة بالإمارة تشكل في مجموعها إضافة نوعية للقطاع السياحي وتسهم في ازدهاره وتطويره . أبرزها فندق الفجيرة الذي يجري تشييده بالقرب من النادي البحري وهو مطل على المحيط الهندي في مساحة تقدر ب 649 .17 متراً مربعاً ويتألف من مبنى تحت الأرض وميزانين و8 طوابق علوية، ويسع ل250 غرفة و18 “سويت” تبلغ تكلفته الإجمالية 250 مليون درهم . إلى جانب منتجع شاطئ الرمال الذهبية الذي يجري العمل على إنشائه حالياً في منطقة الفقيت بدبا الفجيرة حيث يقدم المنتجع ذوالطبيعة الساحرة فرصاً لا حصر لها للمستثمرين المميزين ممن تحدوهم الرغبة في الاستثمار في الفجيرة ذات الشعبية المتزايدة إلى جانب السياح، حيث يتضمن التصميم البيني الفريد 250 غرفة فندقية وفيلات فارهة للإيجار، وسوقاً تجارياً به أشهر منافذ البيع بالتجزئة ومتنزهاً مائياً يراعي البيئة والجمال الطبيعي الباهر للمكان . ويتألف من طابق تحت الأرض ودور أرضي و3 طوابق، تبلغ مساحته 182885 متراً مربعاً .

 

وأضافت أن الأعمال الإنشائية لفندق الملينيوم بمدينة الفجيرة بدأت قبل نحو عام تقريباً عند مدخل مدينة الفجيرة الغربي بالقرب من تقاطع شارع الشيخ خليفة الرابط بين مدينتي الفجيرة ودبي وشارع القصر، ما يجعل منه صرحاً متميزاً تفتخر به الإمارة ويضم المشروع إنشاء الفجيرة مول الذي يعد من أكبر مراكز التسوق بالإمارة في مساحة إجمالية تبلغ 100 ألف متر مربع، ويتألف الفندق الذي يقع في مساحة 30 ألف متر مربع من 20 طابقاً تحتوي على 256 غرفة فندقية ونادياً صحياً ومسبحاً ومطاعم فاخرة حيث من المتوقع الانتهاء منه في مطلع سبتمبر/أيلول 2012 .

المصدر : الخليج 15 يوليو 2011

Related posts