أسماء الزعابي.. مواطنة بمسمى «مديرة مكتب»

موقع الطويين : الامارات اليوم

ينبغي للمرء ألا يرتاع كثيراً إن هو شاهد بنت الإمارات وهي تتبوأ المسؤوليات الوظيفية الصعبة في القطاع الخاص، فتلك باتت من المسلمات في المجتمع الإماراتي اليوم، ولكن عندما يتعلق الأمر بالمواطنة أسماء الزعابي فإن هناك الكثير مما يثير الانتباه حقاً، ويستحق الوقوف عنده، فهي تشغل وظيفة يطلق عليها «سفيرة المواطنين»، في الشركة الخاصة التي تعمل فيها، ومع أنه لم يمض وقت طويل على قرار تعيينها في وظيفتها الجديدة، فهي تتحرك في كل اتجاه مدفوعة بالرغبة الجادة لإيجاد بيئة وظيفية مثالية تستقطب المواطنين.

وتقول الزعابي «من خلال تجربتي في العمل بالقطاع الخاص مديرة لمكتب الرئيس التنفيذي في شركة جلفار، أستطيع التأكيد أن بنت الإمارات تمتلك المهارات والثقة التي تجعلها قادرة على تحقيق العديد من الإنجازات الوظيفية المهمة، طالما واتتها الفرصة المناسبة وتهيأت لها بيئة العمل المحفزة على الإبداع ضمن عاداتها وتقاليدها».

وأسماء الزعابي من مواليد رأس الخيمة، وحاصلة على الدبلوم العالي في إدارة المعلومات من كليات التقنية العليا، وهي تعترف بأنها لم تكن في بادئ الأمر بمنأى عن الشعور السلبي السائد تجاه العمل في القطاع الخاص، لكنها عندما خاضت تجربة الوظيفة فعلياً ولفترة امتدت تسع سنوات تقريباً، أدركت أنها كانت مخطئة، لذلك تركز جهودها لمسح تلك الصورة الخاطئة لدى الشباب المواطنين. وهي تقول بهذا الخصوص «بالطبع فإن شيئاً إيجابياً قد حدث في المجتمع، ويرجع الفضل في ذلك إلىأ الجهود المخلصة التي تقوم بها الدولة، وعندي الدليل المقنع بذلك وهو اصطحاب الآباء لأبنائهم وبناتهم بحثاً عن وظائف لهم» .

وحول طبيعة وظيفتها الجديدة سفيرة للمواطنين العاملين في جلفار، قالت الزعابي «مهامي تنطلق من الواجبات ذاتها التي تصب في مصلحة المواطنين بالدرجة الأولى العاملين في الشركة، ثم من يرغبون في الانضمام إليها، ويمكن تلخيص تلك الجهود في خلق بيئة عمل مثالية تضمن للمواطنين الاستمرارية، وأيضاً التميز والطموح، علاوة على استقطاب المزيد من المواطنين لشغل الوظائف المتوافرة في الشركة»، موضحة أن جهودها تقوم على التواصل مع كل الجهات ذات الصلة بالمواطن في موقع العمل.

وتصف أسماء الزعابي وظيفة مديرة مكتب الرئيس التنفيذي التي تشغلها بأن دورها كان أشبه بضابط الإيقاع في الفرقة الموسيقية، إذ كان يتحتم عليها أن تكون ملمة بنظم العمل في كل الإدارات والأقسام، وحتى تضبط مسيرة العمل في الأقسام يتحتم على الموظفة أن تكون ملمة بالعديد من الإجراءات والقوانين والنظم التي تتحكم في تنظيم العمل في جميع الأقسام والإدارات بالشفافية المطلوبة وبعيداً عن النشاز.

ووفقاً لأسماء الزعابي فإن الكثيرين يخلطون بين وظيفتي السكرتيرة ومديرة المكتب، مع أن هناك فارقاً بينهما، فالسكرتارية التنفيذية هي مهمة تندرج تحت إدارة المكاتب، وذلك حسب حجم المؤسسة واختصاصها، كما أن وظيفة مديرة المكتب شبيهة إلى حد ما بوظيفة المدير الإداري، ما يجعلها تتمتع ببعض الصلاحيات التي تؤهلها لاتخاذ الإجراءات المناسبة التي تساعد على إنجاز العمل، إلى جانب القيام ببعض الدراسات والتقارير والإشراف على الموظفين الإداريين وموظفي السكرتارية، وفي المؤسسات الكبرى يكون مدير المكتب بالإضافة الى إدارة مكتب الرئيس مسؤولاً أيضاً عن تنظيم اجتماعات مجلس الإدارة، وكتابة التقارير الخاصة بذلك. وتشمل أيضاً العملاء والمراجعين للمؤسسة، وإن كان ينبغي على من يشغل الوظيفتين التمتع بنوع من الصفات، كأن يكون على قدر كبير من المسؤولية ويتمتع بالهدوء وضبط النفس في أصعب الظروف والقدرة على اتخاذ القرار المناسب، وتبسيط إجراءات العمل بطريقة ميسرة وفي أقل وقت ممكن.

وبحسب الزعابي فإن الغالبية العظمى من المواطنين ليسوا حريصين بشدة على شغل مثل تلك الوظائف، لأنها مرهقة ذهنياً وبدنياً، وأضافت «لقد حضرت إحدى الدورات التدريبية المختصة بإدارة المكاتب وفوجئت بأنني المواطنة الوحيدة الملتحقة بهذه الدورة، وهذا ما أعطاني انطباعاً بأن المواطن هو عملة نادرة في هذه الوظيفة المهمة والحساسة».

وتؤكد «باعتباري أول مواطنة تحمل مسمى مديرة مكتب فإنه من دواعي سروري التشجيع على الإقبال على هذه الوظيفة، كما يسرني تقديم دورات تدريبية في إدارة المكاتب لما اكتسبته من خبرة ولإطلاع زميلاتي في المجال نفسه على كل الوسائل التي تسهل عليهن العمل في هذا الوظيفة».