المهرجان السادس والوفاء النادر … الذي قدم في الإفتتاح المبهر لمهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما

13283_1

موقع الطويين : الفجيرة نيوز – محمود علام

بعد الافتتاح المبهر أصبح من حق الدورة السادسة لمهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما أن تحصل وبجدارة على لقب جديد كشفت عنه فعاليات الحفل الكبير الذي قدمت فيه “لؤلؤة الشرق” ،وهي هنا إمارة الفجيرة ، عناوين جديدة لنهضتها الحديثة وأصالتها الراسخة.
ولعل من أبرز العناوين التي يمكن إطلاقها على الدورة السادسة لمهرجان المونودراما هو اللقب الذي ألهمتني به تلك الفقرات الثلاث التي تتابعت خلال حفل الافتتاح، وكانت كلها تعبر عن معنى وحيد ومتميز هو الوفاء النادر لشخوص كان لها مع أهل المسرح في إمارة الفجيرة عامة وشباب دباالفجيرة خاصة ، ارتباط ومواقف ومشاركات وإسهامات عبر مراحل عدة عاشها المسرح المحلي عندما كان عشاقه ومريدوه يخططون لمرحلة الازدهار على الساحة المحلية والعربية والعالمية.
ففي أمسية واحدة وفي ليلة مبهجة وبحضور فني عالمي أعلنت هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام ، وهي المنظمة للمهرجان الدولي، عن وفاء أصيل لرموز فنية مبدعة في المجال المسرحي: أداء وإخراجا وتأليفا ، وهو ما بلورته الهيئة وإدارة المهرجان في ثلاثية للوفاء منحت فيها ثلاث جوائز باسم الفجيرة كانت أولاها لفنان خليجي رائد ، وثانيتها تحمل اسم مخرج روسي راحل ، وثالثتها لكاتب أردني فاز عمله قبل أن يوافيه الأجل ويغيب عن ساحة الإبداع .
ولأن الوفاء بمدلوله العام ، هو اجترار للذكريات والمواقف والأفعال فقد كان تكريم عملاق المسرح الخليجي الفنان الكويتي الكبير عبد الحسين عبد الرضا استعادة مباشرة لأكثر من خمسين عاما من العطاء الفني بدأها بتمثيل دور “المنجم ” في مسرحية “صقر قريش” في أوائل ستينيات القرن الماضي ، وحتى مسرحية “على الطاير” عام 2004والتي قام فيها بدور “ابراهيم بلنتي” مرورا برحلة طويلة عبر المسلسلات التلفزيونية والإذاعية والأفلام السينمائية والأوبريتات الغنائية (وهو المتميز بصوت جميل ومميز) علاوة على تميزه تأليفا وتمثيلا وإخراجا وإنتاجا.
ولا ينسى الجيل القديم من أبناء مصر ذلك الموقف العروبي الفريد الذي صنعه النجم المخضرم عبد الحسين عبد الرضا عندما تقدم ليكون ضمن المتطوعين للدفاع عن مصر خلال حرب العدوان الثلاثي عام 1956والذي يؤكد أن المبدع هو أكثر البشر عطاء ومبادرة في كل الميادين.
ولم تقتصر أمسية الوفاء على الأحياء بل امتدت إلى راحلين أسهما بشكل أو بآخر في مسيرة المهرجان هما : الفنان الروسي فاليري كازانوفا والأديب الأردني عاطف الفراية ليكون الوفاء للأول على جهوده الداعمة لمهرجان الفجيرة منذ بدايته وإسهامه الكبير في تحقيق الاعتراف الدولي خلال فترة توليه الرئاسة الفخرية لرابطة الممثل الواحد الدولية حيث احتضنت إمارة الفجيرة جائزة تحمل اسمه حصلت عليها الفنانة الليتوانية “بيروتي مار” لتكون أول الفائزين بها.
أما الأديب الأردني الفراية الفائز قبل رحيله بالجائزة الأولى في مسابقة النصوص المسرحية العربية للدورة الحالية من المهرجان فقد حرصت إدارته على أن تنظم لصاحب مونودراما ” البحث عن عزيزة سليمان” ندوة تحتفي بتجربته الإبداعية الثرية في الكتابة الشعرية والمسرحية وهو ما يمثل وفاء غير محدود لكاتب عرج قبل رحيله على ساحة المهرجان عبر نص مونودرامي كتب له الفوز ونيل الجائزة المستحقة عنه ومن ثم الاحتفاء بسيرته بعد رحيله عن عالمنا.
لقد أصبح المهرجان السادس هو بالفعل مهرجان الوفاء للفن والأدب وهو ما سيتكرر مستقبلا في دورات مقبلة ليصبح الإبداع هو الساحة التي تنهض بأرقى ثقافة و تفيض بأسمى وفاء ، وهو ما يجعلنا نؤكد أن تكريم الأحياء هو تقدير لرحلة العطاء ، مثلما أن تكريم الراحلين هو إثبات للبقاء .. وكلاهما يستحق فعلا لا قولا كل ثناء على الأوفياء.

Related posts