عائلـة «أبوحسـن -33سنه» من الفجيرة تفترش الأرض في منزلها الجديد

واجه المواطن (أبوحسن) ظروفاً مالية وصحية صعبة، منذ أن ترك مهنة الصيد، نتيجة تعرضه لثلاث جلطات قلبية، ما فاقم أمراضه المزمنة، الضغط والسكري والربو، وأقعده عن العمل.

وبسبب وضعه المالي المتردي، عجز عن شراء أثاث لمنزله، واضطرت عائلته إلى افتراش الأرض، فيما لا يزال يتردد في دعوة معارفه وأصدقائه إلى منزله، لأنه لا يمتلك أثاثاً لاستضافتهم. وما يحتاج إليه هو سداد أقساط بنكية متراكمة عليه، لأن البنك الدائن عمّم عليه لدى الشرطة، الأمر الذي يمنعه من إتمام إجراءات التوظف في أيّ وظيفة يتقدم لها، بسبب عدم قدرته على استخراج شهادة حسن سيرة وسلوك.

و(أبوحسن) متزوج، وهو من سكان إمارة الفجيرة، ويبلغ من العمر 33 عاماً، ولديه سبعة أبناء، أربعة منهم في مراحل دراسية مختلفة. وكان قد توقف عن ممارسة مهنة الصيد التي كانت تدرّ عليه دخلاً بسيطاً يساعده على مواجهة ظروف الحياة، منذ عام ،2005 ومنذ ذلك الوقت وهو يبحث عن وظيفة يستعين بها على وضعه المالي المتردي، آملاً أن يتمكن من توفير قوت أسرته، وسداد ما تبقى عليه من أقساط بنكية تنغص عليه حياته، كما يقول.

ويتابع «أعرف أن مؤهلاتي العلمية لا تسمح لي بالحصول على وظيفة تفي باحتياجاتي، فليس لديّ سوى شهادة ابتدائية، وشهادة قيادة الحاسب الآلي، وخبرة سابقة في المجال العسكري»، ويضيف «طرقت أبواباً عدة بحثاً عن وظيفة مناسبة. ولكن لم أجد إلا أبواباً مغلقة، لأنني لا أستطيع استصدار شهادة حسن سيرة وسلوك، بسبب وجود تعميم عليّ من البنك، إذ يطالبني بسداد أقساط متراكمة. وكلما بحثت عن وظيفة وقفت هذه الشهادة حجر عثرة في طريق إجراءات تعييني».

ويشرح (أبوحسن) مشكلته قائلاً «كنت مديوناً بمبلغ 345 ألفاً و610 دراهم. ولكن تم عمل تسوية مع البنك، فأصبح المبلغ 233 ألفاً و500 درهم».

وتابع «توجّهت إلى وزارة الشؤون الاجتماعية لمساعدتي في صرف معونة لي، ولكن الوزارة رفضت، ولكن المسؤولين في الوزارة وعدوني بتوفير وظيفة مناسبة لي، حدث ذلك عام 2009 وإلى اليوم لم أجد أيّ ردّ منهم أو من أي جهة أخرى. ولم ينظر في حالتي إلا منذ ستة أشهر، خلال جولة لأحد مسؤولي وزارة الشؤون الاجتماعية في مدينة الفجيرة للاطلاع على الحالات التي تستحق المساعدة، وقد وعدني بصرف معونة لمدة ستة أشهر فقط. وانتهت الأشهر الستة بحلول رمضان، ولم أعد أتسلم شيئاً».

وتساءل: «ما مصيري ومصير عائلتي؟ هل نتسول في الشوارع؟ هناك مصروفات مدرسية والعيد على الأبواب، وحتى الآن لا أعلم كيف سأوفر لأبنائي ما يحتاجون إليه».

ومع أن (أبوحسن) حصل على مسكن جديد، مكرمة من رئيس الدولة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، فإن فرحته وفرحة عائلته به لم تكتمل، كما يقول، بسبب عجزه عن توفير حياة مريحة لعائلته، فاليوم يعيش أبناؤه السبعة في بيت من غير أثاث، يفترشون أرضه فقط، فلا ستائر ولا أسرّة ولا حتى خزائن أو كراسي أو معدات في المطبخ، سوى مساعدات بسيطة من جهات خيرية في الفجيرة، تتمثل في بعض الأجهزة الكهربائية، ومؤونة تسدّ بها جوعهم في هذا الشهر الفضيل.

وقال (أبوحسن): «أخجل من استقبال اصدقائي وأقاربي في منزلي، ولا أستطيع الترحيب بهم، لعدم استطاعتي فرش البيت وتجهيزه». وتابع «لقد تدنى مستوى أبنائي الدراسي بعدما كانوا يحرزون نتائج ممتازة، ومراكز أولى».