«زايد للإسكان»: مواطنون يصرون عـلى إنشاء مساكنهم في مناطق غير صالحة

كشف مسؤولون في برنامج الشيخ زايد للإسكان وبلدية عجمان، عن إقامة مواطنين في مناطق غير صالحة للسكن في مناطق عدة في الدولة، لافتين إلى أن عوائل إماراتية تعيش في مناطق تجارية ومناطق عمال، وأخرى تحصل على منح في مناطق قريبة من المحارق الطبية، ومناطق تعاني وجود الكسارات، موضحين أن بعض المستفيدين من برنامج الشيخ زايد للإسكان يتمسكون بإنشاء مساكنهم الجديدة في مناطقهم القديمة، فيما يقيم آخرون في مناطق تجارية لرفضهم السكن في مناطق صحراوية.

وتفصيلاً قال رئيس قسم التقرير والمعاينة في برنامج الشيخ زايد للإسكان المهندس عيسى الحوسني، إن البرنامج لا يتدخل في اختيار موقع إنشاء المسكن، موضحاً أن اختيار الموقع مسؤولية البلدية، وفي بعض الأحيان يحددها المستفيد، وإذا تبين سوء اختياره المنطقة فإنه يتحمل مسؤولية اختياره، لافتاً إلى أن دور البرنامج ينحصر في إصدار الموافقة على الطلب المقدم.

وتابع أن هناك مناطق يصنفها البرنامج على انها غير صالحة للسكن لأسباب اجتماعية وصحية، مثل المناطق التي يسكنها أغلبية من العزاب والعمال، أو تفتقر لخدمات الصرف الصحي، بالإضافة إلى المناطق التجارية المخصصة للبنايات والأبراج السكنية وبعض المناطق القديمة أيضاً.

وأوضح الحوسني أن البرنامج يرفض الموافقة على بناء المساكن في الأماكن غير الصالحة لسكن العائلات الإماراتية، كما ان البلديات في مختلف مناطق الدولة تحرص على توزيع اراضي السكن في المناطق الجديدة، مشيراً إلى أن المواطن يتدخل في بعض الحالات ويختار أرض مسكنه حتى لو كانت من المناطق التي غير صالحة للسكن، عازياً ذلك إلى رغبته في بقاء المواطن بالقرب من أهله وعدم رغبته في الانتقال إلى منطقة بعيدة، أو أن الأرض تعود ملكيتها لعائلته ولا يريد التخلي عنها.

وذكر الحوسني أسماء مناطق من مختلف مدن الدولة لا يتم الموافقة عليها، مثل السطوة، والوحيدة، وهور العنز في دبي نظراً لقدمها، وعدم صلاحيتها لإنشاء مساكن جديدة فيها، ومنطقتي أم خنور والقادسية في الشارقة للأسباب نفسها، ومنطقة سكمكم في الفجيرة التي يسكن منازلها القديمة عمال ينتمون إلى دول آسيوية بعد أن تركتها أسر مواطنة، ومنطقة دهان في رأس الخيمة التي تعاني مشكلة تركز العمال فيها، في حين تعد منطقة وادي سهوات التي تعاني سوء البنية التحتية وقلة الخدمات من الأماكن التي يصر مواطنوها على إنشاء مساكنهم الجديدة فيها، لذا تمت الموافقة على إنشائها وفق رغبة المواطنين أنفسهم.

وحول مدينة عجمان أوضح أن المناطق غير المسموح بالبناء فيها هي البستان التي تعد من «أقدم مناطق الإمارة ولا يوجد فيها صرف صحي كما يتكدس فيها عمال ينتمون إلى دول آسيوية، إلى جانب السوان التي تعاني أيضاً نقصاً في خدمات الصرف الصحي، ومنطقتي النعيمية والزهراء، لأنهما تعدان من المناطق التجارية، والتي تكثر فيها البنايات، لذلك لا تفضلها العوائل المستفيدة.

وحول الشكاوى التي تلقاها برنامج الشيخ زايد للإسكان حول البيئة المحيطة بالمسكن، أجاب الحوسني بأن البرنامج يشكل فريقاً من المهندسين لمعاينة المسكن وموقعه، لبحث الشكوى المقدمة، لافتاً إلى أن عائلة مواطنة كانت تسكن في بيت متهالك في منطقة الدهان في رأس الخيمة، وفور تلقي شكواها، زار فريق المهندسين المنزل وكتب تقريراً ذكر فيه أن سكان المنطقة جميعاً كانوا عمالاً من دول آسيوية، وكانت تلك العائلة المواطنة الوحيدة التي تسكن في المنطقة، وصنف البرنامج منطقة الدهان باعتبارها لا تصلح لإنشاء المساكن للمستحقين.

وتابع أن البرنامج نظر كذلك في شكوى مقدمة من أسرة تسكن في منطقة الزهراء في إمارة عجمان، مقابل بناية تحت الإنشاء، وكان عمال البناء يلقون المخلفات في منزل الأسرة، بينما العمال يراقبون أفراد الأسرة، فعاين الفريق منزل المشتكي وأثبت أن موقعه غير مناسب.

إلى ذلك، قال مدير مكتب رئيس دائرة البلدية والتخطيط في عجمان سلطان الشامسي، إن البلدية لا تصرف أراضي للمواطنين في المناطق التجارية حرصاً على راحتهم، وصرفت لهم في منطقة الجرف حتى يستفيدوا من الخدمات التي توفرها البلدية هناك.

مؤكداً حرص البلدية على خلو تلك المنطقة من البنايات السكنية، متابعاً أن هناك مواطنين يصرون على اختيار موقع معين لبناء مساكنهم في المناطق التجارية، إذ يرفضون الأراضي التي في المناطق الصحرواية، ويقولون إنها بعيدة عن مركز المدينة، لذلك يفضلون المساكن في المناطق الداخلية، وفقاً للشامسي.

وأوضح أن منطقة النعيمية كانت مقسومة إلى قسمين «تجاري وسكني»، وحالياً عملت البلدية على تحويلها إلى منطقة تجارية وتم تعويض سكانها بأراضٍ في مناطق أخرى.

المصدر : الامارات اليوم 2 اكتوبر 2010