قريـة وادي سهـم

قريـــة الحــب والتسامــــح

على بعد حوالي 20 كم من الفجيرة المدينة، وعبر طريق جبلي متعرج صعوداً وهبوطاً يمتد لحوالي 13 كم، تربض قرية وادي سهم الجبلية وسط طبيعة صحرواية لا تخلو من جمال رغم الظروف القاسية من حيث المناخ والتضاريس المحيطة بهذه القرية .

والوصول إلى قرية وادي سهم يمر عبر قرى أخرى، أشهرها الغزيمري والفرع ( الفرفار ) ومدوك، وبطبيعة الحال يمر عبر عدد من الوديان، أكبرها وادي حام ووادي الفرفار ووادي سهم وبعض الأودية الصغيرة الأخرى، إضافة إلى عشرات الشعاب المتفرعة من هذه الأودية إلى الوادي الرئيسي ( حام ) الذي ينتهي به المطاف أمام سد وادي حام العملاق بالفجيرة .

قبيل الدخول إلى قرية الفرفار القديمة بحوالي 500 م انعطفت بنا السيارة صعوداً إلى مرتفع جبلي ظل يقودنا عبر مزارع خضراء مزروع معظمها بالنخيل والتبغ أو ما اصطلح على تسميته مواطنوا هذه القرى ( بالغليون )، حتى ينعطف بنا الطريق بشدة ليصعد مرة أخرى غرباً في اتجاه قرية سهم التي يميزها صغر مساحتها حيث لا تتجاوز 2 كم مربع، والجبال الضخمة التي تحيط بها من كل اتجاه، والمرتفعة عن غيرها بشكل ملحوظ وكأنها مانع طبيعي لحماية أهل القرية وسكانها ودوابهم ومزروعاتهم .

   

قرية وادي سهم التي يبدو وعلى أغلب الظن أنها اشتقت اسمها من الوادي الضخم الذي يمر بها كالسهم لا يتعرج إلا في مناطق قليلة، تتميز بهدوء شديد وصفاء جو لا يتكرر كثيراً وسحب تغيم على المنطقة أغلب أوقات السنة حتى في عز الصيف، وسكانها يشكلون قبيلة واحدة هي قبيلة (اليلايلة) ومفردها ( اليليلي ) ولكن بعض سكانها انتقلوا ليعيشوا في منطقة جديدة بعد أن بنت لهم حكومة الاتحاد مساكن جديدة في منطقة تقع بين الفرفار الجديدة والغزيمري، ولكنها تحمل اسم ( مدوك) وهم أيضاً من قبيلة (اليليلي)، ويمتوا بصلة قرابة متينة لأهل وادي سهم .

   

يسكن وادي سهم حوالي 700 شخص، يشغلون 26 بيتاً شعبياً بنتها لهم دولة الاتحاد عقب قيامها، حيث بنيت هذه الشعبية بين عامي 1975 و 1976، وتضم القرية حوالي 20 مزرعة، أغلب الزراعات فيها مزروعات التبغ وبعض الخضروات، وهناك حوالي 1000 نخلة من جميع أنواع النخيل بهذه المزارع . يقول المواطن سالم سعيد عبد الله، وهو مواطن متزوج وله من الأولاد 18 ولداً وبنتاً : نحن منذ قيام الاتحاد نعيش في نعمة ما بعدها نعمة، فلدينا الماء في صنابير المنازل وكذلك الكهرباء والإرسال التلفزيوني واضح ومعظم سكان القرية أدخلوا الدش لاستقبال المحطات العالمية، وكذلك أقامت الاتصالات برج لتقوية الاتصالات الهاتفية سواء الأرضية أو المحمولة، وسكان القرية وهم يشكلون حوالي 50 أسرة، يعيشون جميعاً كأسرة واحدة تربطهم علاقات القربى والدم والانتماء للأرض والوطن .

   

وكان الجميع يعملون فيما مضى في الزراعة، ولكن الآن وبعد أن تبدلت الحياة وصار إيقاعها أكثر سرعة، تغيرت الأمور و أصبح أبناء القرية معظمهم موظفون حيث يلجأ الشاب إلى الخروج إلى العمل الوظيفي في مرحلة مبكرة من عمره ويستقر . ويقول أن أهم ميزة لسكان القرية هو الهدوء الشديد وصفاء الطقس وأن القرية لها جزء آخر على بعد حوالي 200 متر من سهم اسمها ( المنزفة ) وهم أيضاً من نفس العائلات، وينتمون لنفس القبيلة . ويتميز أبناء القرية بأنهم يتزوجون مبكراً، ومعظمهم لديه أكثر من زوجة، وهي ميزة ليست تتوفر لأهل المدن، فما أن يبلغ الابن 20 عاماً حتى يتزوج على الفور. وقال : إن التسامح هو أهم الصفات التي يلحظها الزائر لقريتنا، فنحن أناس مسالمون وليس لدينا مشاكل مع بعضنا أو حتى مع الآخرين .

   

وتحيط بقرية وادي سهم مجموعة من الجبال الضخمة، أشهرها جبل شعبة المسيطيح في الغرب، وجبل شعبة سرور شرقاً وجبل شعبة الشعاب الذي تعلوه آثار حصن قديم كان يستخدم لحماية القرية و أهلها في الزمن القديم ويسمى حصن سهم . أما ( مدوك ) التي تضم جزءاً من قبيلة اليلايلة وتقع على بعد حوالي 10 كم من الفجيرة، وهي تلي منطقة الفرفار الجديدة والغزيمري، فتضم حوالي 40 بيتاً منهم 20 بيتاً جديداً بنيت مؤخراً لأبناء مدوك على أحدث الطرق المعمارية، كما رصف الطريق بالإسفلت مقابل هذه القرية، ويسكنها حوالي 800 نسمة، ويعمل أبناءها جميعاً خارج البلدة، حيث قل الاهتمام بالزراعة

   

ومعظم مزارع مدوك تقع في القرية القديمة أو على الطريق إليها، ويمر خلف مدوك وادي الفرفار في طريقه إلى وادي حام، حيث يتجمع ثلاثتهم مع وادي سهم أمام سد وادي حام .ويقول على سعيد خلفان اليليلي : إن القرية تعتبر جزء من سهم، ولكن لضيق المساحة بنت الحكومة لنا بيوتاً جديدة بعيداً عن القرية القديمة، ومزارعنا كلها في مدوك وهي مزارع طماطم وزهور وتبغ، وقال : إن أكبر الجبال المحيطة بالقرية هو جبل الفرع ويقع مباشرة أما مساكن القرية وخلف المساكن الجديدة .

© جميع الحقوق محفوظة لموقع قرية الطويين 2006