موقع الطويين : البيان
أعلن صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، أمس، أن عمليات تصدير النفط عبر أنبوب أبوظبي ــ الفجيرة، الذي يسمح بتجاوز مضيق هرمز ستبدأ في يونيو. وقال سموه: «إن شاء الله في شهر 6 يبدأ التصدير عبر هذا الأنبوب»، الذي ينقل النفط من حقل حبشان في أبوظبي إلى ميناء الفجيرة البترولي الذي يطل على خليج عمان والمحيط الهندي.
وقال صاحب السمو الشيخ حمد الشرقي إن «سعة التصدير هي 1,8 مليون برميل أو ما يعادل 70% من إنتاج الإمارات لكن الأنبوب سيضخ 1,5 مليون برميل» من الإنتاج الذي يصل يومياً إلى 2,5 مليون برميل من الخام. وأكد أنه لا يتوقع أن يتم إغلاق هذا المضيق أو أن تنشب حرب في المنطقة بسبب الأزمة بين الغرب وإيران. وقال «لا أتخوف، إن شاء الله لن يحصل شيء. سحابة صيف وتمر على خير».
وبدأت أعمال بناء الأنبوب الذي يمتد بطول 360 كيلومتراً في 2008 للسماح بتصدير النفط دون المرور عبر مضيق هرمز. وستتم عمليات تحميل النفط في ميناء الفجيرة البترولي عبر ثلاث منصات تحميل عائمة تصل أطوالها إلى 800 متر وبأعماق تصل إلى عشرين متراً لاستقبال ناقلات النفط العملاقة. ومع اكتمال مشاريع توسعة منطقة «فوز» البترولية، سيتصدر ميناء الفجيرة موانئ العالم في تزويد السفن بالوقود. كما سيتمكن الميناء بأرصفته الجديدة لتحميل النفط من استقبال 17 ناقلة عملاقة في وقت واحد.
والفجيرة أحد أهم ثلاثة مراكز في العالم لعميات تزويد السفن بالوقود مع روتردام وسنغافورة وتسعى إلى أن تحتل المركز الأول. وفي ميناء الإمارة الذي فتح أمام السفن في 1982، تسير أعمال الإنشاءات على قدم وساق من أجل استقبال الناقلات العملاقة، فيما يتم أيضاً بناء خزانات ضخمة للنفط والوقود.
واعتبر صاحب السمو حاكم الفجيرة، أن مشروع خط حبشان-الفجيرة «سيسهم في إنعاش الحركة الاقتصادية والتجارية ويزيد من أهمية الفجيرة الجيوسياسية». وقال صاحب السمو الشيخ حمد، إنه يفترض أن ترفع هذه الخزانات القدرة التخزينية للنفط في الفجيرة من ثلاثة ملايين متر مكعب حالياً إلى 11 مليون متر في 2014. وأضاف «نتوقع المزيد من الاستثمارات خاصة في المجالات البترولية بعد أن تم إنشاء منطقة الفجيرة للصناعات البترولية (فوز)، حيث بدأت كبريات الشركات العالمية التهافت على الفجيرة لبدء استثماراتها في تلك المنطقة».
وتشكل المنشآت النفطية التي تمتد على جانبي الطريق البري الذي يشق الشريط الساحلي في الإمارة، منطقة الفجيرة الصناعية للنفط (فَوز) لتخزين وتجارة النفط، وصناعة التكرير والمنتجات البترولية، وتبلغ طاقتها التخزينية ثلاثة ملايين متر مكعب. وباكتمالها، مع نهاية العام 2012، سيصل عدد الصهاريج، إلى 262 صهريجاً بسعة سبعة ملايين متر مكعب لتخزين وتصدير النفط الخام والمنتجات البترولية، كوقود السفن، والديزل والبنزين، ووقود الطائرات. وستضع منطقة (فَوز) ميناءَ الفجيرة، في الصدارة، بين الموانئ التي تزود السفن العابرة للمحيطات بالوقود بحلول العام 2016.
ودشنت الإمارة العام الماضي محطة حرارية يغذيها أنبوب غاز ينطلق من قطر ويمر عبر أبوظبي ودبي. كما تخطط الإمارة لإنشاء محطة لتصدير الغاز الطبيعي المسال، وهو مشروع ستنفذه شركة مبادلة التابعة لحكومة أبوظبي.
وقال صاحب السمو الشيخ حمد الشرقي «نحن نمشي خطوة خطوة للتطوير. ولا نريد أن يتم التطوير على حساب هويتنا الوطنية». وشدد سموه على أن الفجيرة «جزء لا يتجزأ من الإمارات. ونحن واكبنا تطور الإمارات منذ البداية وفي كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية والعمرانية والإنسانية، والهدف الذي نسعى إليه تحسين المستوى المعيشي للمواطنين».
خطان متوازيان
وأضاف سموه «نسير في خطين متوازيين، التنمية الاقتصادية والتنمية البشرية، مع المحافظة على الأصالة، فالتقدم الاقتصادي في الفجيرة نطمح ألا يكون على حساب ضياع الهوية الوطنية، والتقدم يسير بخطوات مدروسة دون استعجال النتائج». وقال «نحن نخطط لتكون الفجيرة قبلة صناعية وسياحية في الدولة خاصة أنها تتميز بموقع استراتيجي وتزخر بالكثير من المواقع السياحية والتراثية فضلاً عن وجود التسهيلات للمستثمرين في المجال الصناعي والتجاري».
خطة متكاملة
وقال مدير ديوان حاكم الفجيرة محمد سعيد الضنحاني، إنه «تم وضع خطة متكاملة لتوسعة ميناء الفجيرة لكي يصبح في غضون سنوات الأول عالمياً في تزويد السفن بالوقود»، مشيراً إلى أن حكومة الإمارة «تعمل على تشييد رصيفين بتروليين جديدين في الميناء يبلغ طولهما 800 متر وبعمق 20 متراً»، وذلك بهدف استقبال ناقلات النفط العملاقة.
وميناء الفجيرة الثاني بين أكبر ثلاثة موانئ بترولية في العالم تزود السفن العابرة للمحيطات بالوقود، سنغافورة، الفجيرة، ثم ميناء روتردام، وقد بلغت كمية الوقود التي تتزود بها السفن من ميناء الفجيرة، نحو خمسة وعشرين ألف طن سنوياً.
وتم الانتهاء من المرحلة الأولى من توسعة الميناء التي تستطيع استقبال خمس ناقلات نفط عملاقة، ويتجه الميناء الآن نحو المرحلتين الثانية والثالثة، اللتين تتيحان استقبال 17 ناقلة نفط عملاقة في وقت واحد. ونظراً للطبيعة الجيولوجية لإمارة الفجيرة، وامتداد السلاسل الجبلية، والمساحات المسطحة المحدودة، لتشييد مشروعات بترولية، فقد قامت بلدية الفجيرة بردم مناطق بحرية في الساحل، تصل إلى مئتين وخمسة وعشرين هكتاراً شمال ميناء الفجيرة.
ردم وإعداد
تم البدء بردم وإعداد مساحات تصل إلى مليون متر مربع، مضافة إلى منطقة الفجيرة الصناعية للنفط، لتلبية الاحتياجات المتزايدة للشركات، ولجذب مشروعات جديدة، تشمل الصناعات البتروكيماوية، واستيراد وتصدير الغاز الطبيعي المُسال، والصناعات التكميلية الداعمة لصناعة النفط. كان تشغيل ميناء الفجيرة بدأ عام 1982، بتشييد حاجز أمواج، وبأرصفة يصل طولها إلى 380 متراً، ومع نمو الميناء وصل طول الأرصفة إلى 5400 متر، وبأعماق تصل إلى ثمانية عشر متراً. ويقدم الميناء خدماتٍ متنوعة، تشمل مناولة البضائع والحاويات، والأحجار والصخور والمواد الصلبة والسائلة، والمنتجات البترولية والصناعية.