«الفرسان» بطل كأس المحترفين للمرة الأولى في تاريخه

موقع الطويين : الاتحاد

توج فريق الأهلي بطلاً للنسخة الرابعة لبطولة كأس المحترفين لكرة القدم للمرة الأولى في تاريخه، بعد فوزه على الشباب بضربات الترجيح 5 – 3 في المباراة التي أقيمت بينهما مساء أمس باستاد آل مكتوم بنادي النصر، ليظفر “الفرسان” بآخر ألقاب الموسم الكروي، بعد أن حقق العين لقب الدوري، وفاز الجزيرة بكأس صاحب السمو رئيس الدولة، لينقذ “الأحمر” موسمه ويجرد “الجوارح” حامل اللقب من البطولة التي يحمل لقبها منذ الموسم الماضي، وليحقق الأهلي أول لقب له منذ الفوز بالدوري موسم 2009.

انتهى الوقت الأصلي للمباراة بالتعادل 1 – 1، بعد أن تقدم كييزا للشباب في الدقيقة 9 وتعادل جرافيتي للأهلي في الدقيقة 72 من ضربة جزاء، واستمر التعادل في الوقت الإضافي. وفي ركلات الترجيح، نجح لاعبو الأهلي خمينيز وإيمانا وأحمد معضد وجرافيتي وبشير سعيد من التسجيل، بينما سجل للشباب كييزا وحيدروف وعيسى محمد، وأهدر عادل عبدالله، ليفوز الأهلي بالمباراة “الماراثونية”، ويحسم اللقب لمصلحته بعد مباراة كانت متكافئة في معظم فتراتها، وإن كان الشباب أفضل نسبياً من الأهلي على مدار المباراة.

بداية سريعة

بدأت المباراة سريعة في ظل رفض الفريقين فترات جس النبض، خاصة أن كلاً منهما يعرف الآخر جيداً بسبب اللقاءات الكثيرة التي جمعتهما هذا الموسم، ووصلت إلى 6 مباريات في بطولات الموسم المختلفة، وهو ما جعل كلاً من الإسباني كيكي فلوريس مدرب الأهلي وبوناميجو مدرب الشباب يعرف كل صغيرة وكبيرة عن فريقيهما.

وكان اللعب الهجومي هو شعار “الأحمر” والأخضر من البداية، وذلك بحثاً عن آخر ألقاب الموسم الكروي، وإن كان الأهلي هو صاحب المبادرة الهجومية الحقيقية، التي كان أخطرها عن طريق جرافيتي، الذي اخترق دفاع “الجوارح” وسدد بقوة، لكن حارس الشباب سالم عبدالله تمكن من إنقاذ مرماه في الدقيقة الثانية.

ظل الأهلي متفوقاً في السيطرة على وسط الملعب في التمرير وبناء الهجمات، وذلك في ظل افتقاد الشباب لجهود عقله المفكر فيلانويفا المصاب، وكان نتيجة ذلك وصول لاعبي الأهلي للمرة الثانية لمنطقة جزاء الشباب، حيث أنقذ سالم عبدالله حارس الشباب ضربة رأس قوية من جرافيتي، ترجمت تفوق الرغبة الهجومية لدى الأهلي عنها عند الشباب، الذي ظهر اهتمامه بالدفاع واللعب على الهجمات المرتدة.

هدف مفاجئ

وفي الدقيقة 9 وعلى عكس سير اللعب، نجح المهاجم البرازيلي كييزا في إحراز هدف التقدم للشباب من ضربة رأس قوية بعد أن تلقى كرة عرضية من جهة اليمين عن طريق مواطنه سياو من ضربة حرة مباشرة حولها برأسه قوية على يمين حارس الأهلي عبيد الطويلة، وهو ما كان بمثابة “الصدمة” للاعبي الأهلي في ظل تفوقهم الميداني واقترابهم من شباك الشباب في أكثر من محاولة، حيث زاد التركيز في بناء الهجمات من أجل إدراك التعادل سريعاً.

وظهر تفوق الشباب في التنظيم الدفاعي من خلال تقارب الخطوط والتغطية الجيدة للمدافعين ولاعبي الوسط ونجاح لاعبيه في منع انطلاقات خيمنيز وإسماعيل الحمادي وجرافيتي وأحمد خليل، وذلك من خلال الرقابة الفردية والأداء الجماعي المتماسك بطول وعرض الملعب من خلال عصام ضاحي ومحمد أحمد وسامي عنبر ورفاقهم، مع استغلال تقدم لاعبي الأهلي للهجوم بنقل اللعب سريعاً لتشكيل خطورة كبيرة في الهجمات المرتدة عن طريق سياو “المزعج” صاحب السرعة العالية في الانطلاق نحو المرمى.

حاول لاعبو الشباب التحكم في إيقاع اللعب وسط الملعب من خلال الاحتفاظ بالكرة والتمرير العرضي والطولي القصير لتحقيق هدف استهلاك الوقت وإيقاف حماس لاعبي الأهلي والحد من نزعتهم الهجومية ورغبتهم في التسجيل، وهو الأمر الذي أسهم في تراجع التفوق الهجومي للأهلي بدرجة كبيرة، وذلك رغم المحاولات الفردية من أحمد خليل الذي سدد كرة تصدى لها حارس الشباب سالم عبدالله بكفاءة.

وفي الدقائق العشر الأخيرة كان التكافؤ هو عنوان الأداء في ظل وجود محاولات هجومية مميزة للشباب عن طريق سياو وكييزا، واستمرار محاولات الأهلي عن طريق جرافيتي والحمادي وأحمد خليل، وإن لم يتهدد مرمى سالم عبدالله حارس “الجوارح”، أو مرمى عبيد الطويلة حارس “الفرسان” بالشكل الذي يسمح بهز الشباك مرة ثانية، خاصة أن لاعبي الدفاع تكفلوا بإنقاذ الموقف في أكثر من محاولة لينتهي الشوط الأول بتقدم الشباب 1 – صفر.

مع بداية الشوط الثاني حاول الإسباني كيكي فلوريس مدرب الأهلي تفادي أخطاء الشوط الأول، الذي دفع خلاله ثمن الاندفاع الهجومي وعدم التركيز الدفاعي، وهو ما كان سبباً في تقدم الشباب بهدف في نصف المباراة الأول رغم تميز أداء الأهلي وسيطرته على مجريات اللعب، ولذلك حاول إحداث توازن بين الدفاع والهجوم، ومحاولة بناء الهجمات من الوسط دون تسرع، مع عمل حساب الهجمات المرتدة “الشبابية”.

وضغط الأهلي بقوة، وأنقذ سالم عبدالله حارس الشباب ضربة رأس من بشير سعيد مدافع الأهلي المتقدم بعد عرضية خيمنيز، وزاد نشاط أحمد خليل من الجهة اليمنى، وتحرك لاعبو “الأحمر” بطريقة أكثر إيجابية باتجاه مرمى الشباب مع التركيز من أجل إيقاف خطورة سياو وكييزا والحد من انطلاقات وليد عباس وحيدروف وعيسى عبيد ومنع وصولهم لمنطقة جزاء عبيد الطويلة. ولعب ماجد حسن كرة “ماكرة” مرت بجوار القائم الأيسر لمرمى الشباب في الدقيقة 58 في محاولة للتسديد من بعيد لضرب التكتل الدفاعي المنظم للشباب، وذلك في الوقت الذي هبط فيه معدل الحماس والسرعة في الأداء في ظل تأثر اللاعبين بحرارة الجو وارتفاع الرطوبة، وهو ما ظهر واضحا على أداء العديد من اللاعبين في الفريقين، وهو ما تسبب في هبوط الأداء الفني أيضاً.

ولعب أحمد خليل ضربة حرة مباشرة سددها قوية بجوار القائم الأيمن لمرمى سالم عبدالله في الدقيقة 67، حيث اقتصرت محاولات الأهلي على التسديد، في ظل التماسك الدفاعي للشباب واختفاء دور إسماعيل الحمادي وجرافيتي في الهجوم وخلفهما خمينيز وإيمانا بشكل كبير، والاعتماد على الأداء الفردي في معظم الفترات.

وفي الدقيقة 69 احتسب عمار الجنيبي ضربة جزاء لمصلحة الأهلي بناء على إشارة الحكم المساعد دون معرفة طبيعة الخطأ، الذي احتسب على أساس تعرض مدافع الأهلي يوسف محمد للجذب من القميص من مدافعي “الجوارح”، الذين اعترضوا كثيراً على القرار، ونجح جرافيتي في إدراك التعادل للأهلي من خلال ضربة الجزاء في الدقيقة 72، لتعود المباراة إلى نقطة البداية من جديد.

وسدد عيسى محمد كرة “صاروخية” من ضربة حرة مباشرة في الدقيقة 76، لكنها مرت بجوار القائم الأيمن لمرمى الأهلي، وحاول المدربان فلوريس وبوناميجو تجديد نشاط الفريق من خلال التبديلات، ولعب طارق أحمد بدلاً من ماجد حسن في صفوف الأهلي، ولعب حسن إبراهيم للشباب بدلاً من سامي عنبر في صفوف الشباب من أجل تنشيط الصفوف في الدقائق العشر الأخيرة من الشوط الثاني على أمل الحسم قبل الوقت الإضافي.

واستحوذ الشباب على مجريات اللعب خلال الدقائق الأخيرة، لكن دون خطورة في ظل بقاء الكرة وسط الملعب معظم الفترات، مع اعتماد الأهلي على الهجمات المرتدة السريعة بالطريقة نفسها التي اتبعها الشباب في الشوط الأول، وهو ما ظل يشكل خطورة على دفاع “الجوارح” وحارس مرماه، خاصة من خلال ضربة رأس جرافيتي في الدقيقة 86، التي مرت بجوار القائم الأيمن.

وهدأ إيقاع اللعب في الدقائق الأخيرة، وذلك في ظل رغبة الفريقين في عدم المجازفة انتظاراً للوقت الإضافي بدلاً من تلقي هدف مفاجئ يفسد كل شيء، وإن كان الأهلي هو الأكثر بحثاً عن هدف الفوز في الوقت الحاسم بعد أن ارتفعت معنويات لاعبيه منذ إدراك التعادل، على عكس لاعبي الشباب الذين هبط مستواهم البدني والفني كثيراً في الشوط الثاني، الذي انتهى بالتعادل 1 – 1 ليحتكم الفريقان للوقت الإضافي لمدة نصف ساعة لتحديد البطل.

إثارة الوقت الإضافي

في الوقت الإضافي ورغم نيل الإرهاق من لاعبي الفريقين بدرجة كبيرة، استمرت الإثارة بحثا عن هدف الفوز، الذي اعتمد كل فريقه خلاله على أخطاء الفريق الآخر قبل الاعتماد على قدرات لاعبيه، وكان لاعبو الشباب هم الأكثر رغبة في الهجوم خلال الدقائق الأولى للوقت الإضافي، وذلك بتنويع طرق بناء الهجمات من العمق أو الجانبين.

حاول لاعبو الأهلي عدم إهدار كل طاقاتهم في بداية الوقت الإضافي انتظارا للتحرك في الوقت المناسب، أو محاولة خطف هدف من خلال الهجمات المرتدة، ولذلك ترك لاعبو الأهلي الفرصة للشباب للتمرير في وسط الملعب دون مضايقة، لكن دون وصول إلى منطقة الخطورة أو تهديد المرمى. لعب ناصر مسعود بدلا من عيسى عبيد في صفوف الشباب في محاولة من البرازيلي بوناميجو دعم صفوفه بحثا عن الفوز، ولكن ذلك لم يحدث لأي فريق خلال نصف الوقت الإضافي، الذي انتهى دون تغيير في النتيجة باستمرار التعادل 1/1.

وفي الشوط الإضافي الثاني واصل الشباب على نزعته الهجومية، وبقي الأهلي معتمدا على غلق الدفاع والاعتماد على الهجمات المرتدة، وكأنه تعلم درس الشوط الأول رافضا تكرار المغامرة الهجومية أمام التنظيم الجيد للاعبي الشباب باللعب على “المضمون”، ودفع كيكي فلوريس مدرب الأهلي باللاعب الخبرة فيصل خليل بدلا من شقيقه أحمد خليل للاستفادة بقدراته الهجومية في الدقائق الحاسمة.

تعددت محاولات الشباب الهجومية على مرمى عبيد الطويلة حارس الأهلي، ولكن دفاع الأهلي لعب بتوازن كبير دون الوقوع في خطأ، وتمتع الطويلة بيقظة كبيرة جعلته يمنع تقدم الشباب بالهدف الثاني في أكثر من مناسبة، ولكن ذلك لم يكن كافيا لينتهي اللقاء بالتعادل 1/1 ويلجأ الفريقان إلى ضربات الترجيح لحسم اللقب.

كرة النهائي تنزل بـ «المظلة»

دبي (الاتحاد) – في استعراض جديد هبط أحد المظليين قبل بداية اللقاء بدقائق وهو يحمل كرة المباراة التي أدى بها الفريقان لقاء النهائي، كما شهدت المباراة فقرات ترفيهية قبل بدايتها عبر استعراضات موسيقية، وكذلك بين شوطيها.

الظهور الرسمي الأول للاتحاد الجديد

دبي (الاتحاد) – شهدت مقصورة كبار الشخصيات بملعب ستاد آل مكتوم مستضيف النهائي الظهور الرسمي الأول لمجلس إدارة اتحاد الكرة برئاسة يوسف السركال، لمتابعة المباراة إلى جانب بقية كبار المسؤولين الرياضيين وفي مقدمتهم إبراهيم عبدالملك الأمين العام للهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة.

الحمادي الأكثر مجهوداً في «الأول»

دبي (الاتحاد) – سجل لاعب الأهلي إسماعيل الحمادي حضوره الجيد في الملعب خاصة في الشوط الأول حيث كان الأكثر ركضاً كما كانت لمساته مؤثراً وتعرض كثيراً للرقابة والتدخل القوى من قبل مدافعي الشباب لإيقاف تحركاته المزعجة، ولكن لم يفلح مجهوده في إنقاذ الأهلي في الشوط الأول الذي انتهى بتأخره بهدف نظيف لصالح الجوارح.

«تكاتف» تشارك في التنظيم

دبي (الاتحاد) – اتفقت لجنة دوري المحترفين مع شركة تكاتف المتخصصة في العمل التنظيمي التطوعي بالنسبة للمواطنين، وذلك للمشاركة في تنظيم النهائي والإشراف على المقصورة الرئيسية ومختلف مداخلها ومخارجها، ما كان سبباً في وفرة عناصر “تكاتف” خلال المباراة التي شهدت تنظيماً راقياً.

زنجا ولاعبو النصر يتابعون المباراة

دبي (الاتحاد) – حرص الإيطالي والتر زنجا مدرب النصر وعدد كبير من لاعبي فريقه على الوجود بالمدرجات لمتابعة النهائي بين الأهلي والشباب، كما ظهر الأسترالي بريشيانو الذي نال تحية قطاع كبير من جماهير الأهلي، كما وجد بمدرجات النصر أيضاً البرازيلي فييرا مدرب بني ياس السابق الذي دخل في حوار ودي جانبي مع زينجا بين شوطي المباراة.

فاز الأهلي بركلات الترجيح 5/3

الوقت الأصلي والإضافي: 1/1

الأهداف: كييزا (9) للشباب، وجرافيتي (72) للأهلي

الإنذارات: محمد أحمد، سامي عنبر، عادل عبد الله، كييزا، عيسى محمد (الشباب)- خمينيز، طارق أحمد، جرافيتي (الأهلي).

الحكام: عمار الجنيبي “حكم الساحة” – حسن محمد سقطري”المساعد الأول” – أحمد سعيد أحمد”المساعد الثاني”- عبد الله ناجي الحارثي “الحكم الرابع”.