بداية سطر : بثّ صور الجثث مشوّهة سلوك غير حضاري بداعي السبق الصحفي على حساب الآخرين

 

موقع الطويين : الكاتب : خلفان بن محمد المبسلي – سلطنة عمان

جريمة يعاقب عليها القانون،التشهير بالموتى والجثث غير مقبول في ديننا الحنيف ولا في الأعراف الدولية ولا في الإنسانية جمعاء،باتت عادة لدى كثير من الشباب،حينما يصادفون حادثا مأساويا في شوارعنا الدامية عوض الإسعاف والإنقاذ والمساعدة أول ما يفكرون فيه هو فتح جهاز النقال والتصوير من باب الفضول والسبق الصحفي على حساب الآخرين ويتداول بعده تلك الصور عبر برامج (الواتسب) وغيرها من البرامج. 
ما الداعي لذلك وهل يقبلون هم أن يصورهم أحد في مثل تلك المواقف فيقولون (كما تدين تدان) ولكنهم لا يتعلمون شيئا سوى طلب الشهرة من خلال رسالة نصية وصورة لموتى وجثث تضرجت بالدماء على شوارعنا.
نعم إنه كذلك رأيتهم بعيني في موقف لا نحسد عليه حينما تفاجأنا بوقوع حادث سير أليم لشابين في العشرينيات من العمر في أحد شوارعنا والشباب تستعد وتتأهب للتصوير لينفجر غضب احد الرجال في وجه المصور بسبب تهوره وتعسف قراره في تصوير شاب فقد الحياة والتشهير بسيارته التي انشطرت ثلاثة أشطار وتناقلها عبر (الواتسب) ولكنه لم يخجل من فعلته الشنيعة ومن عملة الشائن فعار وشنار أن تتناقل الصور بتلك الوضعيات غير المقبولة في مجتمعنا فما الحلول التي ينبغي توافرها لمثل تلك الحالات الشاذة؟!.
إنّ الحلول التي نقترحها في (بداية سطر) لمثل تلك التجاوزات الخاطئة والتصدي لها بالحكمة والموعظة الحسنة تتمثل في نشر التوعية القانونية وبثّها من خلال المنتديات والصحف والإعلام وكذلك يجب عند الحصول على رخصة السياقة أن يقدم للفاحص محاضره مستوفية،شرط من شروط الحصول على رخصة السياقة يتم فيها التطرق إلى قانون المرور كاملا حسب الأعراف الدولية والمحلية ويقدم إليه في نهاية المحاضرة العقوبات اللازمة للإخلال بمثل بعض التجاوزات،إنها نقطة البداية الانطلاقة لعالم قيادة السيارات يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار كونها مرحلة مهمة تقود صاحبها إلى طريقين إما طريق النجاة والأمان والسلامة وإما طريق الهلاك والتعرض للغير للهلاك.
أليس حريا بنا كمؤسسات تعنى بالسلامة على الطريق أن نتبع النهج القويم للحد من كثير من التجاوزات فلا يلقى اللوم على هؤلاء الفتية المراهقين في قضايا كثيرة تعنى بنقل الإشاعات ونقل صور الجثث والموتى وكذلك نقل بعض صور الحرائق والغرقى وغيرها من الحوادث المأساوية التي يتعرض لها الآخرون من حين إلى حين يجب أن نلقي اللوم على أنفسنا في عملية التصدي لمثل تلك التجاوزات بالعلم والمعرفة والتوجيه والنصح والإرشاد قبل الحصول على رخصة القيادة ويعتبر التعرف على تلك القوانين شرطا أساسيّا لذلك وبدونها يحرم السائق من السياقة والقيادة في الشوارع حتى يتجاوز تلك الامتحانات المعنية بالسلامة على الطريق واحترام مشاعر الآخرين وغيرها من الشروط القانونية لبعض المخالفات. وكما يقولون في الأمثال:”فاقد الشيء لا يعطيه” فأنّى لهم أن يعطوا قيمة واحتراما لمثل تلك المواقف وهم يفتقرون إلى أدنى حدّ من القيم والمبادئ التي ينبغي امتلاكها للتعامل مع الأشياء والموجودات والثقافات وكذلك التعامل مع البشر باحترام وتقدير في جميع المستويات.