رحلة عمر – الحلقة الأولى – الحاج : سعيد علي سعيد اليماحي 1952-2010

المغفور له : سعيد علي سعيد اليماحي ((بن سعدين)) مواليد 1952

الحلقة الأولى

ولد الحاج : سعيد اليماحي رحمة الله في العام 1952 في قرية الطويين وعاش فيها ضمن أسرة تتكون ( بالإضافة إليه ) من أب وأم وشقيق وشقيقتان .. وبعد فترة بسيطه من ولادتة فقد والده – رحمه الله فكان هو المعيل للعائلة مع أخية الاكبر (غريب) واصبح لزاماً على سعيد اليماحي رحمة الله ان يساهم بقدر مايستطيع في تيسير شؤون اسرتة وتأمين إحتياجاتها ولم يكن هناك ما يستطيع ان يشارك به سوى الكد وجمع الحطب وبيعه وقطف العسل من الجبال وتربية المواشي وبيعها وكان يتنقل بهم في الصيف إلى منطقة الخب أحد وديان الطويين الشهيره والتي كان يعيش فيها فترات طفولته.

 
 
 

 

صورة تم تصويرها من بطاقة صحية قديمة جداً

 

 

سعيد اليماحي رحمة الله كان يولي العائلة إهتمام كبير فقد قرر السفر إلى المملكة العربية السعودية للعمل هناك وللوفاء بإحتياجات الاسرة فسافر الى الدمام مع رفاقة من شباب القرية عام 1968 فكان منهم المغفور له محمد سعيد التكلاني (البدوي) – سعيد خميس اليماحي حفظة الله – محمد بن قدور اليماحي حفظة الله – عبيد راشد اليماحي رحمة الله – محمد عبدالله حميد اليماحي (العامري) فقد عملوا جماعه في مصانع الاسمنت والطابوق ولمدة تزيد عن عشرة أشهر فكانوا يحصلون في اليوم الواحد على ما يقارب 10 ريالات سعودية آنذاك وكانوا يدخرونها للرجوع بها إلى القرية الصغيرة في إمارة الفجيرة وبعد مضي فترة عشرة اشهر وهو يعمل في مدينة الدمام قرر العودة إلى القرية .. يدفعه إلى ذلك رغبته الشديدة في رؤية أسرته وخصوصا والدته رحمها الله وقد رافقه في رحلة العودة كل رفاقة وكانت وسيلة النقل بحرية (( اللنش )) فهي تعود بهم من الدمام إلى دبي وفي دبي يقيمون فيها ليلة للتبضع ايضاً ومن ثم يذهبون مشياً على الاقدام إلى الطويين في ربوع إمارة الفجيرة وفي عودتهم قاموا بجلب الهدايا لأهلهم من حلوى وبطانيات ومطارح (بطانيات قطنية) وكانت طريقة التواصل مع اهلهم بالسفر عن طريق الاشخاص الذين سبقوهم في العمل في الدمام من القرية فيرسلون معهم مدخراتهم لاهلهم والبطانيات واللباس ويستفسرون عن احوال القرية وأهلها.

بعد عودته سعيد اليماحي من الدمام قام بالعمل في جمع الحطب والعسل ويقوم ببيعه في الشارقة ورأس الخيمة وكان لا يتوقف عن العمل حتى في أقسى الظروف وكل هذا للوفاء بإحتياجات العائلة ولتكوين بيت الزوجية … لم يدم هذا الحال طويلاً وهنا بدأة الخطوة المهمه في حياتة وهي تعلم قيادة السيارات حيث كان عدد قليل في المنطقة من يقود السيارات أو من يملك سيارة وذلك ولوعورة المنطقة ولبعدها عن الشوارع الترابية التي تسلكها السيارات فقد قرر رحمة الله تعلم السواقة مع رفاق دربة من الشباب آن ذاك في مناطق الطويين المختلفة كون وادي الخب لاتسلكه السيارات في تلك الفترة، وتعلم السواقة وهو يسكن (مشتى الشوبة) في الطويين وكانت أول سيارة يقتنيها هي من نوع لاندروفر وسط موديل 1957.

أختلف العمل الآن من الكد وجمع الحطب إلى العمل على توصيل الناس وقضاء حوائجهم مقابل مبالغ بسيطة يقدمونها له تسمى (نول) وهو ما اطلق عليه اليوم في بطاقات مترو دبي ولكن هذا لم يجدي نفعاً أو لم يفي بالاحتياجات التي يطمح لها فقد قرر رحمة الله العمل في قوة ساحل عمان وكان من بين رفاقة في القرية وقتها المغفور له راشد بن عبدالله الغبشي اليماحي وحسن علي الحمدي اليماحي ولكن هذا الحال تبدل لأن الظروف لم تدم طويلاً بالعمل في قوة ساحل عمان لبعد المسافة والتغرب ولظهور بوادر الخير على جميع الامارات وهي بوادر الإتحاد فرجع إلى القرية البسيطة للعمل فيها والتقرب لعائلتة اكثر.

بدأ الإتحاد في دولة الامارات العربية المتحدة على يد مؤسسها المغفور لة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه وتفائل الجميع في تلك المناطق بالخير وعمت الفرحه على الناس في أرجاء المنطقة واستتب الامن والطمانينة سكنت في قلوب الناس فكان هذا له كثر الاثر على أهالي الطويين في تلك الحقبة من الزمن ومنهم المغفور له سعيد اليماحي فقد كان ينقل الناس باريحية إلى مختلف إمارات الدولة ويكون متنقلاً بين الطويين والفجيرة ودبا والشارقة ودبي وراس الخيمة ويقوم بنقل الأهالي والعمل على تلبية إحتياجاتهم والذهاب بهم للأسواق لبيع الحطب والعسل والسمن البلدي والصخام (الفحم) والمواشي ويقومون بشراء إحتياجاتهم من قهوة ورز وتمر بالمال الذي يحصلون عليه من البيع.

ومع ظهور الدولة ظهرت رواتب الشؤون الإجتماعية فقد كان ينقل الناس لإستلام رواتبها الشهرية من الشؤون الإجتماعية في دبا الفجيرة وكان يستلم ايضاً لكبار السن وللأرامل كونهم غير قادرين على الذهاب وكان يوصلها لهم إلى منازلهم رحمة الله فهو بمثابة المسؤول عنهم والساهر على تلبية حاجاتهم، المغفور له لم يدخر جهداً في عمل الخير فكان شاباً يافعاً يحل الأمور بحنكة ويقضي الحاجة بسرعه ولا يرد أحد ولا يبخل على احد ولا يزعل من أحد له مواقف كثيرة يذكرها الناس إلى يومنا هذا فكلما سألت عنه شخص معين سالت الدمعه قبل أن يقول رحمة الله عليه فالأخلاق تذكر والكرم والجود باقي والصفات الحميدة التي تحلى بها ترسخة في الأذهان وتذكرها الصغير قبل الكبير ((رحمك الله يا سعيد بن سعدين اليماحي)).

لكثر المعلومات وللإلحاح الذي لاقيته في تدوين المعلومات والبحث عنها هنا وهناك بين الناس الكرماء وبين الناس الذين عايشوا سعيد ((بن سعيدن)) اليماحي فقد قررت إدارة موقع مدينة الطويين متمثلة في محدثكم ومعد هذا اللقاء ((اخوكم : حميد بن قدور اليماحي)) التوقف عند هذه الحلقة وهي الأولى عن رحلة عمر للمغفور له ((سعيد علي سعيد اليماحي )) وذلك لكبر حجم المعلومات التي رواها لنا الناس عن هذا الشخص والكم الهائل من الأفعال الحميده والخصال الطيبة لهذا الشخص … وسوف نواصل الحلقات التالية تباعاً حتى يأخذ الموضوع حقة ولكي نوفي هذا الرجل الجزء البسيط من الذي قدمة في مسيرة حياتة … فليعذرني الجميع وليعذرني إبناء المرحوم سعيد اليماحي على هذا النقل المتواضع وإن شاء الله نكمل الحلقة القامة مع بداية الحياة الزوجية في القريب العاجل.

20 Replies to “رحلة عمر – الحلقة الأولى – الحاج : سعيد علي سعيد اليماحي 1952-2010”

  1. الله يرحمه ان شاء الله ويغمد روحه الجنة .

    موضوع رائع وجميل ةبن سعيدن الله يرحمه كان له بصمة في قلوب الناس

  2. اللهم يا حنان يا منان يا وسع الغفران اعغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وا كرم نزله وواسع مد خله

  3. الله يرحمة ويغمد روحة الجنه ويجعل قبرة روضة من رياض الجنة

  4. اشكركم على المقال الجميل واتمنى ان يكمل الموضوع والله يتغمدة بواسع رحمتة

  5. اتذكر سعيد بن سعدين الله يرحمه يوم يودينا المدرسة والله ايام.

  6. سعيد دايم الله يرحمه مبتسم ولا يزعل على احد ولا يضر احد ودايم راعي فزعه وواجب

Comments are closed.