مرثية سمو
الشيخ صالح بن محمد الشرقي
لم يكن المغفور له الشيخ زايد حاكماً
.. أباً .. إنساناً عادياً بل كان قلباً نابضاً بالحب و
الإنسانية .. كان فكراً وقاداً بالحكمة .. روحاً عامرة
بالعطاء .. كان و سيبقى أول العظماء و آ خر الحكماء
الداخلين بوابة التاريخ بعز و فخار.. التاريخ الذي لن ينسى
زايد الذي أبهرنا بحبه لنا و أبهر العالم بحبه للخير ..
زايد الذي تشرف التاريخ برجل كتب هذا الاسم " دولة
الإمارات العربية المتحدة " بمداد الذهب الذي لا يوازيه ما
تحقق من آمال و طموحات على أرض الواقع .. كتب في سجل
التاريخ الذي لم يضم في طياته تجربة اتحادية كتجربة دولتنا
العزيزة .
إننا على ثقة أن الاتحاد هو نقطة
البداية و الانطلاقة الحقيقية للنهضة الشاملة التي تعيشها
دولتنا الفتية وذلك بفضل الله سبحانه و تعالى ثم بجهود
الراحل الباقي الشيخ زايد و حكمته التي دفعت الاتحاد إلى
الأمام و جعلته حقيقة شامخة تعانق السحاب يراها القاصي و
الداني .
ولذلك فقد كانت تجربة الاتحاد بنجاحها
و استمرارها نموذجاً يقتدي و مثالاً يحتذى به لأننا أثبتنا
للجميع أن الوحدة مصدر قوتنا و عزتنا .
و ما حققناه من إنجازات عظيمة في سنوات
بسيطة يشهد لها الجميع بقوة الإرادة و عظمة الإنجاز لسبب
مهم و هو الاتحاد حيث عمق انتماءنا و رسم حياتنا و رسخ
قوتنا و جعلنا أكثر قرباً و أصدق عطاءً و أقوى بنياناً و
تجد ذلك و اضحاً في الإنجازات الشاملة التي امتدت من بناء
الإنسان إلى بناء المكان .
و ما أروع نهج زايد" طيب الله ثراه"
الذي جعل الإمارات تظل على الأساس القوي الذي بناه فقيد
الوطن بعد رحيله حيث لم و لن يهز هذا البنيان القوي الذي
سهر على تأسيسه و تشييده رحمه الله بقلبه و فكره و محبته
اللامحدودة للوطن و الشعب و اليوم ها هم الرجال المخلصين
من تربو في كنف زايد رحمه الله و تنفسوا حب الأرض و الشعب
معه و تعلموا العطاء و الوفاء و الإخلاص منه .. ها هم
الرجال الذين عاهدوا الغائب الحاضر " زايد" على أن يكملوا
المسيرة .. الشيخ خليفة و إخوانه خير خلف لخير سلف .. كل
على النهج سائر .. نخطو خطى الواثق الواعي الباقي على نهج
زايد .
سمو
الشيخ صالح
بن محمد الشرقي
رئيس دائرة
الصناعة
والاقتصاد
بالفجيرة
|