مرثية
محمد سعيد الضنحاني
إن المصاب
الذي حل بنا ما بعده من مصاب و الحزن الذي سكننا مابعده حزن لأن المصاب جلل و
الحزن عظيم فرحيل رجل انحنت له هامات التاريخ كالمغفور له بإذن الله تعالى
الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان فاجعة أليمة تقبلناها بقلوب مؤمنة بقضاء الله و
قدره .. قلوب علمها الراحل الكبير الحب و الإخلاص .. الحب الذي بنى به
الإمارات و عمر به قلوبنا له و للوطن .. الحب و الخير الذي أهداه رحمه الله
إلى القاصي و الداني حيث الحزن لم يهدنا نحنت فقط بل العالم بأسره و لم نبكيه
وحدنا بل بكته الأرض و الشجر و البشر .
فقدنا أباً
رحيماً و قائداً و عظيماً .. رجلاً لن تجود البشرية بمثله أوسع لنا مكاناً في
قلبه و جعل الإنسان أولى اهتماماته فأرسى أولى اللبنات و هي التعليم ووفر لنا
سبل الحياة الكريمة و بـأياديه البيضاء عم الخير في كل مجالات الحياة فهو
الذي و بتوفيق من الله تعالى أبدل الصفراء إلى واحة خضراء وارفة الظلال ..
استطاع أن يصنع الحقيقة من المحال في دولة الإمارات العربية المتحدة حيث زايد
المرادف البديهي للوطن حيث فيه و معه الأمن والأمان و العطاء .
حقيقة إن
نهج زايد رحمه الله فريد كشخصه ففيه نجد القيادة و الريادة و الحكمة و
الإنسانية و نجد ذلك جلياً في الإنجازات العظيمة التي تحققت في فترة بسيطة و
الإنجازات هنا لا أعني بها الحضارة العمرانية بل الإنجازات الإنسانية التي لم
يحققها أحد سوى زايد الذي لم نجد له مكاناً إلا القلب الذي لم يتوقف و لن
يتوقف عن الدعاء له بالرحمة و الغفران منذ فارقنا و هو باقٍ معنا .. زايد
معيناً من العطاء لا ينضب حيث امتدت أياديه الخيرة إلى الجميع كان المعين و
السند لهم.. نهج زايد كتب بأحرف من نور ..قرأنا فيه تقديم مصلحة الشعب على
المصلحة الخاصة .. قرأنا التضحية و العطاء اللامحدود .. نهج زايد لم يخطه إلا
إنسان عظيم هو زايد الذي رحل و ترك الأمانة في أيدي رجال الشيخ خليفة هم خير
الخلف لخير سلف .. رجال نهلوا من معين عطاء زايد و تعلموا منه العدل و العطاء
و الحب .. رجال عاهدوا الله على السير بكل وفاء و إخلاص على نهج زايد ..كلنا
نعاهد والدنا و قائدنا المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان على عهدك بنا
أبناء بررة مخلصين للقائد و الوطن .. تبقى الإمارات أمانة بإذن الله سنصونها
.. تبقى أفكارك .. رؤاك .. توجهاتك يا فقيد الوطن نهج لن نحيد عنه .
محمد سعيد الضنحاني
مدير الديوان الأميري بالفجيرة
|