الغوب.. طبيعة خلابة تنشد المزيد من الخدمات الضرورية وتشكل حزاماً جبلياً لدبا الفجيرة

355 (1)تعد الغوب من المناطق والقرى التي تشكل الحزام الجبلي لمدينة دبا الفجيرة وتتبع لها إدارياً، حيث تقع في قلب سلسلة جبلية مرتفعة ومتصلة مع بعضها بعضا، وتتميز بألوان مختلفة، وتبعد الغوب نحو 75 كيلومتراً عن مدينة الفجيرة، وتتمتع المنطقة بمشاهد طبيعية خلابة وأماكن ساحرة وهادئة، فوجودها بين الجبال أضفى عليها طابعاً خاصاً، حيث تشتهر بوجود عدد من بقايا البيوت القديمة التي عاش فيها سكان المنطقة سابقاً ممن ينتسبون إلى قبائل اليماحي، بجانب عدد من القبائل الأخرى ذات الجذور العربية الأصيلة.
اعتمد أهالي المنطقة في معيشتهم قديماً وبشكل أساسي على الزراعة بأنواعها وجمع العسل من كهوف الجبال وجمع الحطب وصناعة الفحم وتربية الماشية والأغنام، حيث لعبت الأمطار السنوية دوراً كبيراً في خضرة الغوب وخصوبة أرضها، وقد ساعد على ذلك وجود الوديان والبرك والآبار الجوفية العذبة.. المنطقة الجميلة والهادئة كانت تسمى قديماً بالجدة «اليدة نطقا»، أو ظنحا، فكانت تتألف من عدد قليل من مساكن العريش والمدر والحصى والطين، وتحولت إلى مساكن شعبية بمكرمة المغفور له، بإذن الله، الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، رحمه الله.
تركز سكان الغوب قديماً في منطقتي ضنحا وغوب القديمة، حيث كانت المنازل في ذلك الوقت لا تتعدى 18 منزلاً، منها منازل شتوية مبنية من الحجارة والطين والحصى، وأخرى صيفية مكونة من العريش المؤلف من سعف وجريد النخيل وأغصان أشجار السمر والسدر، وكان عدد الأهالي في ذلك الوقت لا يتجاوزون الثلاثين فرداً، وكانوا مترابطين ببعضهم في السراء والضراء، وما زال سكان المنطقة يمارسون المهن القديمة، حيث ساعدهم على ذلك طبيعة المنطقة، ومن تلك المهن، البحث عن العسل البري، ومزاولة أعمال الزراعة وتربية الماشية، وغيرها من الحيوانات، وذلك لتوافر المياه العذبة في والوديان بين الجبال والسهول، والتي ساعدت في وجود المراعي الخضراء. 355 (2)

يقول الوالد علي سعيد علي اليماحي منطقة الغوب، تختلف عن أي منطقة أخرى في إمارة الفجيرة من حيث الخصوصية والتركيبة الديمغرافية للسكان ومع زيادة عدد السكان وانتقال البعض لإمارات أخرى بسبب طبيعة الأعمال أو الدراسة أو الزواج ووفاة البعض وهذه سنة الحياة، فظهرت على السطح خلافات الميراث بين الأخ وأخيه داخل الأسرة الواحدة وأبناء العم وداخل القبيلة وأضاف:عدم توثيق الأراضي القديمة من قبل البلدية، زاد من حدة النزاعات وتفاقم الخلافات بين الناس.
وطالب اليماحي بإنشاء مكتب للتوثيق العقاري للمنطقة، وتشكيل عدة لجان تتبع حكومة الفجيرة للفصل في النزاعات القائمة بين أهالي المنطقة، لعودة الهدوء والمحبة والوئام بين السكان كما كان سابقاً، لأن استمرار الخلافات وتصاعدها يؤدي إلى الكراهية التي ستتوارث بين الأجيال، وعلى الرغم من وجود وثائق تحدد ملكية المباني القديمة بحكم محكمة، لكن بلدية دبا الفجيرة لا تعتمد هذه الوثائق ولا تضع حلولاً جذرية لذلك، وهو ما يؤرق الجميع.

خدمات فقيرة

بدورها قالت الدكتورة مريم علي اليماحي: نحن سكان المناطق المحيطة والتابعة لبلدية دبا الفجيرة، نتقدم بالشكر والعرفان لصاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة على الاهتمام الكبير والرعاية الخاصة بالقرى البعيدة والواقعة داخل الحزام الجبلي لإمارة الفجيرة وفي الوديان والمناطق ذات الخصائص الطبوغرافية التي تتسم بالوعورة، ولكن منطقة الغوب تعد من المناطق الفقيرة في الخدمات فلا يوجد بها غير مدرسة واحدة للتعليم الأساسي. وأشارت إلى عدم وجود طرق داخلية ممهدة أو مرصوفة مع غياب تام لأعمدة الإنارة داخل الشعبيات وخارجها ما يعرض السكان للخطر ليلاً خصوصاً الأطفال وكبار السن، وعدم خروج البنات ليلاً بسبب طبيعة المنطقة ما يعد سجنا اختياريا لهن، وذلك لعدم وجود أماكن عامة أو متنزهات لخروج العائلات أو حدائق مخصصة للنساء والأطفال لممارسة أبسط الحقوق في رياضة المشي.

أهم الاحتياجات

355

من جانبه قال المواطن سالم الحسني: أهم احتياجات أهالي المنطقة تنحصر في تطوير البنية الأساسية للمنطقة وأهمها شبكة الطرق والإنارة، فمنطقة الغوب تحتاج إلى تحرك سريع من قبل إدارة البلدية ودائرة الأشغال والزراعة لتعديل دوار مدخل الغوب لتفادي الحوادث وتوسعة الطريق وإنارته وعمل حواجز على جانبي الطريق وعلامات إرشادية، وأشار إلى ضرورة ردم المنحدرات وتسوية شارع النخيل باتجاه منطقة الرفاع للحد من كثرة الحوادث.
وناشد مسؤولي البلدية بإعادة تخطيط المنطقة واستغلال الأماكن المستوية في مدخل القرية، وإضافة مساحات جديدة من الأرض الممهدة الصالحة للبناء لاستيعاب التوسع العمراني والزيادة في عدد السكان الناتج عن التنمية والتطور الكبير الذي تشهده الدولة في ظل الحكومة الرشيدة التي تعمل على خلق بيئة صالحة للتنمية المستدامة.

افتقار الخدمات

ويرى المواطن محمد اليماحي أن منطقة الغوب تفتقر لكثير من الخدمات الأساسية من حيث رصف الطرق وإنارة الشوارع الداخلية، حيث يسيطر الظلام الدامس على شوارعها المتداخلة مع الجبل هبوطا وصعودا ما يؤدي لصعوبة الحركة ليلاً في الظلام الحالك في بعض الأيام.
وطالب بإنشاء مدارس لمراحل التعليم المختلفة ورياض أطفال للحد من معاناة الأطفال في الانتقال يومياً إلى أقرب حضانة في مدينة دبا الفجيرة على بعد 8 كيلو مترات من منطقة الغوب.
من جهته طالب عبد الله اليماحي إدارة بلدية دبا الفجيرة بنقل حظائر الماشية المنتشرة بشكل كبير داخل الأحياء السكنية والتي تتسبب في نقل الأمراض وانتشار الروائح الكريهة في المنطقة، مع تحديد أماكن خاصة لإنشاء حظائر على أطراف القرية تكون قريبة من مصادر المياه وأماكن الرعي، احتراماً لخصوصية السكان وطبقاً للاشتراطات الصحية، مشيراً إلى أن المزارع تعاني نقصا حادا في مياه الري بسبب قرار أصدرته البلدية بمنع حفر آبار جديدة داخل المزارع أو العزب، ما نتج عنه أزمة مياه شديدة وزيادة ملوحة التربة وخلافات دائمة بين المزارعين على نوبات الري لتتحول إلى مشاجرات بين أصحاب المزارع والعاملين بها، ما يستدعي وجود الشرطة والبلدية لفض المنازعات ووضع حلول مؤقتة وسريعاً ما تشتعل الأزمة من جديد لأن المشكلة مازالت دون حل.

تخطيط الأراضي

وأضاف أن بعض المواطنين قاموا بتوصيل خط مياه من منازلهم إلى مزارعهم في تحايل واضح على القانون، واستغلال مياه مخصصة للاستخدامات المنزلية لري المحاصيل الزراعية وتربية الأغنام والماشية.
ودعا المواطن خميس اليماحي إلى ضرورة تحديد وتخطيط الأراضي الواقعة على مدخل القرية والقريبة من الطريق الرئيسي، كمنطقة للتوسع العمراني بعد دفن المنخفضات وتسوية التربة لإقامة شعبيات منظمة بداخلها طرق مستوية، وقال: ليس من المعقول أن تحتوي الغوب على أراض مستوية بمساحات كبيرة، ونتيجة للبناء داخل الجبل وخلفه، وهذا الوضع يسبب صعوبة كبيرة في عملية توصيل الخدمات والمرافق للمنازل، بجانب مشقة عملية البناء نفسها، والتكلفة المرتفعة في تسوية واقتطاع جزء من الجبل لإتمام عملية البناء.  (موقع الطويين : الخليج – محمد صبري)

Related posts