قريـــة شــــرم

جنه بين البحر والصخر هي المنيعة والمقبوضة وذات الطريق الواحدة

على بعد حوالي 50 كيلومتر من الفجيرة، وحوالي 21 كيلومتر من دبا الفجيرة، تحتضن مجموعة جبلية شاهقة الارتفاع قرية ( شرم ) ، بينما يمتد البحر أمامها ببساطه الأزرق إلى ما لا نهاية، ويفصل بينهما طريق إسفلتي ناعم ليصل ما بين القاعدة في الفجيرة الإمارة الأم والرأس مدينة دبا الساحلية .

     

على بعد حوالي 50 كيلومتر من الفجيرة، وحوالي 21 كيلومتر من دبا الفجيرة، تحتضن مجموعة جبلية شاهقة الارتفاع قرية ( شرم ) ، بينما يمتد البحر أمامها ببساطه الأزرق إلى ما لا نهاية، ويفصل بينهما طريق إسفلتي ناعم ليصل ما بين القاعدة في الفجيرة الإمارة الأم والرأس مدينة دبا الساحلية . تحتل قرية شرم إذاً موقعاً ساحراً يجمع ما بين الصخر والبحر، والخضرة في زرعها والزرقة في مياه بحرها، لتجعلها واحدة من أجمل مدن إمارة الفجيرة .

     

(شرم) تقع في جزأين، الأول يطل مباشرة على البحر، وهو الأقدم ويضم 30 بيتاً بناها المغفور له الشيخ راشد بن سعيد المكتوم قبل أكثر من ثلاثين عاماً لسكان البلدة، فلما كثر الناس وتزايد عددهم بنى لهم صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان 40 بيتاً أخرى حول الجبال، وبالأحرى في حضنها . ثم زادت وزارة الأشغال بيوتاً أخرى وأضاف الأهالي زيادات سنوية حتى وصل عدد البيوت على البحر وفي الداخل إلى حوالي مائة بيت، ويسكنها حوالي 1500 نسمة .

     

يأخذنا طريق متعرج إسفلتي من الطريق العام إلى منطقة تقع وسط الجبال تتميز بالخضرة وانتشار المزارع، ويغلب على هذه المزارع النخيل وأشجار الليمون والمانجو، ويمتد الطريق الذي يتوسط مجموعة من البيوت الشعبية إلى حوالي 2 كم يقسم المنطقة إلى جانبين، وهذه الطريق المتعرجة هي الطريق الوحيدة التي تصل إلى القرية وربما الفتحة الوحيدة، والتي ربما أيضاً اشتق اسم البلدة منها، فهي ( شرم ) يتوسط مجموعة هائلة من الجبال ينتهي بأرض واسعة منبسطة شبه دائرية، تشكل الجبال من كل اتجاه فيما عدا اتجاه البحر حدوداً لها .

     

أما على البحر فهناك صف من البيوت يقع مباشرة على رمال البحر، ولا يفصل بين أبواب هذه البيوت والبحر سوى قوارب الصيادين وشباكهم ومعدات الصيد الأخرى الخاصة بهم، بما فيها الخيم الصغيرة التي يشيدونها كاستراحات لهم على البحر أو لحفظ أدواتهم .وعلى البحر أيضاً ولكن في الجهة الأخرى من الطريق تنتشر المزارع، ويوجد مسجد واحد متوسط الحجم حديث البناء نسبياً إذا ما قورن بعمر القرية نفسها، حيث بني في منتصف الثمانينات.أهل القرية ينقسمون في أصولهم إلى قبيلتين رئيسيتين هما الحموديين والزيود، ويمتد أبناء هاتين القبيلتين إلى المناطق المجاورة لشرم في البدية والعقة .

     

ويقول ربيع سعيد الحمودي 70 سنة : كنا في الماضي وربما قليلاً منا لا يزال حتى الآن، يعمل فيما بين الزراعة والصيد، ولكن الصفة الغالبة على سكان الساحل عموماً هي الصيد، وقد كنت في شبابي أعمل في الصيد والغوص، وكانت الحياة في ذلك الوقت صعبة إلى حد بعيد، لكننا كنا نعتاد عليها، حتى قام الاتحاد في عام 1971 وحكم زايد البلاد فتغيرت الأحوال، وانتقلنا من حياة الفقر إلى حياة الرفاهية، وأنا الآن ومن سنوات بعيدة تقاعدت من العمل وأعيش على بطاقة الشؤون الاجتماعية.

     

أما أحمد راشد الزيودي 60 سنة فيقول : نسكن هذه البلاد منذ أن وعينا الحياة، وكانت الأرض بلا حدود، حيث كنا نسكن على البحر مباشرة في بيوت من سعف النخيل وجذوعه، ولم تكن هناك مدارس أو مراكز صحية، وكان المتعلمون في الماضي يذهبون إلى المطوع وربما الميسرون منهم يمكنهم الذهاب إلى خورفكان أو الفجيرة في المدارس التي بدأت عملها في أوائل الستينات . وقال : إن القرية الآن لا ينقصها شيء، ربما سوى ميناء صغير حيث يعمل أكثر من 50 صياداً بالقرية بالصيد . وأبناؤنا يذهبون للمدارس في البدية ورول ضدنا . وفي الداخل أو في شرم الواقعة جهة الغرب كان الحاج علي أحمد سعيد 75 سنة يفترش جلسته العصرية اليومية المعتادة وبجواره دلة القهوة و (الفواكه) أي مجموعة الفواكه التي تقدم عادة مع القهوة العربية .

     

العم علي من أكبر السكان سناً في شرم، ويعتقد أنها اشتقت اسمها من الاسم القديم الذي كانت تسمى به وهو (المقبوضة)، وهو يعني أنها تقبض على كل من يحاول غزوها لأنها مغلقة من جميع النواحي، ولا يوجد سوى طريق واحد لدخولها، لذا فمن السهل على حماتها القبض على من يحاول دخولها . ويقول : إن القرية لا يوجد بها واد معين، ولكن حيثما تسقط الأمطار تنحدر من فوق الجبال عبر شعاب ووديان صغيرة خلف الزرايب، ثم تتجه إلى البحر، وذلك لقرب شرم من البحر. و أضاف أن أشهر المناطق تقع غرب شرم من الخلف وهي (الردة)، وهي تضم مقابر جنود المسلمين الذين حاربوا المرتدين أيام خلافة أبي بكر الصديق .

     

ويقول أن البيوت التي أقيمت على البحر بناها المرحوم راشد بن سعيد المكتوم، بينما بيوت شرم الجديدة التي بنيت في الداخل بناها زايد، وكل سكان البلدة رعاة بحر أو مزارعين، ولكن كنت راعي بحر واشتغلت طويلاً بالصيد والغوص. والحقيقة أن جزءاً كبيراً من سكان البلدة ربما رحلوا عن البلدة بعد طفرة البترول وقيام الاتحاد، وسكنوا الفجيرة . ويقول : كنا جميعاً نعيش على البحر إلى ما بعد عام 80 حيث تم نقل بعض البيوت إلى الداخل بعد أن تهدمت بيوتنا على البحر . والعم علي يعرف أسماء الجبال التي تحيط بشرم جميعها، فهذا الجبل الكبير الضخم يسمى (الرابي) وعلى يساره جبل جنة صرمة، والجبل الشرقي يسمى السعبة، و الجبل الغربي يسمى خبة المياه، وهذا البعيد يسمى جبل الميناب، وكل هذه الجبال عندما يهطل المطر تجري بالمياه في اتجاه عبر شعاب تسمى شعاب غريب .

© جميع الحقوق محفوظة لموقع قرية الطويين 2009