«المحكمة» قضت له بمليوني درهم تعويضاً عن الضررين المادي والمعنوي

ألزمت محكمة دبي المدنية مستشفى راشد متمثلاً في هيئة الصحة في دبي، بدفع مبلغ مليوني درهم لمريض، في دعوى «خطأ طبي» تعويضاً عن الضررين المادي والمعنوي عن إهمال طبي نتج عنه جملة أمراض انتهت بالمريض إلى كرسي متحرك، وشمل التعويض ما فات المريض من كسب.

وكان وكيل المريض، المدعي بالحق المدني طالب بمبلغ 15 مليون درهم تعويضاً مدنياً جابراً للضرر، أمام المحكمة ذاتها.

وقال وكيل المدعي، المحامي عبدالله آل ناصر، إن اللجنة الطبية التي شكلتها هيئة الصحة في دبي أكدت في تقريرها وجود إهمال من الطبيب المعالج وسوء تصرف وأخطاء خلال معالجة المريض، الذي يرقد في مستشفى راشد منذ عام 2008 حتى اليوم.

وأوضح آل ناصر أن الاخطاء الطبية التي وقعت لموكله طالت ضعف البصر وانهيار العصب البصري، فأصبح المدعي لا يبصر النور إلا قليلاً، علاوة على ضعف في الذاكرة وصعوبة في النطق، وضعف عام في الأطراف وضمور في العضلات، وبات لا يستطيع المشي، وهو المعيل لأسرته المكونة من سبعة أطفال.

وتعود الواقعة إلى نهايات عام ،2007 عندما عانى موكله الذي يعمل موظفاً حكومياً نزيفاً من الشرج، وبدأ في التردد على مستشفى راشد للعلاج بالأدوية، ثم نصح الأطباء نهاية مارس 2008 بمعالجته بحقن علاجي لتوقف النزيف، وخلال العملية تم الحقن مع إزالة زائدة جلدية كإجراء اسعافي في غرفة عمليات صغيرة في المستشفى.

وبدأت معاناة ومأساة المريض (43 عاماً)، حيث توجه إلى قسم الطوارئ بعد أسبوع من العملية، بعد ارتفاع شديد في الحرارة ورعشة ووجع في البطن وقيء وعسر في التبول وسعال، وتم إدخاله إلى عنبر الباطنية فوراً، ثم إرساله الى قسم الجراحة بعد يومين وتم عمل منظار استكشافي لبطنه واستئصال الزائدة الدودية بالمنظار.

وبعدها بثلاثة أيام تدهورت حالته أكثر، وحدث له نزيف في القناة الهضمية العلوية، وتكرر النزيف ولم يتمكن أطباء المستشفى من التحكم فيه بواسطة المنظار، فاضطروا إلى التدخل الجراحي.

وفي نوفمبر 2008 تم إرسال المريض من قبل جهة عمله إلى تايلاند، وهناك أجريت له عملية جراحية في الشرج، ثم عاد من هناك في يونيو 2009 وأدخل مستشفى راشد ولم يخرج حتى اليوم.

وقال آل ناصر، إن «هيئة الصحة شكلت لجنة من أعضاء عاملين لديها للوقوف على الاهمال الطبي، وبحثت اللجنة المشكلة وأعدت تقريراً بشأنه».

وأكد التقرير وجود إهمال من الطبيب المعالج وسوء تصرف وأخطاء خلال معالجة المريض.

وأوضح التقرير أنه «بدلاً من إجراء فحص للمستقيم وعمل منظار له تم إدخاله العمليات لاستئصال الزائدة الدودية بالمنظار، وخلال العملية تم تفسير نتائج المنظار على نحو خاطئ على أنها زائدة دودية منفجرة».

وجاءت نتائج التقرير بأنه «تم علاج المريض من نزيف البواسير بالأدوية في عيادة الجراحة في مستشفى راشد، ولم يستطع العلاج السيطرة على النزيف، وتالياً تم إخضاع المريض للحقن العلاجي الذي تم بواسطة اثنين من النواب دون وجود أخصائيين، ولا أدوات متخصصة وقت تنفيذ الحقن، وأن المضاعفات وقعت نتيجة لاستخدام أسلوب خاطئ خلال الحقن». الامارات اليوم

Related posts