العنوان الخاطئ وعدم افساح الطريق أهم معوقات عمل سيارات الإسعاف

 

سرعة وصول فرق الإسعاف والإنقاذ إلى مواقع الحوادث من العناصر المهمة التي تساعد في إنقاذ حياة المصابين، باعتبار أن الإسعاف السريع والصحيح للمصابين في مواقع الحوادث له دور مهم في إنقاذ الأرواح والحد من مضاعفات الإصابات الشديدة حتى نقل المصاب إلى أقرب مستشفى .

 

نجح قسم إسعاف أبوظبي التابع لإدارة الطوارئ والسلامة العامة في القيادة العامة لشرطة أبوظبي في تحقيق هذا الهدف، حيث إنه احتل الصدارة في   تقليل نسبة زمن الاستجابة ومحاولة الوصول إلى المرضى والمصابين في مواقع الحوادث في أقل زمن ممكن، إلا أن عدم إفساح الطريق أمام سيارات الإسعاف وعدم إعطاء العنوان الصحيح لمواقع الحوادث يؤثر سلباً في سرعة عمليات الإنقاذ والإسعاف . 

 

إفساح الطريق

 

الرائد بطي خليفة المزروعي رئيس قسم الإسعاف في إدارة الطوارئ والسلامة العامة في القيادة العامة لشرطة أبوظبي قال إن القيادة العامة لشرطة أبوظبي أسعفت 13485حالة خلال النصف الأول من العام الجاري ،2011 منها 7191 إصابة بسيطة، و5755 متوسطة، و201 خطرة، وتعاملت مع 338 حالة وفاة . 

 

وأشار إلى ان فرق إسعاف الشرطة تصل دائما في الوقت المناسب إلى مواقع الحوادث مشيراً إلى أن عدم إعطاء العنوان الصحيح وعدم إفساح الطريق أمام سيارات الإسعاف يعرقل من سرعة وصول سيارات الإسعاف إلى مواقع الحوادث مطالبا جميع قائدي المركبات إعطاء الأولوية لسيارات الأسعاف .

 

مشاركة واسعة

 

وتطرق الملازم أول محمد ناصر البحري، مدير فرع إسعاف أبوظبي إلى إنجازات إسعاف الشرطة خلال العام الجاري، مشيراً إلى انها كانت متنوعة ومتعددة، حيث شارك في جميع الفعاليات المحلية، والمؤتمرات الطبية، مثل الفورمولا 1 وإيرينا وأيدكس، إضافة إلى المشاركة في حملات التوعية سواءً على مستوى الجهات الحكومية أو الشركات الخاصة والمدارس الحكومية والخاصة لتعريف الجمهور إلى مدى أهمية دور الإسعاف في المجتمع .

 

وفي ما يتعلق بالمشاركات الخارجية قال البحري: إن إسعاف الشرطة  كان من السباقين في تقديم المساعدات الخارجية للدول المنكوبة، حيث شارك في عمليات الإنقاذ من زلازل إندونيسيا في عامي 2006 و2007 والباكستان عام ،2006 وأفغانستان عام 2008 كما تم اعتماده وحصوله على شهادة الأيزو في عام 2011 .    

 

وأرجع التطورات الإيجابية المتسارعة التي يشهدها إسعاف شرطة أبوظبي إلى الدعم اللامحدود الذي يقدمه الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، لإدارة الطوارئ والسلامة العامة ما مكنها من تحقيق قفزة نوعية انعكست على مستوى الخدمات المقدمة على أعلى المستويات وجعلها تحقق في ذات الوقت تميزاً وصدارة .

 

وحثّ الجمهور على مساعدة فرق الإسعاف عند الإبلاغ عن وقوع حادث بالوصف الدقيق للمكان، وإفساح المجال لسيارات الإسعاف حتى تتمكن من الوصول إلى المكان المطلوب بأقصى سرعة ممكنة، والتعاون الكامل مع  عناصره .

 

وأشار إلى أن إسعاف الشرطة يسعى إلى تقديم أعلى  معايير الجودة في خدمة مصابي الحوادث والمرضى، وتقليل نسبة زمن الاستجابة، ومحاولة الوصول إلى المرضى والمصابين في أقل زمن ممكن، كما يعمل على التقليل من نسبة المضاعفات الناجمة عن الحوادث إلى أقل نسبة ممكنة . 

 

تدريب

 

إلى ذلك قال الملازم أول سيف الكعبي، مدير فرع إسعاف الشهامة، إن حملات التوعية التي تم تنفيذها في المدارس شملت جميع المراحل، ومراكز     تحفيظ القرآن، وبرامج  “صيفنا مميز” في منطقة الشهامة والسمحة، إضافة  إلى العاملين في  الشركات على امتداد طريق أبوظبي – دبي، والعمالة في مواقع البناء لتعريفهم إلى كيفية طلب سيارة الإسعاف .

 

وقال الملازم أول طالب الشامسي، مدير فرع إسعاف المفرق، إن حملات التوعية التي قام بها الفرع شملت العمال الآسيويين في الشركات والمساكن،  وذلك لتوعيتهم بأهمية دور الإسعاف في مساعدة المرضى، والحالات الطارئة، وكيفية طلب الإسعاف، مضيفاً إنه يتم  التركيز على هذه الفئة لصعوبة التواصل معهم، إضافة إلى أنها من أكثر شرائح المجتمع عرضة للإصابات . 

 

وأضاف إن الحرص على أهمية الدور الإنساني لشرطة أبوظبي دفع إدارة الطوارئ والسلامة وبقية إدارات القيادة العامة لشرطة أبوظبي للعمل على تقديم خدمات متعددة للجمهور في كافة أنحاء إمارة أبوظبي بل وتعدت تلك الخدمات للإسهام في أماكن متعددة داخل الدولة وخارجها كالإسهام في حالات الكوارث والإنقاذ والإصابات وغيرها . 

 

معوقات

 

“الخليج” التقت بعدد من الجمهور لاستبيان آرائهم حول الصعوبات والمواقف التي تقابلهم في خدمات الإسعاف، لجمع مقترحات قد تفيد منهجية هذا المجال في خدمة المصابين، واتفقت الأغلبية على أن عدم إفساح سائقي المركبات الطريق لسيارة الإسعاف وعدم إعطاء العنوان الصحيح، يمثلان أهم المعوقات والصعوبات التي تواجهها الإسعاف .

 

وقال رشدي حسين: إن عمل الإنقاذ والإسعاف مبني على منهجية علمية نبيلة تضع في اعتبارها قيمة الإنسان وضرورة المحافظة على سلامته وصون أرواح الناس، خاصة في ظل التطورات المتسارعة في الإمارة ما يتطلب معه الوصول بالخدمات المقدمة إلى تحقيق الرضى . 

 

وأكد أهمية التعاون مع المؤسسات الدولية صاحبة التخصص في المجالات ذات العلاقة لاستقطاب الخبرات العالمية والاستفادة منها للوصول إلى أفضل الخدمات المطبقة وأفضل الوسائل المستخدمة في العالم .

 

وأشار إلى ضرورة صقل خبرات الكوادر المواطنة من خلال إخضاعهم لدورات تدريبية متخصصة وابتعاثهم المستمر لأرقى الجامعات والمعاهد الدولية المتخصصة . 

 

وقال أحمد عويضة إن الطفرة العمرانية وما صاحبها من ازدياد في عدد السكان والازدحام وارتفاع أعداد مستخدمي الطرق يتطلب عملاً متواصلاً من أجل تحقيق أعلى درجات السلامة خاصة أن الإسعاف خدمات إنسانية تشهد هي الأخرى نمواً في الطلب عليها . 

 

مسؤولية وطنية

 

وأكد ماهر محمود أهمية إفساح مستخدمي الطريق المجال لسيارات رجال الإسعاف والدفاع المدني والشرطة للقيام بواجباتهم الخدمية، بما يساعد في انتظام الحركة المرورية وتسهيلها، وبالتالي خدمة حالات الطوارئ التي تتطلب سرعة في الاستجابة لإنقاذ الأرواح . وأشار إلى إن القوانين والأنظمة المرورية تلزم جميع مستخدمي الطريق السماح لسيارات الإسعاف والدفاع المدني بالمرور وعدم عرقلة عملهم، موضحاً أن طريقة الإفساح لسيارات الإسعاف والدفاع المدني مسؤولية وطنية، وتكون بتحريك المركبة للجانب الأيمن أو الأيسر من الطريق، محذراً من أن “الإفساح” لا يعني بأي حال من الأحوال تجاوز الإشارة الحمراء، لأن من شأن ذلك التسبب في وقوع “كارثة مرورية بكل المقاييس” . 

 

وقال أيهم محمد إن إفساح المجال لسيارات الطوارئ، هو ثقافة مجتمعية تؤمن وتقدر أهمية العمل الخدمي الذي تقوم به سيارات الإسعاف والطوارئ، منوهاً إلى أن تقدير جهود هؤلاء يتم بالتعاون معهم لإنجاح مساعيهم في خدمة المجتمع ليكون الفرد فاعلاً في خدمة مجتمعه وليس معيقاً له “فسيارة الإسعاف أو الطوارئ تحاول إنقاذ الأرواح، وإفساح المجال لها يساعد في إنقاذ بعض الأرواح” . 

 

انتقد محمود مختار الذين يلحقون بسيارات الطوارئ والإسعاف لأنها تستطيع فتح الطريق في محاولة للتخلص من الازدحام، معتبراً أنه سلوك “سلبي” لأنه يجعل السائقين “المحبطين” غير آبهين بإفساح الطريق لسيارات الإسعاف وقطار السيارات الذي يأتي خلفه بغية الاستفادة من فسح الطريق، وهذه مشكلة لأنها تعرقل المرور وتزيد من الازدحام .  

 

وأشار أحمد جمال إلى أن وعي الجمهور بأهمية إفساح الطريق يساعد على تسهيل طبيعة عمل فرق الإسعاف الخدمي، منتقداً سائقي سيارات الأجرة لأنهم أكثر من يعترض الطريق أمام سيارات الإسعاف أو تهرول خلفها وتزيد الازدحام .  

 

ونصح أنس ديفراري، السائقين  بعدم التجمهر في مكان الحادث تجنباً لتأخير عمل المسعف، مشيراً إلى أهمية إفساح الطريق وعدم التعامل مع سيارات الإسعاف بلا مبالاة وعدم مسؤولية أحياناً، ما قد يصعب الوصول إلى مكان الحادث خاصة أوقات الذروة التي تشهد ازدحامات مرورية على أغلب شوارع أبوظبي، مؤكداً نجاح إسعاف أبوظبي في تحقيق أعلى معدلات الوصول للحوادث متمنياً إنشاء مستوى عالمي لخدمات الإسعاف يكون مثالاً يحتذى للدول المجاورة والصديقة . 

 

وقال محمد عيسى إن شريحة واسعة من الأهالي تفتقر لأساسيات مفهوم الثقافة الوقائية، من خلال عدم إفساحهم الطريق أمام سيارات الإسعاف والإطفاء والإنقاذ، والتجمهر في مواقع الحوادث ما يعرقل وصول الفرق إلى أهدافها في الوقت المناسب .

 

وأضاف إن هذه السلوكيات، غير المسؤولة، تعكس ضعف مستوى الوعي لدى هذه الفئات، خاصة أنها قد تؤدي إلى إزهاق روح مصاب، نظراً لأهمية كل ثانية في إنقاذ حياة شخص، أو الحيلولة دون وقوع كارثة، أو تفاقم نتائج الحادث على الصعيدين البشري والمادي .

 

وطالب بضرورة رفع مستوى الثقافة الوقائية بين أفراد المجتمع، عبر تنفيذ الحملات والبرامج التوعوية في مختلف الأوقات، وتوجيهها لمختلف شرائح المجتمع، من خلال تنظيم المحاضرات وتنفيذ التجارب الوهمية للإخلاء والإطفاء والإسعاف والإنقاذ، في إطار كل ما يندرج ضمن عمل تلك الإدارات، لتحقيق الهدف الأسمى في الحفاظ على السلامة العامة .

 

وفي سياق متصل أوضح وليد غريب أن غياب أو ضعف الثقافة المرورية من خلال عدم إفساح بعض سائقي المركبات للطريق أمام سيارات الإسعاف والشرطة والإنقاذ، بالرغم من تشغيلها “سارينة” الطوارئ، إلى جانب التجمهر بأعداد كبيرة في مواقع الحوادث، تعرض سلامتهم للخطر، وتعيق جهود رجال الشرطة والإسعاف والإطفاء في التعامل مع الحوادث والوصول إليها بالسرعة القصوى، وهو ما يهدد سلامة وأرواح المحصورين أو ضحايا الحوادث الطارئة .

 

وأكد علي غالي، أهمية الوعي والثقافة الوقائية لدى الجمهور، التي يجب أن يتحلى بها مختلف شرائح المجتمع، لاسيما عبر إتاحة المجال أمام فرق الإسعاف والإنقاذ والإطفاء ودوريات الشرطة، لممارسة مهام عملها بالسرعة المنشودة، حفاظاً على سلامة الأهالي في منازلهم، والحد، قدر الإمكان، من الخسائر المحتملة التي تنتج عن الحوادث والحرائق وغيرها، على الصعيدين البشري والمادي .

 

وأشار إلى أن غرس مفهوم الوعي الوقائي ونشر الثقافة المرورية بين طلبة المدارس في مراحلهم الدراسية المختلفة من شأنه الإسهام في خلق جيل واع، عبر إطلاقها سلسلة متواصلة من البرامج الرامية إلى توفير أعلى معايير الأمن والسلامة لأفراد المجتمع، ونشر مفهوم الثقافة الوقائية بين فئاته .