ميدانياً التغيرات في المناطق البعيدة المشمولة بمبادرات رئيس الدولة وأهالي أذن والغيل يعيشون طفرة جديدة في الخدمات

232938

موقع الطويين : الخليج

شكلت مبادرات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله علامة فارقة في مختلف إمارات الدولة بما تضمنته من تطوير شامل لمختلف المناطق النامية والبنية التحتية بما فيها من طرق ومدارس ومساكن ومستشفيات ومحطات للكهرباء والمياه، حيث اعتمد سموه لها ملياري درهم في ديسمبر/ كانون الأول من العام ،2005 محدداً 5 سنوات لتنفيذها .

 

ومع قرب انتهاء العمل في مشاريع المناطق النامية، تجلَّت مبادرة خيِّرة أخرى، حيث أمر سموه بتخصيص 16 مليار درهم لتطوير الخدمات، وتنفيذ العديد من المشاريع في مختلف إمارات الدولة، منها 5 مليارات درهم خُصِّصت للصرف على مشاريع البنية التحتية حتى العام الجاري 2013 .

 

وهكذا توالت مسرَّات الوطن وأفراحه التي عمَّت الجميع، مسجلة علامة وعلاقة إنسانية راقية تربط القيادة الرشيدة بأبنائها في شتى ربوع الوطن .

 

و”الخليج” تفتح ملف المناطق التي شملتها مبادرات صاحب السمو رئيس الدولة، في زيارات متوالية ترصد الإنجازات، وترشد بعين الوطن والمواطن المطلوب تنفيذه، سعياً لرفاهية ابن الإمارات أينما كان .

 

شهدت منطقتا أذن والغيل، الواقعتان ضمن حزام المناطق الجنوبية الوسطى من رأس الخيمة، تطوراً لافتاً في السنوات القليلة الماضية في شتى الجوانب، بفضل الجهود الحثيثة والمكرمات السخية، التي تطلقها القيادة الرشيدة، التي أخذت على عاتقها توفير أفضل سبل الحياة الكريمة والرفاهية للمواطنين في جميع إمارات الدولة، انطلاقاً من إيمانها الراسخ بأن الإنسان المواطن يمثل الدعامة الأساسية للنمو والازدهار في الدولة، وتحقيقها للمزيد من التقدم والنجاحات على مختلف الصعد .

 

أهالي البلدتين أكدوا ل”الخليج”، في إطار اهتمامها بمختلف المناطق البعيدة والمستفيدة من مبادرات قيادة الدولة، للوقوف على مطالب الأهالي والخدمات النوعية، التي شهدتها مناطقهم، أن المشاريع التطويرية في قطاع الإسكان، من خلال إنشاء مناطق سكنية جديدة وفق أعلى المواصفات والمعايير العالمية، وقرار صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، الخاص بإحلال المساكن المشيدة قبل العام 1990 ب”فلل” عصرية على مستوى الدولة، وإنشاء وصيانة 38 مسكناً جديداً في أذن، مقابل 35 في الغيل، أسهمت جميعاً في خلق الاستقرار الأسري والارتياح لدى شريحة المستفيدين من هذه المكرمات السخية، لاسيما أن توفير المسكن الملائم كان ولا يزال من أبرز احتياجات أهالي البلدتين اللتين تشهدان نمواً سكانياً متزايداً، مضيفين أن هذه المبادرات الكريمة من قبل القيادة الرشيدة لعبت دوراً في التخفيف من النقص الحاصل في أعداد مساكن المواطنين بالمنطقتين، الذين اضطر جزء كبير منهم للسكن مع أسرهم في منازل ذويهم، لعدم قدرتهم على توفير مسكن مستقل على نفقتهم الخاصة، في ظل عدم حصولهم على مسكن حكومي .

 

منطقة أذن

 

راشد سعيد المزروعي مسؤول منطقة أذن وما حولها، يقول: إن ما تعيشه المنطقة في الأعوام الأخيرة الماضية يعود الفضل فيه لحكمة وسخاء الحكومة الرشيدة، التي تسعى لإسعاد أبنائها المواطنين، وتوفير احتياجاتهم المعيشية في كافة مناحي الحياة .

 

ويضيف أن “أذن” كان لها نصيبها من المكرمات الأخيرة، التي أمر صاحب السمو رئيس الدولة من خلال لجنة متابعات مبادرات سموه بتنفيذها من خلال إنشاء 38 مسكناً جديداً يتكون كل واحد منها من طابقين وفق أعلى المواصفات والمقاييس بما يلبي احتياجات المستفيدين منها ويحقق الاستقرار المعيشي لهم .

 

أسرة كبيرة

 

مال الله محمد حسن، رب أسرة، يتقاضى راتباً من الشؤون الاجتماعية يبلغ 10 آلاف درهم، ويعيش في منزل قديم بعد تعرضه لحادث في عمله أثر في قدرته على المشي، ما أقعده عن العمل، فيما يعيش ابنه المتزوج معه في المنزل ذاته، لعدم قدرته على توفير مسكن خاص، في ظل التكاليف العالية، التي يتطلبها البناء .

 

ويوضح مال الله أنه يعيل والدته المسنة، التي تسكن معه في هذا المنزل القديم، الذي يشكّل خطراً على ساكنيه، في ظل قدمه وعم حصوله على مسكن جديد يوفر له ولأفراد أسرته الطمأنينة والراحة النفسية، مضيفاً أن منطقة أذن بحاجة إلى رصف طرقها الداخلية وتفعيل عمل العيادة الصحية .

 

دائرة الاهتمام

 

وتشير عائشة علي، ربة منزل، إلى أن الحكومة الرشيدة وضعت بلدة أذن، كغيرها من البلدات الأخرى الممتدة على طول رقعة الوطن، ضمن دائرة الاهتمام من خلال تخصيص العديد من المكرمات لتنفيذ مشاريع سكنية جديدة فيها توفر الاستقرار المنشود للأهالي، إلا أن ذلك لم يمنع من وجود شريحة لا تزال تسكن في بيوت قديمة متهالكة، كما هو الحال بالنسبة لأسرتها التي تقطن في منزل عمره عشرات السنوات .

 

وتطالب الجهات المختصة في دائرة الأشغال والخدمات العامة برأس الخيمة وبلدية رأس الخيمة أو أية جهة معنية بسرعة إزالة مساكن المعلمين المهجورة، المقابلة لمنزلها، لما تشكّله من ملاذ آمن للعديد من الزواحف والقوارض .

 

مصلحة المواطن

 

محمد علي المزروعي، موظف حكومي ورب أسرة، يؤكد أن الدولة، بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وإخوانه أصحاب السمو حكام الإمارات، وضعت نصب عينيها مصلحة المواطن، وتوفير أفضل الخدمات له في شتى مناحي الحياة، بما يتماشى مع تطلعاته وأمنياته تجاه هذه القيادة التي لا تألو جهداً في إضفاء بصمات التطوير في مختلف إمارات الدولة ومدنها وحتى في مناطقها النائية التي أصبحت تجسد هذا المفهوم اليوم فقط بالبعد الجغرافي في ظل الاهتمام الحكومي المتواصل بها .

 

ويعرب محمد عن أمله في أن تشمل مكرمات القيادة الرشيدة جميع أهالي المنطقة، بحيث يتوفر مسكن مستقل لكل رب أسرة فيها، في ظل وجود عدد غير بسيط من المتزوجين، الذين يسكنون في منازل آبائهم،

 

ويلفت طارق المزروعي، موظف حكومي ورب أسرة، إلى أنه يسكن حاليا في منزل شيده على نفقته الخاصة، في ظل عدم ورود اسمه ضمن كشوفات المستفيدين من المشاريع السكنية الجديدة، التي تشيدها الحكومة .

 

ويبين أن منطقة أذن شهدت في الأعوام الأخيرة تطوراً ملحوظاً في مختلف المجالات، في مقدمتها إنشاء مناطق سكنية حديثة، وإحلال الجامع الرئيسي في البلدة بالكامل، والذي يحمل اسم المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، والذي كان يعاني في الماضي من تصدعه وهجرة المصلين له، خوفاً من انهياره، فيما أصبح اليوم بحلته الجديدة يمثل تحفة معمارية تسر الناظرين .

 

وأشار إلى أن أبرز احتياجات أذن الحالية تتعلق بافتقار العديد من المناطق الداخلية في البلدة لشبكة طرق مرصوفة ولأعمدة إنارة تخفف من الظلام الذي يلف البلدة مع غروب الشمس .

 

من جهته، يشير سلطان المزروعي، موظف حكومي، إلى أنه بالرغم من التطور الملحوظ، الذي تعيشه أذن في الأعوام الأخيرة، بفضل توجيهات القيادة الحكيمة، التي أنتجت “شعبيات” جديدة حديثة ومتطورة، لكن هناك بعض النواقص، التي لا تزال تعاني منها المنطقة، في مقدمتها افتقار البلدة إلى حديقة أطفال أو متنزه ترفيهي يقضي فيه أهالي البلدة وأطفالها أوقات فراغهم .

 

وأشار إلى أن مطالب الأهالي في أذن متشابهة، وتتمثل في استمرار إنشاء الشعبيات الجديدة لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الأسر ومد طرق جديدة بين المساكن والأحياء الداخلية من البلدة .

 

ويدعو سلطان الجهات المختصة في الإمارة لإنشاء روضة لأطفال البلدة، الذين يضطرون للتوجه إلى بلدة الغيل، على بعد نحو 15 كيلومتراً، في حين تشهد “أذن” نمواً سكانياً ملحوظاً .

 

مشاريع تطويرية

 

ويرى حمد المزروعي، رب أسرة، يعمل موظفاً في القطاع الحكومي، أن المناطق السكنية الجديدة، التي تشيدها الدولة في أذن، التي يجري العمل فيها حالياً ضمن مكرمة صاحب السمو رئيس الدولة، الخاصة بإنشاء 38 مسكناً حديثاً لأهالي البلدة، تعتبر من المشاريع التطويرية الخدمية، التي تجسد حرص الحكومة الرشيدة بتلمس احتياجات أبنائها وتوفير العيش الرغيد والكريم لهم .

 

قفزة نوعية

 

مسؤول منطقة الغيل وما حولها يشير إلى أن منطقة الغيل شهدت قفزة نوعية في السنوات القليلة الماضية على مستوى الخدمات التي تم توفيرها لسكانها سواء على الصعيد العمراني السكني أو التعليمي أو حتى الترفيهي الذي ينعكس من خلال مركز شباب الغيل الذي يمثل ملاذاً لأبناء المنطقة لقضاء أوقات الفراغ في ممارسة بعض الأنشطة الرياضية والثقافية والترفيهية .

 

يضيف أن حصول الغيل على 35 مسكناً جديداً ضمن مبادرات صاحب السمو رئيس الدولة مشروع جيد، يسهم في التخفيف من مشكلة نقص المساكن، مقارنة بأعداد المواطنين المتزايدة في المنطقة .

 

حل مشكلة المساكن

 

عبدالله أحمد، موظف حكومي ورب أسرة، يؤكد أن الاهتمام الحكومي اللافت من قبل القيادة الرشيدة بالمناطق البعيدة في الأعوام الأخيرة ساهم في حل العديد من المشاكل والنواقص التي كانت تعانيها هذه المناطق بشكل عام ومنطقة أذن على وجه الخصوص، وفي مقدمتها عدم توافر أعداد كافية من المساكن للمواطنين، حيث بدأت هذه المشكلة في التناقص التدريجي بفضل المشاريع الجديدة التي تتبناها الحكومة .

 

ويطالب الجهات المختصة بإنشاء مركز صحي في البلدة، في ظل بعد المركز الطبي الواقع في أذن عن الأهالي، لاسيما من كبار السن، الذين يجدون صعوبة كبيرة في التوجه إلى هذا المركز، مضيفاً أن التنامي السكاني المستمر في أهالي المنطقة يدفع باتجاه تحقيق هذا المطلب، الذي يقع على رأس سلم أولويات أهالي منطقة الغيل .

 

المشهد الإسكاني

 

راشد سالم المزروعي، موظف، يعيش في مسكن شعبي مضى على بنائه 30 عاماً تقريباً، يرى أن الاهتمام الحكومي الاتحادي، عبر مكرمات صاحب السمو رئيس الدولة، أو من خلال اهتمام ومتابعة ديوان سمو ولي عهد أبوظبي، أو مؤسسة الشيخ محمد بن سعود للصيانة والخدمات الاجتماعية في رأس الخيمة، لعبت دوراً جلياً في تطوير المشهد الإسكاني في الغيل، التي أصبحت اليوم تحتوي على مساكن حديثة ومتطورة في الوقت الذي لا يزال يجري العمل فيها لإنشاء المزيد من هذه المساكن التي تسعى من خلالها الحكومة الرشيدة لتوفير أعلى مستويات الراحة والاستقرار الأسري والاجتماعي للمواطنين في مختلف أماكن وجودهم .

 

ويؤكد على أهمية إنشاء مركز صحي لأهالي البلدة، لاسيما أن أقرب مركز صحي يقع في بلدة أذن، ولا يعمل على مدار الساعة، مع إقامة نقطة إسعاف وإنقاذ وإطفاء لخدمة الأهالي في ظل بعد المسافة عن أقرب نقطة من هذه النقاط .

 

أجمع عدد من أهالي مناطق وادي كوب ووادي العيم والعيص، الواقعة ضمن حزام المناطق الجنوبية في رأس الخيمة، على أن مرافق البنية التحتية وخدماتها في بلداتهم الصغيرة، شهدت في الأعوام الأخيرة تطوراً ملحوظاً، يعكس حرص صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وإخوانه أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات، على النهوض بالدولة والدفع بها، لتأخذ مكانتها في مصاف الدول المتقدمة، عبر السعي المستمر لتوفير احتياجات المواطنين وتقديم أفضل الخدمات لهم، لينعموا تحت ظلال هذه الدولة المعطاء .

 

وأضاف المواطنون، الذين التقتهم “الخليج” خلال جولتها الميدانية في البلدات المذكورة، أن مشاريع البناء والتطوير باشرت في الأعوام الماضية العمل في شتى القطاعات، لتوفير الحياة الكريمة لهم، حيث جاءت مبادرات صاحب السمو رئيس الدولة بإنشاء عشرات المساكن الجديدة في مناطقهم، ومد وإنارة طرق خارجية حديثة، تربط بين هذه المناطق وغيرها من البلدات والمناطق المجاورة، لتؤكد أن القيادة تقف قلباً وقالباً إلى جانب الشعب، وتسعى لتسخير كافة الإمكانات والموارد المادية، التي حبا الله بها الدولة، لخدمة أبنائها، مشيرين إلى بعض المطالب والاحتياجات والخدمات، التي لاتزال تعتبر مطلباً حيوياً لهم، لاستكمال عملية التطوير، التي تعيشها مناطقهم، تتمثل في الحاجة لمد شبكة من الطرق الفرعية والداخلية بين مساكنهم، وإنشاء أسواق تجارية وحدائق ومراكز ترفيهية للأطفال وغيرها من المتطلبات، التي من شأنها تحقيق قفزات نوعية لافتة في تطوير بلداتهم .

 

وادي كوب

 

لقاؤنا الأول في بلدة وادي كوب كان مع المواطن سلطان عبدالله المزروعي، 70 عاماً، الذي أكد أن القيادة الرشيدة لدولة الإمارات، وعلى رأسها صاحب السمو رئيس الدولة، تسعى دائماً لتوفير أعلى مستويات الخدمة وتطوير البنى التحتية في مختلف مناطق الدولة، إيماناً من سموه بأهمية هذه الخدمات في تحقيق تطلعات المواطنين، الذين يكنون كل الحب والتقدير لهذا القائد الكبير، الذي يستنير بنهج والده، المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه .

 

وأضاف أن منطقة وادي كوب كان لها نصيبها من هذا الاهتمام، الذي تجسد على أرض الواقع من خلال إصدار صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، حفظه الله، مبادرة إنشاء 28 منزلاً جديداً لمصلحة أبناء المنطقة، فيما حددت وسويت قطعة الأرض، ومن المقرر إنشاء هذه المساكن عليها، وهو ما كان له صدى واسع بين الأهالي، الذين أعربوا عن فرحتهم بالمكرمة الغالية، مشيراً إلى أن الجهات المختصة مدت في الأعوام الأخيرة شبكة من الطرق الداخلية بين مساكن الأهالي في وادي كوب، البالغ عدد سكانها ما بين 500 إلى 600 نسمة، مع إنارتها في الوقت، الذي شهدت فيه شبكة المياه تطوراً لافتاً، بعد مد خط المياه من إمارة الفجيرة، ما أسهم في إحداث تراجع حاد في معاناة الأهالي السابقة من تكرار انقطاع المياه وعدم كفايتها لسد احتياجاتهم اليومية .

 

وأوضح أن أبرز مطالب واحتياجات البلدة تتمثل في إنشاء مرافق ترفيهية وأسواق تجارية، توفر احتياجات الأهالي المعيشية اليومية، لاسيما في ظل التنامي المتواصل في عدد قاطني البلدة .

 

احتياجات الأطفال

 

تنحصر أهم مطالب الطفل عيسى سلطان، 14 عاماً، في إنشاء حدائق ومراكز ترفيهية وملاعب، لإتاحة المجال أمامه، هو وأقرانه، لممارسة هواياتهم فيها، تحديداً خلال العطلات المدرسية .

 

ولفت إلى أن الأطفال من أبناء منطقة وادي كوب وما جاورها يتوجهون عند رغبتهم في قضاء وقت الفراغ إلى البحر في منطقة دبا، التي تبعد نحو 10 دقائق بالمركبة، أو ينظمون رحلات برية للتسامر، بعيداً عن أجواء الدراسة، في مثل هذا الوقت من العام، الذي تعتدل فيه درجات الحرارة، مضيفاً أنه يدرس بالمرحلة الإعدادية في مدرسة تقع بمنطقة أذن، التي تبعد نحو 10 كيلومترات عن بلدتهم، حيث يقطع هذه المسافة يومياً جيئة وذهاباً بواسطة الحافلة المدرسية .

 

من جانبه، أشار سالم عبيد المزروعي، موظف، إلى تخصيص قطعة أرض وتسويتها في المنطقة، تمهيداً لإنشاء المساكن، التي تضمنتها مكرمة صاحب السمو رئيس الدولة، عليها، كبديل لمساكن “الشعبية” القديمة، التي يزيد عمرها على الثلاثين عاماً، وهو ما أدخل الفرحة والسرور في قلوب أهالي البلدة .

 

الحيوانات السائبة

 

يضيف المزروعي أن “وادي كوب” شهدت في الأعوام القليلة الماضية تطوراً لافتاً على المستوى الخدمي، لكن هذا التطور بحاجة إلى المزيد من الاستمرارية والشمولية، بحيث يتضمن إنارة الشارع الخارجي الرئيس، الرابط بين البلدة وبقية مناطق رأس الخيمة والدولة بشكل عام، مع وضع خطة من قبل الجهات المعنية لضبط الحيوانات السائبة، في مقدمتها “الحمير”، التي تشكل تهديداً حقيقياً لسلامة مستخدمي الطريق، الذي يفتقد لوجود حواجز جانبية تحمي المركبات من الانحراف والسقوط .

 

ولفت إلى أن افتقار الطريق الرئيس لحواجز جانبية تسبب قبل بضع سنين في وفاة 4 سيدات من أقاربه وإصابة 4 أخريات، في حادث مأساوي تعرضت له المركبة، التي كانت تقلهن، معرباً عن أمله في استمرار عملية التطوير، التي تعيشها البلدة والبلدات المجاورة في الآونة الأخيرة، بحيث تغطي جميع متطلبات الأهالي، في مقدمتها إنشاء مدرسة لأبناء هذه البلدات، توفر عليهم عناء الرحلة، التي يقطعونها خلال توجههم إلى مدارسهم في منطقة أذن، الواقعة على بعد نحو 10 كيلومترات .

 

أثلجت القلوب

 

سعيد علي، 70 عاماً، لفت إلى أنه يسكن في بيت شعبي يعود بناؤه إلى أكثر من ثلاثين عاماً، ضمن البيوت الشعبية، التي أنشئت في مناطق متفرقة من الدولة .

 

وأوضح سعيد أن المكرمة الخاصة بإنشاء 28 مسكناً جديداً لأهالي وادي كوب أثلجت القلوب، في ظل ما تعانيه العديد من الأسر، التي تعيش في منزل واحد قديم، في حين أنشأ أبناؤها ملاحق وإضافات عليها، للزواج فيها، مشيراً إلى أنه في ظل التنامي السكاني المستمر، الذي تعيشه البلدة، لجأ بعض الأهالي لإنشاء مساكن على نفقاتهم الشخصية، أضفت لمسة جمالية وطابعاً معمارياً جديداً على المنطقة .

 

وأضاف أن الخدمات المتعلقة بالكهرباء والماء شهدت تطوراً لافتاً في السنوات الأخيرة، أسهمت في اختفاء ظاهرة لجوء الأهالي لشراء المياه من الصهاريج، لسد احتياجاتهم اليومية منها، فيما أسهم مشروع مد طرق داخلية في تخفيف الغبار المنبعث من حركة المركبات داخل البلدة، وهو ما يستوجب تقديم الشكر والعرفان لصاحب السمو رئيس الدولة وإخوانه أصحاب السمو حكام الإمارات على اهتمامهم المتواصل بأبنائهم، وعلى تسخير كافة الموارد المتاحة لخدمتهم .

 

العيص

 

في بلدة العيص التقينا بالمواطن إبراهيم المزروعي، موظف، الذي أشاد في البداية بمكرمة صاحب السمو رئيس الدولة الخاصة بإنشاء 9 مساكن شعبية جديدة، وفق أحدث المعايير والمواصفات الفنية، لمصلحة أهالي وأبناء البلدة .

 

وقال: بالرغم من التطور اللافت في مستويات الخدمة المقدمة لأهالي البلدة، لاتزال توجد بعض النواقص، التي تستدعي الاهتمام بها، في مقدمتها رصف شوارع داخلية للبلدة وتركيب أعمدة إنارة، تبدد وحشة الظلام الدامس، الذي يلف المنطقة بمجرد مغيب الشمس وأفول نورها، مع الأخذ في الاعتبار التزايد المستمر في عدد أبناء البلدة، ووجود أكثر من أسرة تعيش في البيت الواحد، الذي تكون حالته في الأغلب سيئة، كون تاريخ إنشائه يعود لأكثر من 3 عقود .

 

العيم

 

وعند توجهنا إلى بلدة “وادي العيم” واجهنا عند مدخلها مشروع إنشاء وإنجاز وصيانة 17 مسكناً، ضمن مكرمة صاحب السمو رئيس الدولة، بتكلفة تصل لنحو 13 مليون درهم، وفقاً لمصادر مطلعة في الشركة المنفذة للمشروع .

 

علي سعيد، 70 عاماً، أحد أهالي منطقة وادي العيم، أوضح أن مكرمة إنشاء مساكن جديدة لأبناء البلدة تسهم في الحد من مشكلة نقص المساكن مقارنة بعدد سكان البلدة، الذي قد يصل إلى 500 نسمة على وجه التقريب .

 

وأضاف أن هذا المشروع، الذي تنفذه إحدى الشركات، جاء تلبية لاحتياجات الأهالي، الذين تضطر شريحة منهم للسكن ضمن أسر عدة في منزل واحد، لعدم قدرة أبنائها المتزوجين على توفير مسكن خاص لهم على نفقتهم الخاصة، وهو ما يعتبر عقبة أمام الشباب الراغبين في استكمال نصف دينهم وتكوين أسرة، مطالباً الجهات المعنية بإنارة الطريق الرابط بين وادي العيم ومنطقة أذن، التي تبعد نحو 5 كيلومترات، استكمالاً للمشاريع التطويرية، التي تشهدها البلدات المتجاورة في الأعوام القليلة الماضية، بفضل توجيهات القيادة الحكيمة ومتابعتها .

 

مدرسة

 

وطالب سالم عبدالله بإنشاء مدرسة، لاحتواء الطلبة من أبناء المنطقة والمناطق المجاورة لها، مع إنشاء عيادة صحية تعمل على مدار الساعة، في ظل توجه الأهالي للعيادة الكائنة في منطقة أذن، على بعد 5 كيلومترات تقريباً، حيث تفتح أبوابها أمام المراجعين خلال الفترة الصباحية فقط، مؤكداً أن قيادة الدولة لا تألو جهداً في اتخاذ جميع الخطوات وتنفيذ المشاريع، التي تخدم أبناء الوطن، الذين تقع على عاتقهم مسؤولية الولاء والانتماء للدولة وقيادتها الرشيدة، التي تسهر على أمنهم وأمانهم وتوفير سبل العيش الرغيد لهم .

 

مكتب لإدارة الإقامة

 

العميد سلطان النعيمي مدير عام الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب في رأس الخيمة، أشار إلى وجود مكتب خدمي خارجي للإدارة يقع في مركز شرطة أذن، يستقبل جميع معاملات المراجعين في المنطقة، التي تشمل البلدتين، خلال أوقات الدوام الرسمي عدا معاملات الجنسية .

 

وأضاف أن الإدارة ومن منطلق حرصها على تقديم أفضل الخدمات للمراجعين وتوفير الوقت والجهد عليهم تنفيذا لتوجيهات وزارة الداخلية قامت بافتتاح 7 مكاتب خارجية موزعة في مناطق متفرقة من إمارة رأس الخيمة لاستقبال وإنجاز معاملات المراجعين وتوفير قطع مسافات طويلة عليهم ولضمان سرعة إنجاز معاملاتهم عبر التخفيف من الزحام الذي كانت يشهده مقر الإدارة قبل افتتاح هذه المكاتب الخارجية .

 

93 مسكناً من خليفة وسلطان

 

المهندسة عزة سليمان، مديرة إدارة الإسكان في وزارة الأشغال العامة، أشارت إلى أن العمل يجري حالياً في إنشاء 38 مسكناً حكومياً جديداً في أذن، يتكون كل منها من طابقين، ضمن مبادرات صاحب السمو رئيس الدولة .

 

وأكدت أن المشروع الجديد، الذي يندرج ضمن سلسلة متواصلة من المشاريع المشابهة، التي تنفذ في مختلف مناطق الدولة وفق أعلى المعايير والمواصفات الفنية العالمية، التي تحاكي المدن الحديثة في صورة تجسد أسمى معاني الاهتمام من قبل القيادة الرشيدة، وسعيها لتوفير الحياة الكريمة والاستقرار الأسري والاجتماعي والنفسي لمواطني الدولة في مختلف مناطق تواجدهم .

 

ويتراءى لزوار الغيل ملامح التطور، الذي تعيشه المنطقة، التي كان نصيب قاطنيها 35 مسكناً جديداً ضمن مبادرات صاحب السمو رئيس الدولة، التي تضاف إلى 20 مسكناً حديثاً شيدت لمصلحة أهالي المنطقة قبل سنوات قليلة على نفقة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة .

 

السكن الآمن

 

يشير عبدالله سعيد راشد، موظف حكومي، إلى أن البلدة تضم مجموعة من البيوت القديمة، التي يعود تاريخ بنائها إلى نحو 30 عاماً، ما جعل منها غير صالحة للسكن الآمن، فيما شكل عدم توافق وكفاية أعداد المساكن مع النمو السكاني المتزايد في تشكيل المسكن لحجر عثرة أمام الراغبين في الزواج من أبناء البلدة ما دفع بشريحة كبيرة من الشباب للسكن مع زوجاتهم وأطفالهم في مسكن ذويهم إلى حين حصولهم على مسكن مستقل، مضيفاً أن مكرمات القيادة الرشيدة الخاصة بإنشاء مساكن حكومية جديدة إلى جانب إنشاء 20 مسكناً جديداً على نفقة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أسهمت في التخفيف من حدة النقص في المساكن التي يحتاجها مواطنو الغيل .

 

مقاييس عالمية

 

المهندسة عزة سليمان، مديرة إدارة الإسكان في وزارة الأشغال العامة، أشارت إلى أن مكرمة صاحب السمو رئيس الدولة تضمنت إنشاء 28 مسكناً حكومياً في بلدة وادي كوب، و17 في العيم، و9 في العيص، بهدف توفير الحياة الكريمة لأبنائه وإخوانه المواطنين على امتداد مساحة الوطن .

 

وأضافت أن هذه المساكن صممت وفق أحدث التصاميم الهندسية، وتتمتع بأعلى المواصفات والمقاييس العالمية، فيما شُيّد تحت إشراف مباشر من قبل وزارة الأشغال العامة، مؤكدة أن هذه المشاريع السكنية من شأنها رفع المستوى المعيشي والاقتصادي والاجتماعي وتحقيق التنمية المستدامة لمصلحة المواطنين، الذين يحتلون قمة هرم الأولويات لدى الحكومة الرشيدة، وصولاً لتحقيق مستويات معيشية لائقة بأبناء الدولة .

 

أكف الدعاء

 

المسن المواطن سعيد المزروعي، 75 عاماً، استقبلنا في منطقة العيص برفع أكف الدعاء والتضرع للعلي القدير بأن يديم الصحة والعافية على صاحب السمو رئيس الدولة، الذي يحرص على الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة لأبنائه على امتداد رقعة الوطن .

 

وأكد أن مكرمة إنشاء 9 مساكن شعبية جديدة، كإحلال للمساكن القديمة، التي تحتويها البلدة، تجسد أسمى معاني التلاحم بين القيادة والحكومة من جهة والشعب من جهة أخرى، وتعكس حرص الدولة على سد كافة احتياجات مواطنيها وتوفير كل ما من شأنه ضمان الحياة الكريمة لهم، مشدداً على التفاف أبناء الإمارات حول هذه القيادة، التي تثبت حرصها على الاهتمام بشعبها وتسخير إمكاناتها المادية والبشرية في خدمتهم والسهر على راحتهم .

 

لوعة الغياب

 

فاطمة علي سيف، 70 عاماً، فقدت زوجها في حادث مروري مؤلم وقع قبل سنوات عدة على الطريق الرئيس المؤدي لبلدة وادي كوب، التي تقطنها وتعيش في منزل شعبي قديم فيها، برفقة إحدى بناتها غير المتزوجات .

 

وأوضحت أنها عملت صيانة لمنزلها الشعبي القديم على نفقتها الخاصة، ليكون ملائماً للسكن، فيما توفر متطلباتها الحياتية من خلال الراتب الشهري، الذي تحصل عليه من “الشؤون الاجتماعية” . وتتولى ابنتها خدمتها ومساعدتها على استكمال مسيرتها في الحياة، مشيرة إلى أن مكرمة صاحب السمو رئيس الدولة الخاصة بإنشاء 28 مسكناً لأهالي البلدة جاءت بلسماً شافياً لقلوب المستفيدين من هذا المشروع، الذين عانوا مرارة العيش والتكدس في بيوت قديمة عفا عليها الزمن .

 

مركز شبابي حديث

 

تحتوي بلدة الغيل على مركز شبابي رياضي يعود بالنفع والفائدة على الشباب والأطفال، ويقدم خدماته للتجمعات السكنية المختلفة في المنطقة إجمالاً، التي تضم الغيل وأذن ووادي كوب والعيم والعيص وسواها، من خلال إتاحة الفرصة لهم لقضاء أوقات فراغهم بما يفيدهم وينشط عقولهم وأجسادهم، إلى جانب إنشاء روضة جديدة لأطفال البلدة وفق أعلى المقاييس والمواصفات، التي توفر الأجواء التعليمية الأمثل للأطفال .

 

الدوام المرن

 

الدكتور ياسر النعيمي، مدير منطقة رأس الخيمة الطبية، أشار إلى أن مركز أذن الصحي يفتح أبوابه أمام المرضى والمراجعين من أهالي مناطق أذن ووادي كوب والغيل ووادي العيم والعيص في الفترتين الصباحية والمسائية .

 

وأضاف أن وزارة الصحة بصدد اعتماد “الدوام المرن”، الذي من شأنه زيادة عدد ساعات العمل وعدد العاملين في المراكز الصحية، من بينها مركز أذن الصحي، عما هو معمول به حالياً، حرصاً منها على تقديم الرعاية الصحية الأولية للمرضى وفقاً للإمكانات المتوافرة، في إطار سعيها المستمر لتطوير خدماتها المقدمة للجمهور .