قريـة صفـد

أرض الوديــان

قرية صفد من القرى الجبلية الصغيرة المنتشرة في ربوع الفجيرة وضمن إطارها المشمول بالرعاية والعناية من قبل الحكومة، حيث يقودنا إليها طريق إسفلتي شقته الحكومة وسط منحدرات ومنخفضات وفوق وديان وتلال صخرية لمسافة تصل إلى حوالي 20 كم .

 

     

الطريق إلى هذه القرية النائية يبدأ من مدخل القرية حيث تنعطف بنا السيارة يساراً عبر طريق معبد، ثم يساراً مرة أخرى حتى تخرج من حدود منطقة القرية ليستقيم بنا الطريق بعد ذلك صعوداً وارتفاعاً في اتجاه الغرب لمسافة تصل إلى حوالي 15 كم حيث تظهر على الجانبين بضعة بيوت متناثرة تزداد كثافتها على امتداد نصف كيلومتر، يتوسطها مسجد صغير نسبياً وبعض البيوت حوله

     

ويمضي بنا الطريق بمحاذاة وادي عميق تنتشر على أحد جوانبه بضع مزارع مزروعة في معظمها نخيلاً و أشجار فاكهة، ولكنها تعاني كما قال لنا أحد كبار القرية من نقص المياه التي شحت كثيراً عما مضى، حيث كانت القرية تتميز بوفرة مياهها في الماضي، ولكن مع شح الأمطار وتكاثر عدد السكان في صفد بدأ الماء يتناقص ولكن كما يقول فإن الحكومة لم تقصر حيث مدت أنابيب المياه وأدخلت الكهرباء، حيث لا يوجد بيت لا يستخدم أحدث وسائل التكنولوجيا الحديثة ووسائل الترفيه المختلفة كالتلفزيون و أطباق التقاط الفضائيات، ورغم صعوبة هذا الطريق الضيق للوصول إلى قرية صفد إلا أن تعبيد الطريق قلل كثيراً من صعوبته، حيث ترتفع القرية كثيراً عن مستوى البحر وهو ما جعل طقسها بارداً نوعاً ما عن تلك القريبة من سطح البحر .

     

والقرية محاطة من كل جوانبها بجبال شاهقة، لعل أكبرها و أضخمها جبل الرحيب وهو يقع إلى جهة الغرب. وينقسم القسم الأكبر من القرية التي تنتهي ببيت واحد هو بيت أحد حسن، ويقيم فيه هو وأبناؤه أو بالأحرى من تبقى من أبنائه حيث انتقل بعضهم إما للعمل في الفجيرة أو أبوظبي أو دبي وغيرها ويأتون في نهاية الأسبوع . كل أبناء القرية حصلوا على نصيبهم من التعليم، حيث توجد مدرستان في منطقة القرية على بعد 10 كم من صفد، ويشاركهم فيها أبناء القرية والثيب .

     

تنتشر الوديان بكثرة في قرية صفد، حيث أكبرها وادي صفد الذي لا نعرف هل اشتق اسمه من القرية أم اشتقت القرية اسمها منه، ولكنه عموماً أكبر وديان هذه المنطقة حيث تصب فيه كل الأودية والشعاب الصغيرة، ومنها وادي الشعبة ووادي الرحيب ووادي ثيب إضافة على أودية صغيرة هي أقرب إلى الشعاب منها إلى الوديان، وجميعها تنحدر من فوق جبال المنطقة المحيطة بصفد، ولكن أشدها انحداراً تلك المنحدرة من فوق جبل الرحيب، وكل الجبال تقع إلى جهة الشمال أكثر، ولا يشذ عن هذه القاعدة سوى جبل الرحيب الذي يقع غرباً .

     

معظم سكان القرية قبل أن يستقروا في صفد حيث ينتمون جميعاً إلى قبيلة الحفيتات، وعملوا جميعهم في الماضي في الزراعة اعتماداً على مياه الأمطار حيث كانت المنطقة كلها منطقة زراعية تزرع أشجار النخيل والفاكهة كالليمون والمانجو والبطاطا الحلوة والتبغ، ولكن عمليات البناء وتكاثر السكان أضر كثيراً بالمخزون المائي في الآبار حيث تناقصت مؤخراً.  وقد قامت الحكومة بدعم من الدائرة الخاصة لصاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله بإنشاء سد لا تزال الأعمال تجري فيه حتى الآن، ببناء سد يحفظ المياه التي كانت تنحدر ثم تذهب سدى في البحر عبر وادي صفد .

     

وسميت القرية باسم صفد كما يقول بعض الكبار من أهل القرية جاء ربما من إحاطة الجبال بها من كل جانب، فأصبحت وكأنها مقيدة أو مصفدة، ومنها اشتق الاسم صفد . وتضم صفد أكثر من 5000 نخلة وحوالي 50 مزرعة، وفي الغرب يحيطها جبل الظاهرة، وبعيداً عنه قليلاً جبل الوسمة، ولكن أكبر هذه الجبال كما قلنا هو جبل الرحيب . وقد أقامت الحكومة على الطريق القاري أكثر من أربعة جسور تمر من تحتها الأودية المنتشرة في القرية، وتضم القرية في مجملها حوالي 20 بيتاً منها حوالي 18 بيتاً في الجزء الحديث من القرية قبل مدخل القرية القديمة بحوالي 4 كم، وفي نهاية القرية هناك بيت فقط، وكل أهل القرية تقريباً من عائلة واحدة .

     
وتتميز القرية بالهدوء الشديد والطقس المعتدل في معظم أيام السنة، ولكنه يزداد برودة في شهور الشتاء، كما تضم محطة لتقوية الإرسال.

 

© جميع الحقوق محفوظة لموقع قرية الطويين 2006