قريــة البثنـــة

أصالة الماضي في ثوب الحاضر

تقع قرية البثنة في وادي حام ، أحد أطول الأودية التي تخترق سلسلة جبال عمان . وجدت في البثنة العديد من الآثار التاريخية على أيدي علماء الآثار فكانت تعد هذه الآثار مواطن استقرار لأهالي المنطقة وتقع أغلبها في القسم الجنوبي من البثنة حيث تتوافر المياه وهذا ما يدل عليه أشجار النخيل الموجودة هناك . ووجد في هذه المنطقة الكثير من آنية الطين المحروق .

 

     

تضم البثنة 200 منزلاً، وقد تم بناء هذه المنازل كبيوت شعبية منذ أكثر من 28 عاما، وفي رحلتنا الى البثنة استضافنا السيد مصبح علي الكعبي ليتحدث لنا عن البثنة قديما وحديثا، وقد أخبرنا أحد الرجال المسنين قبل أن نلتقي بمصبح ويدعى عبيد مصبح أن أهل البثنة ينتمون لعدة قبائل أقدمها قبيلة بني كعب التي تعتبر مؤسسة البثنة، لذلك تعتبر القرية معقل بني كعب، ويعود تواجد القبيلة في البثنة إلى مئات السنين، وقد أكمل مصبح علي الكعبي الذي ينتمي الى قبيلة بني كعب بقية المعلومات التي تشير إلى أن القبائل الأخرى الموجودة في القرية هي: العبادلة والمسامير والزحوم والصفادنه، وبعضهم لا يعتبر اسم قبيلة بل نسبة إلى قرية كان يسكنها وعندما وصل للبثنة أصبح يكنى باسم قريته فتم اعتبار ذلك لقب القبيلة، مثل الصفادنة الذين جاؤوا من قرية صفد، وكان للبثنة والي أو أمير يدعى حمدان بن حريز·
 

     

لا تختلف حياة أهل البثنة عن حياة أهل الإمارات بالنسبة للماضي، فقد عاش أهل البثنة نفس الظروف التي عاشها الجميع، ومن لا يملك مزرعة في البثنة فإنه غالباً ما يعمل مزارعا عند أحد الميسورين أو الشيوخ، إلا أن مصبح يملك مزرعة متوارثة عن أجداده، ولكن دور أصحاب المزارع أصبح اليوم إشرافياً بعد أن صاروا موظفين في المدن القريبة، وأصبحت تلك المزارع مكاناً يقضون فيه الإجازات بين أحضان النخل وأشجار المانجو والليمون والرمان والحناء والسدر·
وقال مصبح إن بعض أهل البثنة قديما يسكنون مناطق بعيدة عنها لكنهم يحرصون على المجيء إليها كل عام حيث تعتبر المصيف السنوي الذي يقضون فيه مابين ثلاثة إلى أربعة أشهر·
قبل دخول الشتاء يحمل رجال البثنة (أجربة) أي سلال التمور فوق الجمال ويذهبون بها إلى منطقة الغرفة القريبة من الفجيرة حيث تباع هناك، في حين يجري شحن بقية المحصول في السفن الخشبية إلى الشارقة، وتخص هذه الشحنة الذين أتوا للبثنة خلال الصيف حيث كان سفرهم للبثنة يستغرق 12 يوما فوق ظهور الجمال·

     

دخلت كل وسائل الراحة للبثنة كما دخل التعليم والهاتف كل بيت، إلا أن ذلك لم يؤثر إلى اليوم على نمط التربية التي توارثتها الأسر، فلا يزال الرجل يحرص على أن يكون أبناؤه الذكور معه عند الخروج بعد أن ينجزوا فروضهم المدرسية، كما يحرص على أن يتواجدوا معه في المجلس إن كان هناك ضيوف، حتى يلقنهم آداب إكرام الضيف وكيفية التحدث معه وطرق تقديم القهوة، وحتى ينوبوا عنه في حال أتى ضيوف للمنزل أثناء غيابه فيقوموا بواجب استقبالهم حتى لا يرد الضيف·
 

     

منطقة البثنة وعلى كافه العصور تعتبر منطقة زراعية تجذب السكان إليها بالإضافة إلى موقعها في منتصف وادي حام جعل منها نقطة تجارية للسكان القادمين شبه الجزيرة العربية . يوجد العديد من المعابر في الجهة الجنوبية حتى توجد المقبرة الحالية في هذه القرية على تله مرتفعة في غرب وادي حام . واكتشفت هذه المقبرة عام 1987 عندما وجدت ذخائر حميدة على الأرض فوق هذه القبور .وكان القرار أن تنشى هذه القبور حتى تمنع انهيار القرية تتجه لاتساعها ، وتم نشى هذه القبور من خلال حملة استمرت ما بين 1987 – 1988 . على كل نبشت أربع قبور وتم طمس قبرين على قمة التلة . وهناك قبر طمس أسفل التلة . وهناك قبر لغفل هدم بنفس الطريقة كان يوجد على مقبرة من مدخل القرية . أعظم الأواني الفخارية التي عثر عليها تعود إلى العصر الحديدي منها يعود إلى عصور أحدث وهي ألى فترة ما قبل الإسلام . وعثر على عدد من القطع الحجرية وأكثرها من الأخضر الفاتح وبعضها من الأخضر الداكن ذات حجم متوسط وعثر على عود من الفناجين والأواني والجرار وعثر أيضاً على العديد من أغطية الأواني وبعد مقارنة الناتج والدراسات وجد أن القبور التي وجدت تقسم إلى ثلاث نثرات العصر البرونزي – العصر الحديدي – القرن الأول والثاني ما قبل الإسلام .

© جميع الحقوق محفوظة لموقع قرية الطويين 2006