مرثية سمو الشيخ حمد بن سيف الشرقي

غاب وهو حاضر في القلب و الفكر و الروح .. رحل و هو باقٍ في الوطن لأنه الوطن .. غاب المغفور له ب؟إذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان و لم يغب عنا .. شخصه الغالي و فكره الحكيم و قلبه الرحيم أقاموا له في قلوبنا صروح شامخة من الحب الذي لم يكنه شعب لقائد لأنه زايد لم يكن كأي قائد هو رجل لن تنجب البشرية مثله .. رجل أتاه الله الحكمة و القيادة و الريادة .. ألقى في قلبه رحمه الله حب الأرض و الشعب و الخير كما أرسى محبته ف قلوبنا .. محبة ما بعدها محبة .. لذا   كان فراقه مصاب جلل و الجلل هنا لا يعبر عن حزننا و فاجعتنا برحيل زايد لأنه الأب الرحيم و الإنسان العظيم و القائد الحكيم .. قائد المسيرة و باني النهضة حيث آمن الشيخ زايد – غفر الله له- منذ البداية بفكره الثاقب و عمله الدؤوب أن الاتحاد مصيرنا و محقق طموحاتنا لذا أبصرناه بكل إخلاص ووفاء يعمل على غرس بذور الوحدة و الترابط و التضامن في كل أنحاء الوطن .

فقد أصبحت دولة الإنارات العربية المتحدة بفضل الله ثم بفضل المنعطف تسير بخطى واثقة ثابتة و ذلك أنها تستلهم قوتها من اتحادها المبارك و عزتها من إنجازاتها العظيمة و فخرها من قيادتها الحكيمة و لهذا فقد أصبحت دولتنا تتمتع بمكانة عظيمة راسخة إقليمياً و عربياً و عالمياً و أصبحت عضواً  فاعلاً في الأسرة الدولية تحظى باحترام و تقدير الجميع .

و هذا هو نهج زايد الذي اقترن اسمه بأعظم تجبربة اتحادية عرفها التا ريخ المعاصر حيث تحققت الأماني و تجسدت الأحلام على أرض  الواقع و سكننا العز و الفخار بكل ما أنجز تحت مظلة الاتحاد التي تغلبنا بوجودها على الكثير من العقبات و الصعوبات و بتنا نترجم طموحاتنا بالجد و الإصرار و العمل ، فبفضل ما بذله القائد من جهد و ما أظهره من حكمة توالت الإنجازات على كافة الأصعدة .

و من هذه المنطلقات فإن مسيرة الاتحاد ستمضي بكل ثقة و ثبات نحو المستقبل المشرق بحكمة قيادته الشيخ خليفة خير خلف لخير سلف و عزم أبنائه الميامين و إخلاص شعبه الوفي الباقي على العهد و الوعد بأن يصون الوطن و إنجازاته و يواصل العطاء بإذن الله تعالى لمزيد من التقدم و التطور .

 

سمو الشيخ حمد بن سيف الشرقي

نائب حاكم الفجيرة

 

© جميع الحقوق محفوظة لموقع قرية الطويين