كشف العقيد سليمان عبدالله الشجاع، رئيس قسم مراكز الدفاع المدني للمناطق الشمالية في دبا الفجيرة عن وجود خطة للتعامل الفوري مع إخطار الكوارث الطبيعية والأمطار في المنطقة، مؤكداً أن مراكز الدفاع المدني على أهبة الاستعداد لمواجهة أي طارئ قد يحدث في هذا الشأن .
وأشار إلى أن حرائق المزارع انخفضت بصورة ملموسة خلال الفترة الماضية، وهي تحت السيطرة ولا تشكل ازعاجاً في المنطقة .
وكشف العقيد الشجاع، في حوار معه، عن وجود خطتين سيجري تنفيذهما مستقبلاً، الأولى تتعلق بإنشاء مركز للدفاع المدني يخدم بعض المناطق الجبلية، والثانية تتضمن إجراء عمليات إحلال وتطوير لمبنى دفاع مدني دبا الفجيرة الحالي، ورفده بعدد من الآليات والمعدات الحديثة والكوادر البشرية .
وقال إن إداراته تمتلك مجموعة من الكوادر البشرية المؤهلة والمدربة وفقاً لأعلى المستويات العالمية . وأشاد بالدعم اللامحدود الذي تحظى به مراكز المنطقة من قبل الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية في سبيل تأدية مهامها المنوطة بها على أكمل وجه .
وناشد هواة السباحة وعشاق تسلق الجبال بتوخي الحذر والحيطة أثناء ممارستهم هذه الهوايات حفاظاً على سلامتهم . وتالياً نص الحوار .
* ما هي أكثر الحوادث شيوعاً في المنطقة؟ وما هو السبب في ذلك، وهل لديكم برامج معينة للحد منها؟
– تعد حوادث الحرائق المنزلية من أكثر الحوادث شيوعاً في المنطقة، لكنها شهدت انخفاضاً كبيراً منذ بداية العام الحالي، لا سيما مع اطلاق الحملة الوطنية لسلامة الأسر التي أسهمت إلى حد كبير في توعية الأهالي وتثقيفهم، حيث وصل إجمالي الحرائق المنزلية التي جرى التعامل معها خلال العام الجاري إلى 24 حريقاً فقط، ونحن مستمرون في تنفيذ برامج توعوية وإرشادية للسكان من خلال توزيع البروشورات والكتيبات عليهم، وتنظيم المحاضرات والندوات للحد تماماً من هذه الحرائق أو تقليلها .
وبالنسبة لأسباب هذه الحرائق فهي تعود إلى عدم اهتمام السكان بإجراء عمليات الصيانة اللازمة للتوصيلات الكهربائية، واستخدام الأجهزة الكهربائية رديئة الصنع، وترك شفاطات دورات المياه وأجهزة التبريد والسخانات تعمل لساعات طويلة، إضافة إلى الحمولة الزائدة على المحولات، ولم تحدث أي حالة وفاة جراء ذلك .
* كم عدد بلاغات حرائق المركبات التي تم تسجيلها منذ بداية العام؟ وهل نتجت عنها وفيات؟ وما أسباب ذلك؟
– قمنا بتسجيل 12 بلاغاً لحرائق السيارات في المنطقة عموماً، ونجم عنها وفاة 5 أشخاص، أما أسبابها فهي السرعة الزائدة، والقيادة بطيش وتهور، وعدم صيانة الإطارات .
زيارات تفتيشية
* كم عدد الزيارات التفتيشية التي جرى تنفيذها على المنشآت التجارية منذ العام الجاري؟
– نفذنا نحو 6 آلاف زيارة تفتيشية على المنشآت التجارية العاملة في المنطقة للوقوف عن قرب على مدى التزامها بتعليمات واشتراطات الدفاع المدني .
* وهل يخضع العاملون في هذه المنشآت لدورات تدريبية من قبلكم؟
– نعم، نقوم على نحو دوري بعقد دورات تدريبية لهم بهدف صقلهم وتعريفهم بدواعي الأمن والسلامة الواجب اتباعها أثناء ممارستهم أعمالهم .
* كم عدد البلاغات التي تم تلقيها منذ مطلع العام الجاري؟ وماذا عن البلاغات الكاذبة التي تردكم؟
– تلقينا 150 بلاغاً لحرائق في المنطقة وتم التعامل مع هذه الحرائق بكفاءة عالية، أما في ما يخص البلاغات الكاذبة فنتلقاها بين الفينة والأخرى، لكن معظمها من الأطفال والصغار .
* كيف تنظرون إلى الآليات والمعدات المستخدمة من قبل مراكز الدفاع المدني في المنطقة، من حيث حداثتها، وكفاءتها وكفايتها؟
– في الحقيقة أود هنا أن أشيد بالدعم الكبير واللامحدود الذي تحظى به مراكز الدفاع المدني، ليس فقط في المنطقة الشمالية وإنما على مستوى الدولة من قبل الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، حيث إن سموه لا يتوانى عن رفد قطاع الدفاع المدني بكل ما هو جديد في هذا المجال سواء في ما يتعلق بالآليات أو المعدات أو حتى في النواحي التدريبية للكوادر البشرية .
* وهل استلمتم آليات ومعدات جديدة مؤخراً؟
– نعم، استلمنا بالفعل العديد من الآليات والمعدات الثقيلة المطابقة لأعلى المعايير العالمية التي تخدم الإمارة بشكل عام .
* هل يخضع العاملون في مراكز الدفاع المدني في المنطقة لدورات تدريبية؟
– نعم يخضع جميع أفراد الدفاع المدني في مراكز ضدنا والطويين ودبا الفجيرة لعديد من الدورات التدريبية الموضوعة من قبل وزارة الداخلية بهدف صقلهم مهنياً وجعلهم على مستوى عال من الاحترافية في التعامل مع الحرائق .
* هلا حدثتنا عن احتياجاتكم المستقبلية من المعدات والآليات التي أنتم بحاجة إليها، لاسيما أن مراكز ضدنا والطويين ودبا الفجيرة تواجه توسعاً عمرانياً؟
– في الحقيقة، هناك ازدياد واضح في الرقعة السكانية في مناطق مراكز الدفاع المدني بالمنطقة الشمالية، علاوة على صعوبة التضاريس التي تتميز بها هذه المنطقة، وهذا من دون شك يضعنا أمام صعوبات على الصعيد الميداني، وعليه فنحن نأمل أن يتم تزويدنا خلال المرحلة المقبلة بنوعية خاصة من مركبات الإنقاذ والإطفاء الملائمة لطبيعة هذه المنطقة الجبلية، إضافة إلى تزويدنا بسلم هيدروليكي (سنوكر)، لاسيما أن المنطقة ازدحمت بالبنايات والفنادق شاهقة الارتفاعات .
لا إزعاج
* هل باتت حرائق المزارع تسبب لكم إزعاجاً في المنطقة؟
– حرائق المزارع التي تحدث في المنطقة انخفضت بشكل ملموس، وهي تحت السيطرة تماماً، ولا تشكل أي ازعاج لنا، وهذا يعود في المقام الأول إلى تجاوب المزارعين مع البرامج التوعوية والإرشادية التي تقوم بتنفيذها لتعريفهم بمخاطر وأضرار حرائق المزارع .
* ما الإجراءات التي اتخذتموها لدرء مخاطر الآبار القديمة والعشوائية في المنطقة؟
– هذا الموضوع بالغ الأهمية لأنه يمس بشكل مباشر حياة الزوار والسائحين المترددين على المنطقة كونهم غرباء وليسوا على دراية بأماكن وجود هذه الآبار، ومن هنا أدعو الأهالي إلى ضرورة التنسيق مع الجهات المحلية لدرء مخاطر هذه الآبار حفاظاً على أرواح الناس؟
* ما هي استعداداتكم لمواجهة الكوارث الطبيعية؟ وهل يوجد تنسيق مع الجهات المعنية الأخرى؟
– نحن على أهبة الاستعداد للتعامل الفوري مع الكوارث الطبيعية، ولدينا خطط تنسيقية مع جميع الجهات الأمنية والمحلية في حال تعرض المنطقة لأي طارئ مفاجئ، كما نقوم بشكل دوري بتنفيذ برامج توعوية للإهالي والسكان لتعريفهم بكيفية التعامل مع هذه الكوارث عند حدوثها .
* هل صحيح أن بعض المدارس في المنطقة تعاني عدم تفعيل أنظمة الحماية والسلامة فيها؟
– بالفعل توجد بعض المدارس القديمة في المنطقة التي تعاني عدم تفعيل أنظمة الحماية والسلامة فيها، على عكس المدارس الجديدة التي تضم أحدث نظم السلامة، ونحن بدورنا خاطبنا الجهات المعنية بضرورة الإسراع في تركيب أجهزة الحماية في هذه المدارس، زد على ذلك نقوم بالكشف والمتابعة الدورية على أجهزة الأمن والسلامة الموجودة في المدارس عموماً، وتقديم النصح والإرشاد اللازمين للقائمين عليها .
* ما الإجراءات التي اتخذتموها للتعامل مع موسم الأمطار الحالي؟
– قمنا بتنفيذ حملة توعوية للأهالي ومرتادي المنطقة لتعريفهم بمخاطر الأمطار حال هطولها، وتشمل هذه الحملة معلومات مهمة يجب على الأهالي اتباعها، منها عدم نصب المخيمات في بطون الأودية، والابتعاد تماماً عن قنوات المياه الطبيعية والأودية، وعدم قيادة السيارة في مكان غير معلوم العمق، والابتعاد عن المناطق المغمورة بالمياه، ومراقبة الأطفال، وعدم عبور الأودية بالمركبات، إضافة إلى الحذر من الصواعق والبرق، وعدم استخدام أجهزة الهاتف النقال في الأماكن المكشوفة، وعدم السباحة في الأودية والسدود، وعدم الذهاب إلى الأماكن غير المعلومة .
آلاف الزوار
* المنطقة تتميز بشواطئها الساحرة وجبالها الجميلة وهذا ما جعلها تستقطب أعداداً كبيرة من عشاق السباحة ومحبي تسلق الجبال وهواة جمع العسل، ما هي النصائح التي توجهونها للمحافظة على أمن وسلامة هؤلاء الأشخاص؟
– مدينة دبا الفجيرة تستقطب سنوياً عشرات الآلاف من الزوار والسائحين الأجانب، كما أن فيها عدداً كبيراً من تجار العسل الجبلي، ونحن ننصح عشاق تسلق الجبال وهواة جمع العسل على وجه الخصوص بضرورة اصطحاب بعض الإسعافات الأولية معهم، إضافة إلى هاتف (الثريا) والأحذية الجبلية، وما يكفيهم من الطعام أثناء رحلتهم .
أما بالنسبة لعشاق السباحة فإننا ننصحهم بعدم السباحة في الأماكن غير المخصصة لذلك، كما ننصح الأشخاص الذين لا يعرفون السباحة بعدم النزول إلى البحر، وقد قمنا بزرع لوحات إرشادية على طول شواطئ الإمارة عموماً لتوعية الناس وإرشادهم في هذا الجانب، مع العلم أننا لم نسجل أي حادث غرق .
* هل هناك خطة لتطوير وتحديث أو إحلال المبنى الحالي لمركز دفاع مدني دبا الفجيرة؟
– توجد خطة مستقبلية لتطوير وإحلال المبنى الحالي لمركز الدفاع المدني، وتزويده بعدد من الآليات والمعدات الحديثة، ورفده بالكوادر البشرية المؤهلة والمدربة .
* ألا تتفق معي أن المناطق الجبلية البعيدة كوادي السدر والطيبة بحاجة ماسة إلى مركز دفاع مدني؟
– اتفق تماماً معك في هذا الجانب، خصوصاً أن هاتين المنطقتين بعيدتان عن مركزي دفاع مدني دبا الفجيرة والطويين، وهناك بالفعل خطة مستقبلية لإنشاء مركز للدفاع المدني لخدمة منطقتي وادي السدر والطيبة .
تواصل مستمر
* حدثنا عن جهودكم التي تبذلونها للتواصل مع المجتمع الخارجي؟
– نحن نقوم بشكل مستمر بالتواصل سواء من خلال الزيارات الميدانية للمؤسسات والهيئات أو من خلال إقامة الندوات والمحاضرات والفعاليات المختلفة، ونشر الكتيبات، إضافة إلى عقد لقاءات مع المتقاعدين والمتطوعين من الشباب .
* كم عدد العاملين في مراكز الدفاع المدني في المنطقة؟ وهل ترون هذا العدد كافياً؟
– إجمالي العاملين في مراكز دفاع مدني ضدنا والطويين ودبا الفجيرة 160 وهو رقم جيد وكاف بالنسبة لنا .
* ما الإنجازات التي حققتموها مؤخراً؟
– حققنا إنجازاً كبيراً بحصول مركز دفاع مدني دبا الفجيرة على المركز الثاني على مستوى مراكز الدفاع المدني في الدولة ضمن مسابقة وزارة الداخلية التي تجرى تنظيمها مؤخراً، كما حصدنا جوائز ضمن المسابقة نفسها وهي جائزة أفضل ضابط ميداني وحصل عليها الملازم أحمد إبراهيم، وجائزة أفضل ضابط صف ميداني وحصل عليها المساعد أول علي سعيد الشحي، وجائزة أفضل مدرب وحصل عليها المساعد سعيد الزيودي . وفي الحقيقة فإن هذا النجاح وسام شرف على صدور رجال الدفاع المدني في المنطقة عموماً .
