علياء النيادي: أحترم المـؤيدين والمعارضين لممارستي الباليه

عشقت الإماراتية علياء النيادي، «الباليه» منذ طفولتها المبكرة، وتعلّقت بذلك الفن منذ أن تعلمت أولى أبجدياته وهي في الخامسة من عمرها، وواصلت تدريباتها، لتجمع حالياً بين فنون الباليه الاستعراضية، والمشاهد التمثيلية التي تؤديها بإحساس عالٍ، ينم عن شغفها بذلك النوع من الفنون، تحلم بأن تتحوّل من هاوية للباليه إلى محترفة تشارك في عروض عالمية.

تحترم علياء، الطالبة في السنة الأولى في الجامعة الأميركية في دبي، تخصص علاقات دولية، آراء المؤيدين والمعارضين لتخيرها فن الباليه، وترى أن «وجهات النظر في المجتمع الإماراتي حول اختياري للباليه، كهواية، أنوي الاحتراف فيها للوصول إلى العالمية، تنقسم ما بين معارض يرى أن هذا الفن ينافي التقاليد والدين، وبين مؤيد يرى أنه فن راقٍ يُقدم بأحاسيس عالية بعيدة كل البعد عن الابتذال»، مؤكدة أنها تحترم وجهتي النظر المؤيدة والمعارضة منها، «لأنني أؤمن بالرأي والرأي الآخر، وأقدم قناعاتي التي أؤمن بها، والتي تحمل رسالة تقديم فن راقٍ بعيد عن الابتذال والإسفاف».

وتعد علياء، التي شاركت فريق «فانتازيا باليه»، في عرض الباليه الخيري الذي نظمته مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال، مساء أول من أمس في دبي، الباليه «فناً فريداً يضم أحاسيس عالية تؤكد مهنية مؤديها»، مضيفة لـ«الإمارات اليوم»: «أحب هذا الفن الذي أقدمه بإحساسٍ عالٍ، الأمر الذي يتمثل جلياً في المشاهد التمثيلية التي يتضمنها بعضها، والتي أفضل أداءها بشكلٍ كبير، ومن خلالها أقدم للجمهور برهاناً حقيقياً على أن الباليه لا يقدم رقصاً مبتذلاً، كما يعتقد البعض، بل يقدم فناً شديد الرقي».

جذب انتباه

لفتت علياء الأنظار في اللوحات الاستعراضية والتمثيلية التي قدمتها في عرض الباليه الخيري على خشبة مسرح دبي الاجتماعي بمركز الفنون في «مول الإمارات»، تزامناً مع اليوم العالمي للحد من سوء معاملة الأطفال، الذي يصادف 19 من نوفمبر من كل عام، وأجادت أداء المشاهد التي قدمتها، إذ اشتركت في القسم الأول من العرض الخيري، الذي نظم بدعم من مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، اشتركت في خمسة عروض جماعية، من أصل 14 عرضاً، إلى جانب عرض فردي جسّدت من خلاله مشاهد تمثيلية بأحاسيس عالية، جذبت انتباه وتركيز الحضور، الأمر الذي تكرر في بعض عروضها الجماعية التي واصلت تقديمها في القسم الثاني للعرض ضمن خمسة عروض من أصل .10

وعن مشاركتها في العرض الخيري تقول علياء: «تتملكني سعادةً كبيرة لمشاركتي في عرض الباليه الخيري لدعم الطفولة، خصوصاً أنني أقدم من خلاله عروض الباليه التي أهوى أداءها منذ أن بدأت تعلم أولى أبجدياتها في سن الخامسة، في المجمع الثقافي في أبوظبي، على يد والدتي مدربة البالية ومؤسسة فريق (فانتازيا باليه)، الذي أنتمي إليه»، مشيرة إلى أن التدريبات المستمرة وتوجيهات والدتها أسهمتا في تذليل كلالصعوبات التي واجهتها.

تعاون وتوعية

حول تنظيم عرض الباليه الخيري تزامناً مع اليوم العالمي للحد من سوء معاملة الأطفال، قالت المديرة التنفيذية لمؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال، عفراء البسطي: «تعد مبادرة العرض الخيري، من المبادرات المهمة التي دأبت المؤسسة على تنظيمها، من أجل تعزيز جهودها في الحد من العنف ضد الأطفال، ومن ناحية أخرى تأتي لتأكيد أهمية برامج التثقيف المجتمعي التي تنظمها المؤسسة، إذ تقتضي مسؤوليتها تجاه المجتمع التوعية بهذا الأمر، والعمل على تقوية الروابط الأسرية بتبني أسلوب الحوار الفعال.. ويعتبر عرض الباليه الخيري، امتدادًا للتعاون الفعال ما بين المؤسسة ومجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، داعم العرض، التي قدمنا من خلالها مجموعة من ورش العمل التوعوية الخاصة بإعادة تأهيل وتمكين ضحايا العنف الأسري، وغيرها من الفعاليات».

وتابعت: «يأتي احتفال المؤسسة باليوم العالمي للحد من سوء معاملة الأطفال، تأكيداً على أهمية هذه القضية التي تشكل مصدر قلق متنامياً حول العالم، ويعد كسر حاجز الصمت للتبليغ عنها لدى مرافق الخدمات المخصصة الحل الأمثل لمجابهتها والتخفيف من آثارها، ولمجابهة هذه الظاهرة، تعمل المؤسسة لمجابهة هذه الظاهرة، على باقة منوعة من الخدمات التي تسهم في احتوائها والتخفيف من آثارها، ومن ضمنها توفير المأوى المناسب للأطفال المعنفين، وكل الوسائل التي تضمن لهم حياة كريمة».

من جانبها، قالت مؤسسة مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، هدى الخميس كانو: «تسعى المجموعة جاهدةً إلى دعم المبادرات المجتمعية الرائدة في خدمة شرائح المجتمع الإماراتي كافةً، وتعمل مع المؤسسات المجتمعية التطوعية للارتقاء بنوعية ومستوى الفعاليات الفنية المقدمة في الدولة، لما للفنون من دور مؤثر في النهضة التي تشهدها الدولة».

وأضافت: «يمثل تعاون المجموعة مع مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال، نموذجاً لما يمكن للشراكات الاستراتيجية بين مؤسسات المجتمع، أن تلعبه في دور تنظيم فعاليات مجتمعية جادة وهادفة، في سبيل الحد من الإساءة إلى النساء والأطفال ضحايا العنف»، مشيرة إلى أن «الاحتفال باليوم العالمي للحد من سوء معاملة الأطفال ينسجم مع أهداف المجموعة في التنمية المجتمعية ورعاية أجيال الغد وشباب المستقبل المشرق، ويترجم احتضان المجموعة لفئة الأطفال والشباب، وكذلك ذوي الإعاقات، وتنظيم عدد كبير من الفعاليات والمبادرات التي تسعى إلى الارتقاء بأوضاعهم، وتعزيز فرص التعليم والانخراط في المجتمع لديهم عبر الفنون».

ورش عمل

تنظم مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال سلسلة من ورش عمل لطلبة المدارس والجامعات في مختلف الإمارات، إضافة إلى حملة توعية بأضرار الإساءة للأطفال تحت عنوان «طفولتي أمانة فاحفظوها»، تماشياً مع المبادرات العالمية للحد من العنف الموجه ضد الأطفال، إذ تهدف المؤسسة، التي أنشأت في عام ،2007 إلى تثقيف المجتمع وتوعية الأسر بالآثار المترتبة على سوء معاملة الطفل، من أجل تكوين طفل معافى نفسياً واجتماعياً يسهم في خلق جيل ينهض بالمجتمع.الامارات اليوم

Related posts