قرية مربض

للطبيعه عنوان في هذا المكان

على الرغم من تعدد القبائل الموجودة بمنطقة مربض، إلا أن ما يميز أهاليها الترابط والتراحم في كل الأوقات استمراراً لعادات الآباء والأجداد الذين عاشوا على أرض المنطقة لمئات السنين . وتبعد منطقة مربض التابعة إدارياً لإمارة الفجيرة 32 كيلومتراً الى الشمال الغربي لمدينة الفجيرة مروراً بمدينة مسافي، ويحدها من الشرق مسافي ومن الغرب قرية ميدق ومن الشمال جبال قباء ومن الجنوب وادي السيجي .

قرية مربض في إمارة الفجيرة
     
قرية مربض في إمارة الفجيرة

تشتهر المنطقة، التي ترتمي بين احضان سلسسلة من الجبال تعتبر الأعلى في الامارات، بوجود قلعة ميدق التراثية التي بناها أهالي مربض وميدق قديماً لأغراض المراقبة والحماية . والقلعة عبارة عن مبنى من الحصى والحجارة والطين المطعم بالحصى وسعف النخيل . وكما تشتتهر المنطقة أيضاً بوجود عدد قليل من البيوت القديمة والآبار التي استخدمها السكان قديماً وهم من قبائل القرينات نسبة الى القريني، واليمامحة نسبة الى اليماحي، والصريدات نسبة الى الصريدي، والدهمانة نسبة الى الدهماني والعبادلة نسبة الى العبدولي القوايد  نسبة الى القايدي . وكلها من القبائل ذات الجذور العربية الأصيلة التي شكلت في مجملها مجتمعاً هادئاً يعيش على العادات والتقاليد العربية الأصيلة . وتتميز مربض بأنها منطقة ذات طبيعة خلابة كما أنها عامرة بالخضرة .

     

واعتمد أهالي مربض في معيشتهم قديماً وبشكل أساسي على تربية الأغنام والأبقار بالإضافة الى زراعة بعض اشجار النخيل وأنواع متعددة من الخضراوات والفواكه وحبوب البر والشعير والذرة . واعتمد معظم أهالي منطقة مربض والمناطق المجاورة لها قديماً في تأمين مصدر رزقهم على تجارة التمور والمحاصيل الزراعية والسخام “الفحم” وذلك من خلال الرحلات التجارية الى اسواق الشارقة ودبي .

الحاج عبدالله سعيد حميد اليماحي “60 عاماً” قال: معيشتنا في الماضي كانت صعبة واعتمدنا فيها على تربية الأغنام والأبقار وجمع الحطب وصنع “سخام” منه أي فحم، بالإضافة الى التجارة البسيطة لمحاصيل التمور وأشياء أخرى . ويشير الى أن منازل أهالي مربض قديماً كانت لا تتعدى 15 منزلاً تضم اهاليها الذين لا يتجاوزون 30 فرداً .

قرية مربض في إمارة الفجيرة
     
قرية مربض في إمارة الفجيرة

وأوضح ان المنطقة اشتهرت ومازالت بزراعة العديد من أشجار النخيل ومحاصيل البر والدخن والشعير وزاعة نباتات الأعلاف للحيوانات بالإضافة الى زراعة اشجار المانجو “الهامبا” والعديد من أشجار الفواكه والحمضيات . وأضاف اليماحي: عشنا في الماضي ظروفاً معيشية قاسية الى أن انتقلنا عام 1976 الى العيش الكريم في مساكن شعبية جديدة شيدتها الدولة، وفي تلك الفترة تغيرت الحياة على أرض مربض وانتقلنا الى منازل مريحة وكبيرة غلب عليها الطابع المعماري الحديث وتوفرت كل الخدمات . الحاج خميس بو محمد “85 عاماً” يقول: ارتبط أهالي مربض بعلاقات وطيدة منذ القدم رسخها الآباء والأجداد مع أهالي المناطق المجاورة، لا سيما خلال رحلات التجارة الى الشارقة ودبي .

     

ويؤكد أنه بالرغم من تعدد القبائل بمنطقة مربض، إلا أن ابناءها مترابطون، فمثلاً يدفعون العينية، وهي مبلغ من المال للشخص المقبل على الزواج، وفي يوم العيد يجتمعون لتناول الافطار والغداء، حيث يكون هناك مكان محدد لتجمع الرجال وآخر للنساء أمام أحد بيوت الأهالي الكبيرة أو بمكان آخر توضع فيه خيمة كبيرة . وفي رمضان، كما يوضح، يقوم كل منزل من منازل القرية باحضار فطور ويتجمع الأهالي عند مسجد المنطقة ويشير الى أن سكان المنطقة يفضلون الجلوس أمام منازلهم حيث يقوم رب الأسرة بتحضير الهبش “مأكولات متعددة والقهوة والتمر” ويجلس أمام منزله ليسمح للمار والزائر بمشاركته .

قرية مربض في إمارة الفجيرة
     
قرية مربض في إمارة الفجيرة

وعن دور المرأة في الماضي بمنطقة مربض يقول خميس بن محمد: لعبت المرأة دوراً كبيراً في الماضي والحاضر، ففي الماضي كانت تساعد الزوج في الزراعة ورعي الأغنام بالإضافة الى تربية الابناء وأعمال المنزل . كما كانت تعمل في الخياطة وصنع أدوات المنزل من سعف النخيل . ويشير الى أن المرأة في منطقة مربض لاتزال تصنع أدوات المنزل والعديد من المشغولات اليدوية على الرغم من التطور العمراني لبيعها للسياح والمهتمين بالتراث .  وعن سبب تسمية مربض بهذا الاسم يقول خميس بن محمد: كانت المنطقة تعج بالغزلان والضباع والذئاب التي تربض فيها، ومن هنا جاء الاسم . محمد عبدالله مصبح يقول: إن جميع أهالي مربض كانوا يدركون أهمية العمل والسعي للحصول على رزق وعيش كريم، وذلك بالقيام بجميع الأعمال مثل الزراعة، بالإضافة الى جمع الحطب وصنع الصخام منه . واشار الى أن الحياة في الماضي كانت صعبة بمنطقة مربض وذلك لصعوبة الوصول الى المنطقة لوقوعها وسط الجبال العالية، وعدم توفر طرقات معبدة ولا سيارات ولا حتى منازل جيدة .

     

سعيد عبدالله العبدولي يقول: قلعة ميدق المجاورة لمنطقتي مربض وميدق من أهم القلاع التي انشئت منذ مئات السنين للمراقبة والدفاع عن المنطقتين . وتعتبر قلعتا ميدق ومسافي من أعلى القلاع في الامارات نظراً لارتفاع المنطقة كثيراً عن سطح البحر . وأضاف العبدولي: عاش أهل مربض قديماً على الزراعة ومازال البعض منهم يزرع العديد من المحاصيل من أهمها اشجار النخيل ونباتات “البرسيم” والشعير والدخن، والبر بالإضافة الى أنواع أخرى مثل الحشائش والأعلاف الخاصة بغذاء الحيوانات . حسن عبدالله القريني يشير الى ما طرأ على أحوال المنطقة بعد الاتحاد ويقول: بنيت المساكن الحديثة وتجمع الناس من بعد ما كانوا متفرقين بين الجبال والوديان حيث كانت حياتهم قائمة على الزراعة والرعي وجمع الحطب وبيع المحاصيل في الشارقة ودبي مقابل بعض احتياجات الأهالي من الارز والقهوة والسكر بالإضافة لبعض احتياجات النساء .

قرية مربض في إمارة الفجيرة
     
قرية مربض في إمارة الفجيرة

خليفة عبدالله يؤكد أن من ملامح التطور في المنطقة ايضاً تعبيد الطرق الداخلية لها والخارجية التي تربطها بالمناطق المجاورة . راشد بن سعيد الصريدي يؤكد أن سكان مربض يعيشون كأسرة واحدة تربطهم علاقات القربى والنسب والانتماء للأرض، كما يتميزون بالهدوء وصفاء النفوس ويحبون من يزورهم حتى أنهم يفضلونه على نفوسهم حسب العادات والتقاليد المتوارثة . ويشير الى تميز المنطقة عن غيرها بالهدوء الشديد وبمناطقها الساحرة ووجودها بين احضان الجبال الأعلى في الامارات . كما تتميز باعتدال مناخها على مدار أيام السنة وانعدام الرطوبة مما يسمح بتعدد المحاصيل الزراعية .

   
تابع صور قرية مربض
   

آخر تحديث: ابريل 2010 المصادر: موقع الطويين + جريده الخليج

© جميع الحقوق محفوظة لموقع قرية الطويين 2002-2010