قريـة الرويضـة

أرض طيبة ومياه عذبة بين الجبال

الفجيرة أرض لها سحر بديع، وكلما حاولت أكتشافة وتعمقت في تأمل تضاريسها وأخترقت ممرات جبالها المتباينة الأرتفاع والشامخة حتى تكاد أن تطول السماء كلما وقعت أسيراً لسحرها الرائع وجمالها الخلاب... وحين تتخيل هذه الجبال ترسم لك خريطة ممرات طبيعية صنعها ابن الفجيرة القديم وهو يكتشف الحياة في فجر التاريخ، ذلك التاريخ الذي صنعه بيدة ليبقى ويستمر ليشهد حضارة ومجد البلاد التي التي لم تشهدها المنطقة من قبل أقامها بكل فخر واعتزاز صاحب السمو الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة حفظة الله.

بين الجبال وعبر طريق يمتد من الفجيرة المدينة الأم بإتجاة منطقة ثوبان ثم يتجة شمالاً بإتجاة منطقة الحنية ماراً بكثبان رملية تشكل عقداً ذهبياً من الطبيعة التي خلقها الله حتى تصل إلى دوار الصرم على طريق صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة حفظة الله الشارع الذي يربط الصرم بحبحب والصرم والطويين بدبا ماراً بالعديد من المناطق ومنها الرويضة.

فالرويضة هي إحدى مناطق إمارة الفجيرة المليئة بالخيرات والثمار وأنعم الله عليها بموقع متميز في منطقة مليئة بالوديان التي تعد من أخصب الوديان تربة بالإمارة وأكثرها وفرة بالمياة حيث تزرع فيها العديد من المزروعات والمحاصيل، وتقع شمال غرب على مسافة 78 كيلو متر من مدينة الفجيرة وتحيط بالرويضة العديد من المناطق السكنية أهمها الريامة – الصرم – الطويين.

 

     

كما تحيط بها سلسلة من الجبال الشاهقة ذات الألوان المختلفة منها جبال الفغوة من جهة الشرق وجبال الجريف من الشمال وجبل العقة وعقبة القوم وجبل الصاطف وجبل الأشكلة وعقاب صخر وجبل الغزال  وهناك حصاة الوسوم على وادي المنهدم والتي كانت تستخدمها القبائل لوسم (عزل) جمالها خلال عبورها الطريق إلى المناطق الأخرى والمنطقة الواقعة جنوب شرق الحصاة تسمى المعترضة وتقع جنوب شلرق الرويضة وسيح الحزوم.

 

     

وقد سميت الرويضة بهذه الاسم كما يقول كبار السن فيها أنها كانت تشبة الروضة الخضراء ومن شدة خضرة أراضيها وسهولها ووديانها المليئة بمياة الأمطار التي كانت لا تنقطع عنها، ومن أهم هذه الأودية وادي السويت وادي الجريف وادي الأشكلة ووادي الرفض. يتراوح سكان الرويضة من 400- 600 نسمة ينتمون إلى قبيلة اليماحي وهم بني سالم والمخامسة  ومفردها مخمسي وعشيرة التخاليف ومفردها، حيث تشكل تشكل هذه القبيلة في مجملها مجتمع هاىء يعيش أفرادة في بساطة ويفتحون أبوابهم للضيوف بكل فرح وسرور.

     

ويقول محمد بن قدور اليماحي رئيس مجلس الآباء في المنطقة أن سكان الرويضة عملوا في الماضي في زراعة البر (الحنطة) والدخن والنخيل وقطع الحطب وعمل السخام منه وجني العسل وكانت منازلهم من الحصى وسعف النخيل وأعواد العسبق (العسبج) وتبدأ حياتهم بعد صلاة الفجر حيث يتجة كل واحد منهم إلى عملة، صاحب الزراعة لمزرعته، وصاحب الحطب للجبل لقطع أشجار السمر اليابسة وحرقها وعمل السخام والنساء لرعي الاغنام وكذلك صاحب العسل.

 

     

وكان أهالي الرويضة في السابق يعتمدون في وجباتهم الرئيسية على الأرز (العيش) والتمر والقمحوالقهوة. ويضيف السيد محمد بن قدور اليماحي أن الحياة كانت بسيطة جداً وكذلك أمور الزواج حيث كان حفل الزواج لا يتعدى العشرون ريالأً ... مؤكداً أن الحياة اليوم وبفضل من الله وصاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حفظة الله أصبحت يسيرة والوصول إلى المدن الكبيرة مثل دبي والشارقة لا يستغرق اكثر من ساعة من خلال شبكات الطرق الحديثة بعد ان كان السفر إليها يستغرق حوالي الثلاثة أيام على الجمال إضافة إلى الخدمات الأخرى التي أصبح يتمتع بها المواطن من مساكن وكهرباء وماء ورعاية صحية وتعليمية وأجتماعية وإيجاد فرص العمل للمواطنين. ويطالب رئيس مجلس الآباء جيل اليوم بالإجتهاد والإخلاص لخدمة وطنهم الذي أعطاهم كل ما يتمنون من متطلبات الحياة.

 

     

ويضيف السيد حميد محمد بن قدور اليماحي أن جميع الأهالي في الرويضة والمناطق المحيطة بها يتضرعون إلى المولى عز وجل أن يحفظ الله صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حفظة الله وأن يديم علية موفور الصحة والعافية ويؤكد أن توجيهات صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة الذي أعطىجل أهتمامة ارعاية جميع أبناء مناطق الفجيرة دون أستثناء وإصرارة على ربط مواطني القرى بالمدن الرئيسية، وأن مشروع طريق الطويين دبا الذي أوشك على الأنتهاء والذي أصبح يربط المناطق الجبلية بعضها ببعض ثم يوصلها بمدينة دبا ثاني مدن الفجيرة فهو مشروع عظيم جاء لخدمة أبناء هذه المنطقة حيث جعلت هذه التوجيهات أبناء هذه المناطق التمسك بها وعدم مغادرتها إلا لظروف العمل والحياة اليومية.

     

ويقول حميد بن قدور أن أهتمام صاحب السمو رئيس الدولة بالانسان وتراثه أعطاة دافعاً قوياُ للأهتمام بتراث الآباء والأجداد أضافة إلى أهتمامه بموطنة حيث عمل لمنطقة الطويين موقع على شبكة الأنترنت ضمنة المعلومات المهمة عنها. وحث في نهاية حديثة جميع الشباب على التركيز والتحصيل العلمي والتحلى بالأخلاق السامية ودعى أولياء الأمور إلى الأبتعاد عن المغالاة في المهور وحفلات الزواج ليتمكن أبناء الوطن من الزواج من بنات بلدهم بدلاً من الأجنبيات أستناداً للدعوات السامية لصاحب السمو رئيس الدولة يحفضة الله...  

 

© جميع الحقوق محفوظة لموقع قرية الطويين 2006