وادي العبادلة في إمارة الفجيرة : طبيعة خلابة وجمال اخاذ تحيطها الجبال من كل الاتجاهات

13011_1 13011_2 13011_3

موقع الطويين : الفجيرة نيوز – بكر المحاسنة

تعتبر منطقة وادي العبادلة بأمارة الفجيرة التي تقع على بعد مسافة 15 كيلو متر من مدينة مسافي منطقة طبيعية خلابة تتميز بالهدوء الشديد والهواء النقي وصفاء الجو و بجمال جبالها التي تحيط بها من كل الاتجاهات كما تتميز بوجود وادي كبير يمر من ارضيها تتجمع فيه مياه الامطار سنويا بشكل كبير بالاضافة لوجود عدد كبير من ابار المياه العذبة التي يستخدمها الاهالي في ري المزروعات . 
يسكن منطقة وادي العبادلة قبيلة العبدولي والزيودي في مساكن شعبية حديثة بنيت بعد الاتحاد ، ولا يزال الاهالي محتفظين بالعادات والتقاليد المتوارثة عن الاجداد والاباء . 
اشتهر سكان وادي العبادلة منذ القدم بالزراعة بانواعها وجمع العسل من كهوف الجبال وجمع الحطب باعتبارها من المصادر الاساسية لتأمين لقمة العيش الكريم . 
وتتميز منطقة وادي العبادلة بزراعة اشجار النخيل بانواعها والهامبا ” المانجو ” بالاضافة الى الليمون والبرتقال والياس وحبوب الذرة وغيرها من الخضراوت والمحاصيل الزراعية ، ويرجع ذلك لوجود الوادي الكبير والاودية الصغيرة والآبار التي تكثر فيها المياه الجوفية والتي تسقى المزارع على مدار العام حيث تشتهر منطقة وادي العبادلة بالعديد من الوديان والشعاب المائية الصغيرة التي تمر بأرضها . 
موقع الفجيرة نيوز زار منطقة وادي العبادلة للوقوف على مميزاتها ومما تتمتع به من طبيعة ساحرة . 
المواطن احمد محمد العبدولي يقول : تعتبر منطقة وادي العبادلة من المناطق الساحرة في الفجيرة حيث تتميز بالطبيعة الخلابة لوقوعها على ضفاف وادي العبادلة الكبير الذي تحيط به الجبال من جميع الاتجاهات كما تتميز بخضرتها على مدار العام وذلك لوجود العديد من مزارع اشجار النخيل والحمضيات واشجار السدر والمانجو التي تغطي الوادي . 
واضاف : يشكل اهالي منطقة وادي العبادلة خليطا من قبائل العبادلة والزيود وهم من القبائل العربية الاصيلة التي سكنت المنطقة منذ زمن بعيد وكانوا وما زالوا تجمع فيما بينهم المحبة والقربى ويشكلون نسيجا واحدا متلاحما ويتميزون بقوة العلاقات فيما بينهم كما يتميزون بالطيبة والكرم والشجاعة واحترام الضيف والالتزام بالعادات والتقاليد العربية الاصيلة . 
الوالد عبيد محمد العبدولي يقول : اهالي وادي العبادلة عاشوا في ربوع الجبال والسهول والوديان والواحات ولهم صلات كبيرة بجميع اهالي المناطق المجاورة منذ القدم أبرزها روابط اقتصادية تتعلق بطلب الرزق والمعيشة من خلال تسويق الحطب والصخام ” الفحم ” والعسل البري والمحاصيل الزراعية وبالاضافة الى العمل بالمزارع كما عمل بعض من اهالي المنطقة في المهن البحرية . 
ويشير العبدولي الى شهرة منطقة وادي العبادلة قديما بكثرة اوديتها والابار والينابيع المائية ،مما ساعدهم على امتهان مهنة الزراعة في المناطق السهلية المنبسطة اسفل جبالها وفي الوعوب الجبلية ، بجانب مهنتي تربية الحيوانات بانواعها وجمع العسل البري من الكهوف والسراديب الجبلية ويوضح ان هذه المهن شكلت عصبا اقتصاديا مهما لجميع الاهالي عبر عقود . 
محمد عبد الله الزيودي أوضح : ان منطقة وادي العبادلة تميزت قديما بوفره الاعشاب الطبية التي كانت تنمو خلال موسمي الربيع والشتاء ومن هذه الاعشاب الحرمل والحلول والجعدة والشريش والكرمل وغيرها من الاعشاب والنباتات البرية الطبية ، وكان اهالي منطقة وادي العبادلة والمناطق المجاروة يستخدمون هذه الاعشاب للتدواي من الامراض التي كانت معروفة في ذلك الحين مثل الصداع والحمى وارتفاع الحرارة والمغص وبعض الامراض الجلدية . كما كان البعض من الاهالي يلجأون الى استعمال الوسم (الكي)في الماضي كأحد الحلول السريعة في علاج الكثير من الامراض المزمنة كالأورام والطحال والتهابات الكبد . 
وحول تسمية المنطقة بهذا الاسم يقول حميد بن علي 48 عاما : سميت منطقة وادي العبادلة بهذا الاسم نسبة لواديها الكبير الذي ينسب الى قبيلة العبادلة التي يشكل أبناؤها اغلبية سكان القرية . 
ويؤكد : ان الحياة في المنطقة اختلفت عنها في الماضي اذ كان الاهالي يعيشون من دون كهرباء او مكيفات او اي نوع من الخدمات كما هو الحال اليوم لكنهم كانوا لا يتعطلون عن مصدر اعمالهم لأي سبب كان، فضلا عن بساطة الحياة بكل جوانبها وبساطة البيوت . 
الوالد راشد الزيودي يقول : كان اعتماد الاهالي في ري المزروعات بشكل رئيسي وكبير على الافلاج وكانوا يتناوبون على استخدامها وكان المزارعون ينتظرون قدوم التجار لشراء المحاصيل لا سيما التبغ الذي كانوا يقتلعونه من أحواضه ويعلقونه داخل عشش واسعة حتى يجف ثم يصفونه ويضعونه في ربطات كبيرة ليصبح جاهزا للبيع . وكان بعض التجار يعقدون الصفقات مع المزارعين وتتضمن تعهدهم بنقل البضائع كل موسم الى اسواق المناطق الساحلية لتنقلها المراكب او السفن بعدما يكون المزارع نقلها بواسطة الحمير او الجمال . كما ان التاجر كان يدفع مقدما للمزارع ثمن محاصيل الموسم المقبل . 

عبد الله سالم الزيودي من شباب المنطقة يقول : شهدت المنطقة تحولات كبيرة في كثير من مجالات الحياة ، مشيرا الى تميزها بأنها منطقة حيوية وشديدة الهدوء ودائمة الخضرة لاهتمام اهالي القرية بالزراعة بشكل كبير ومنذ القدم .
واضاف : زاد اهتمام الحكومة الرشيدة بكل المجالات في المنطقة لتجعل المواطن يعيش افضل حياة واستفاد وادي العبادلة من النهضة التي تعيشها الدولة على كل الصعد . 
اما حمود محمد العبدولي اشار الى ملامح التطور في منطقة وادي العبادلة قائلا : بعد قيام الاتحاد بسنة واحدة بنيت المساكن الحديثة وتجمع الناس بعدما كانوا متفرقين بين الجبال والاودية . 
واضاف : ان منطقة وادي العبادلة لا تزال محتفظة بخصائص وماثر جميلة وهدوء للنفس البشرية حيث إنها منطقة ذات جمال وطبيعة خلابة .