يقيم (أبوفهد) المتقاعد الستيني في حي العقير في الفجيرة في بيت قديم «متهالك»، يقع ضمن شعبية الشيخ راشد بن سعيد، التي مضى على إنشائها ما يزيد على 30 عاماً، وتقيم معه زوجته وأبناؤه الـ10 الذين تزوج منهم ستة ومازالوا يسكنون معه في المنزل، وفق (أبوفهد) الذي ذكر أن «اثنتين من بناته الأربع مازالتا في المراحل الدراسية، وأخريين أنهيتا المرحلة الثانوية وجلستا في المنزل ولم تلتحقا بكلية أو جامعة بسبب قلة الدخل، ووصل عدد من يسكنون في المنزل إلى 47 فرداً، من ست عائلات»، مضيفاً أنه مطالب بسداد مديونية للبنوك تبلغ نحو 337 ألف درهم، علماً بأن راتبه التقاعدي لا يتجاوز الـ10 آلاف درهم يقتطع البنك منه 4000 درهم.
وفي اتصال أجرته «الإمارات اليوم» مع مدير مكتب الاعلام والاتصال الحكومي في برنامج الشيخ زايد للإسكان، حسين البشر، قال إن البرنامج يعتزم دراسة حالة (أبوفهد)، وطلبه منحة سكن، كما أنه تابع طلبات أبنائه ايضا بالحصول على مساكن، متوقعاً الاستجابة لهذه الطلبات، خلال الفترة القليلة المقبلة.
وتفصيلاً، شرح (أبوفهد) معاناته، قائلاً إن «أبناءه الستة يعيشون معه في منزله، مع عائلاتهم، آملين بالحصول على مسكن أو منحة أرض أو قرض إسكاني، وهم في انتظار الاستجابة لطلباتهم من جانب برنامج زايد للإسكان، التي مضى على تقديمها سنوات، لم يحصلوا خلالها على منحة باستثناء واحد منهم فقط حصل على قرض وبدأ في إجراءات البناء التي ستطول».
وأضاف (أبوفهد)، أنه أجرى صيانة لمنزله خمس مرات على حسابه الخاص، لإبقائه صالحاً للسكن، لاسيما مع زيادة عدد ساكنيه، وأدت أعمال الصيانة المستمرة إلى تراكم الديون عليه، إذ زادت على 337 ألف درهم، موضحاً أن المنزل مكون في الأصل من ثلاث غرف فقط ومجلس، وأضاف إليه غرفاً أخرى من «الاسبستوس»، على الرغم من معرفته بمخاطر تلك المادة على صحة السكان في المنزل، واضطر الى ذلك لأن البناء العادي يفوق طاقته وقدراته المالية، ولم تفلح مراجعة البلدية مرات عدة لمساعدته في الصيانة لحل المشكلة.
ولفت (أبوفهد) إلى أن وضع المنزل تردى كثيراً في الفترة الأخيرة، مشيراً إلى أنه أصبح يهدد سلامة من فيه، إذ قد تتساقط جدرانه، بعدما سقطت أجزاء من طلاء السقف، مهددة سلامة الأطفال، موضحاً «منذ أسبوعين سقطت كتل اسمنتية من السقف في البيت، وكادت أن تصيب أحد الأطفال لولا ستر الله».
وأوضح مدير مكتب الإعلام والاتصال الحكومي في برنامج الشيخ زايد للإسكان حسين البشر، أنه سيتم النظر في طلب (أبوفهد) بالحصول على مسكن، وبخصوص أولاده فقد تمت متابعة طلباتهم، وتبين أن أربعة منهم ستتم الاستجابة لطلباتهم».
وتابع بالنسبة لابن (أبوفهد) الأول، ويدعى علي، فإنه لا يمتلك مسكناً، ومصنف طلبه ضمن فئة القروض، وحدث بياناته الخاصه أخيراً، بعد إعداد كشوفات مبدئية لآخرين، ما نتج عنه عدم الاعلان عن اسمه خلال الكشوفات السابقة، متوقعاً الموافقة المبدئية الخاصة به خلال الفترة المقبلة، بعد أن حصل على نقاط تؤهله للاستجابة لطلبه من خلال فرز بياناته.
وأكمل أن الطلب الثاني لسليمان، إذ تبين أنه لا يملك مسكناً ومصنف ضمن فئة القروض، بعد أن حدث بياناته، متوقعاً أن يتم الاعلان عن الموافقة المبدئية الخاصة به قريباً، مشيراً إلى أن الطلب الثالث لعمر، وهو أيضاً لا يمتلك مسكناً وطلبه مصنف ضمن فئة القروض، وبعد أن حدث بياناته أخيراً تبين أن الشروط تنطبق عليه، لذا ستتم الاستجابة إلى طلبه قريباً.
وأفاد بأن الرابع ناصر، مصنف ضمن منح الأراضي، ومن خلال دراسة بياناته تبين أن الشروط تنطبق عليه، وخلال الفترة المقبلة من المتوقع أن يحصل على المنحة التي طلبها.
صيانة
قال (أبوفهد) إن الصيانة لم تعد تفيد منزله المتهالك الذي أصبح يمثل خطراً على ست عائلات تسكن فيه، إذ اعتادوا جميعاً النوم بداخله وهم يشعرون بالفزع، جراء خوفهم من تساقط أجزاء من السقف على رؤوسهم وهم نيام، لذلك فإن الحل الوحيد هو حصولهم على مساكن بديلة، بعد أن أصبح من الصعب أن يعيشوا جميعاً في بيت واحد، مطالباً برنامج الشيخ زايد للإسكان بسرعة الاستجابة لطلبه، قبل أن يؤدي هذا الوضع إلى مأساة.
المصدر : الامارات اليوم 1 ابريل 2011