نبـــــذه عــــن سمـــــوه

منذ ولادته في مدينة العين عام 1948 لازم صاحب السمو الشيخ خليفة والده الراحل الذي كان حاكما للمنطقة الشرقية التي شكلت قاعدة الانطلاق لمسيرة الشيخ زايد لحكم إمارة أبوظبي اولا ثم رئاسة الدولة الاتحادية عند قيامها.

وقد مثلت ولادة صاحب السمو الشيخ خليفة عنصر تماسك اضافياً داخل اسرة آل نهيان إذ ان والدته هي الشيخة حصة بنت محمد بن خليفة آل نهيان. وتشير المعلومات القليلة عن تلك الفترة المبكرة من حياة إمارة أبوظبي ومدينة العين بشكل خاص ان الشيخ زايد بن سلطان الذي كان قد تولى حكم المنطقة الشرقية قبل عامين من ولادة الشيخ خليفة كان يحرص على اصطحاب ابنه البكر في معظم الاماكن التي يتردد عليها الامر الذي جعل الشيخ خليفة قريبا حتى في طفولته من العمل العام وقريبا من الناس الذين احبهم والده واحبوه.

ولم يوفر هذا التلازم بين الشيخ زايد وصاحب السمو الشيخ خليفة المجال لاكتساب الخبرة فقط بل الاقتراب من هموم الناس وتطلعاتهم وامالهم، مما جعله مهيأ لاستلام اول مسؤولية عامة له عند بلوغه سن الثامنة عشرة حيث تولى في سبتمبر من عام 1966 منصب ممثل الحاكم في المنطقة الشرقية ومدينة العين وهو المنصب نفسه الذي كان يشغله الشيخ زايد قبل توليه مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي في اغسطس عام1966.

والذين يعرفون الإمارات ويعرفون المكانة التي كانت تحتلها مدينة العين في قلب الشيخ زايد يدركون حجم المسؤولية التي القيت على عاتق الشيخ خليفة ومدى الثقة التي كان يوليها الرئيس الراحل له.

وكما يقول الذين عايشوا تلك الفترة فإن اهالي المنطقة الشرقية ومدينة العين لم يشعروا باختلاف كبير بين الرعاية والاهتمام اللذين كان يوليهما الشيخ زايد لمدينتهم وما اصبحت عليه بعد تولي الشيخ خليفة للمسؤولية فيها. حيث واصل صاحب السمو الشيخ خليفة ما بدأه والده من مشاريع خاصة في مجال الزراعة وتوفير مصادر نظيفة لمياه الشرب عن طريق حفر الآبار واصلاح الافلاج وهي عبارة عن مجاري مياه صغيرة تحت سطح الارض تجري فيها المياه من المنبع إلى المصب بفعل الانسياب الطبيعي لطبوغرافية الارض.

وقد كان لنشأة صاحب السمو الشيخ خليفة في مدينة العين اهمية خاصة إذ ان هذه المدينه التي تعد ثاني اكبر مدن إمارة أبوظبي تشكل القاعدة لكثير من القبائل الاماراتية مما وفر لصاحب السمو الشيخ خليفة فرصة للاحتكاك الميداني بآمال المواطنين وتطلعاتهم.

 

© جميع الحقوق محفوظة لموقع قرية الطويين