أميّتان أردنيتان تقودان مشروعاً للطاقة البديلة وتعلمتا التجربة في دورة علمية بالهند – صورة

موقع الطويين : الخليج

المشروع الذي تنفذه رفيعة عناد “أم قمر” ومساعدتها صبحة زعل “أم بدر” وهما في الخمسينات من العمر خلاصة مشاركتهما في دورة علمية نظمتها كلية “بيرفوت” في قرية تولوينا الواقعة في مقاطعة راجستان شمالي الهند استمرت 6 أشهر .

 

وبين بيوت شعبية وخيم تقليدية وسط الصحراء الشرقية البعيدة نحو 300 كيلومتر عن العاصمة الأردنية عمّان، تعمل رفيعة وصبحة على نشر أهمية استخدام الطاقة الشمسية في ظل نقص إمدادات سواها الكهربائية أساساً في قريتهما ومحيطها، وذلك عن طريق ممارسات ميدانية تعتمد على “لاقطات التجميع” و”ألواح التوزيع” بخطوات بسيطة . وجاء انضمام “أم قمر” و”أم بدر” إلى الدورة في الهند بناء على التنسيق بين وزارة البيئة الأردنية والمعنيين في الكلية الذين تعمدوا اختيار أمهات وجدّات غير دارسات من مناطق نائية في عدة أقطار آسيوية وإفريقية بقصد إكسابهن مهارات جديدة تفيدهن وأسرهن ومجتمعهن .

 

وحسب مؤسس كلية “بيرفوت” بانكر روي فإن اختيار سيدات تجاوزن الخمسين من أعمارهن لا يحملن شهادات جامعية ارتكز على شغفهن بالتعلم واكتشاف مجال جديد وبذل مجهود مضاعف، فضلاً عن قدرتهن على التأثير في غيرهن استناداً إلى خبراتهن وحكمتهن مع توقهن إلى تطوير بيئاتهن المتواضعة في الإمكانات ورفضهن تركها إلى فرص استثمارية تجارية في المدن .

 

تقول رفيعة عناد: كان الأمر غريباً في البداية، لكن وجود تجارب سابقة لتوليد الطاقة الشمسية في قريتنا عن طريق جهات بيئية إضافة إلى زيارة معنيين وشرحهم التفاصيل أمام أفراد أسرتي أسهم في فهم الفكرة وغايتها وتشجّعت على خوضها لاسيما بعدما سرد مسؤول في الكلية الهندية نجاح سيدات في عمري وأكبر مني في انجاز المهمة وإثباتهن تفوّقاً تجاوز التوقعات .

 

وتضيف: لم أشعر بفرق كبير عند انتقالي إلى المخيّم في الهند، فهو في منطقة نائية لا تختلف كثيراً عن ظروف معيشتي، لكنني واجهت في البداية مشكلة التواصل مع المدرّبين والمشاركات من جنسيات غير عربية حتى اتفق الجميع على استخدام الرسوم التوضيحية وطريقة الإشارة مع وجود مترجمين تولوا إيصال المعلومة المطلوبة وكانت الأجواء محفزة باستثناء بعض المخاوف من الأفاعي خصوصاً عند المبيت .

 

وتتابع: بعد بضعة أسابيع من التدريبات والاختبارات شعرت برغبة كبيرة في العودة إلى أسرتي وبالفعل اتجهت فوراً إلى الوطن لكنني ندمت عندما راجعت نفسي وقررت السفر مجدداً من أجل إتمام الفصول المتبقية ووجدت تعاوناً مضاعفاً من أجل تعويض ما فاتني الأمر الذي شجعني على الاستمرار .

 

وحول خلاصة ما تعلمته، تقول عناد: أدركت جدوى استعمال الطاقة الشمسية بدلاً من الكهربائية عالية التكلفة وغير المتاحة أساساً بشكل كامل في القرى وأتقنت طريقة استخدام اللاقطات الزجاجية التي تحوّل الطاقة الأولى إلى أخرى يمكن بثها التيارات اللازمة للإنارة والطهو وغيرهما بواسطة أجهزة خاصة تكفل شحن البطاريات وتخزين الطاقة الضوئية وإيقاد الحرارة .

 

وتستطرد: اتبعنا خطوات بسيطة ونجحنا في تطبيق ذلك في بيوت عائلية صغيرة أصبحت تعتمد على تفعيل الخلايا الشمسية وعملنا على تعليم سيدات وشابات عديدات لكن توسيع المشروع بحاجة إلى أدوات ومعدات أضخم وقد وعدتنا وزارة البيئة وجهات ذات صلة بتوفيرها لاحقاً .

 

وتشير زميلتها صبحة زعل إلى شعورها بسعادة كبيرة حيال استطاعتها ترجمة ما تعلمته، وتقول: استحق الأمر تحمّل ابتعادي عن أولادي طوال تلك المدة وفي لحظات معيّنة أحسست ببعض الإحباط واعتقدت عدم قدرتي على إكمال المهمة لأنني لا أستطيع القراءة ولا الكتابة خصوصاً انسحاب عدد من المشاركات لكن النتيجة التي حصدتها أثبتت لي أن لا يأس مع الإصرار .