دائرة تخطيط الشارقة تعلن عن مشروع بناء 1960 وحدة سكنية في دبا الحصن

أشاد المهندس صلاح بن بطي رئيس دائرة التخطيط والمساحة بالشارقة، بحرص صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على توفير سبل الحياة الكريمة للمواطنين، ودعم عملية البناء والتعمير والارتقاء بالمرافق الحيوية في الإمارة لتوفير الاستقرار الاجتماعي للمواطنين ولأبنائهم، وتأمين مستقبل أبنائه من الأجيال القادمة في الحياة الكريمة من خلال تطبيق عدة استراتيجيات تسهم في تطوير المخطط العام للشارقة بشكل عام، وتدعم العمل الاجتماعي بشكل خاص، مؤكداً أن توفير الأراضي السكنية مسؤولية الجانب المحلي بحكومة الشارقة .

كما أوضح الرؤى العامة التي تنتهجها دائرة التخطيط والمساحة بدراسة جميع الطلبات المقدمة من المواطنين كطلب تخصيص الأراضي الصناعية والتجارية والزراعية، حيث إن الشروط الموضوعة لمصلحة المواطنين، تهدف إلى تحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة، وتوفير فرص الضمان الاجتماعي وتنمية المجتمع وتطوير ورعاية الأسرة ومسايرة ما تشهده الدولة من تطور كبير ونهضة عمرانية واجتماعية شاملة في مختلف المجالات، حيث يتم إعطاء أولوية للمنح وفقاً لدراسات الجدوى التي تخدم استراتيجية الإمارة، مشيراً إلى ما تم العمل به مؤخراً من بناء العديد من البنايات السكنية التي توزع على المستفيدين، كبديل للفلل، نظراً إلى عدم توافر أراض كافية في مدينة دبا الحصن تغطي حجم الطلب من المواطنين، الأمر الذي نتج عنه مقترح بناء مجمع سكني لهم جميعاً، يكون عوضاً عن البيوت الشعبية .

كما أوضح أن التجربة ليست الأولى من نوعها، بل تم العمل بها مسبقاً في الإمارات المجاورة، وثبت نجاحها لوجود مزايا كثيرة، ربما لم تتوافر في بعض الأماكن التي صرفت فيها بيوت شعبية في الفترات السابقة .

كما أكد أن الإجراء الذي تم تداوله بين الجهات المختصة في الشارقة وبرنامج زايد للإسكان ما كان إلا لمقابلة الاحتياجات السكنية والخدمية مع زيادة عدد الطلب وشح الأراضي اللازمة لمقابلة ذلك، وما كان من حكومة الشارقة إلا دراسة مختلف البدائل التي توفر راحة المواطنين وتوفر لأبناء دبا الحصن الحياة الكريمة من خلال توفير مشروعات الإسكان، وكانت أولى الخطوات هي ردم البحر فيما يعرف بالدفان الذي بلغت مساحته نصف كيلومتر مربع، كلها تتميز بإطلالة مباشرة على البحر، كما تتكون منطقة الدفان أيضاً من عدة استخدامات من بينها استخدامات سكنية بنسبة 60%، أي 140 قطعة أرض تكفي لبناء 1960 وحدة سكنية، ومساحات خضراء بنسبة 20%، هذه المساحات عبارة عن حدائق بين البنايات السكنية، لتأمين أماكن للعب وترفيه الأطفال، إضافة إلى حدائق للسيدات والعائلات يقدر عددها ب 14 حديقة، إلى جانب حديقة أخرى على طول شارع الشيخ خليفة، والحديقة العامة المجاورة للقناة المائية، التي يوجد بها مطاعم وأماكن ترفيه وتسوق للعائلة، كخدمات للمنطقة ككل، وما تبقى من مساحة الدفان عبارة عن خدمات عامة وقناة مائية، من بينها فندق ومركز تسوق وصالة متعددة الأغراض وصالة رياضية وملاعب، كما توجد عيادة وناد بحري ومقهى شعبي .

كما أشار إلى أن الوحدات السكنية النموذجية التي تبلغ مساحتها 381 متراً مربعاً مقارنة بالبيت الشعبي البالغ مساحته 210 أمتار مربعة وبه 3 غرف نوم فقط، تعد هي الأميز، حيث تحتوي على عدد غرف نوم أكثر، ومساحة أكبر، وخدمات إضافية، كونها فيها 5 غرف نوم لا ثلاث على غرار البيت الشعبي .

كما أن مساحة الأرض السكنية هي 1428 متراً مربعاً، ومساحة البناية ككل 762 متراً مربعاً، ونسبة البناء 78 .78 % من المساحة الكلية للأرض حيث ينقسم الطابق الواحد إلى وحدتين سكنيتين، مساحة الوحدة السكنية 381 متراً مربعاً، وهذه مساحة كبيرة جداً، وتتقارب من مساحة الأرض للعديد من البيوت الشعبية الموزعة في السابق، وللعلم، فقد قام معظم المواطنين من برنامج زايد للإسكان بتسلّم الخرائط لهذه الوحدات السكنية النموذجية، ولكل مستفيد كامل الحرية في التصرف في الوحدة السكنية بيعاً أو شراء أو سكناً، كون كل واحدة منها تصدر لها خريطة وملكية منفصلة .

كما أوضح أن عدد قطع الأراضي يبلغ 140 قطعة أرض، تم تخصيصها لبناء البنايات السكنية للمواطنين، وقد تم إصدار وتوزيع 11 قطعة حتى الآن منها 4 قطع لمشروع بناء البنايات السكنية لوزارة الأشغال العامة، ضمن مكرمة صاحب السمو رئيس الدولة، و5 قطع لمشروع بناء البنايات السكنية لبرنامج الشيخ زايد للإسكان، وقطعتان للأرامل والمطلقات، مشيراً إلى أن عدد الموافقات المتوافرة من برنامج الشيخ زايد للإسكان بلغت 67 منتفعاً، وعدد الموافقات الصادرة من دائرة الإسكان بالشارقة 130 منتفعاً، وجار دراسة أكثر من 600 معاملة .

خدمات شاملة

كما روعي أن يكون بالبنايات كل الخدمات التي تحتاج إليها الأسر مثل المحلات التجارية لخدمة السكان، علماً أن حكومة الشارقة تكفلت بصيانة المباني ورسوم الكهرباء والمياه للخدمات ورسوم الصيانة والنظافة للمباني والحدائق، كما أن المنطقة تتوفر بها ممرات للمشاة مزينة بالنخيل والأشجار للاستجمام بين البنايات، عدا أن مداخل البناية منها ما هو خاص بالرجال، وأخرى خاصة بالنساء، فضلاً عن مدخل للعائلات وغرفة ألعاب للأطفال، وصالة انتظار لتجمع العائلة، وأخرى للرجال، عدا مصعدين للرجال، ومصعدين للنساء، إضافة أيضاً إلى تنفيذ سلمين لجميع الطوابق وتوفير مختلف الخدمات (كهرباء ماء اتصالات . . وغيرها)، كما تم أيضاً توفير 14 موقفاً للسيارات بشكل خلفي وجانبي، وتخصيص موقفين لكل عائلة، إضافة إلى المواقف العامة أمام البناية على جانب الطريق الرئيس، علماً أن كل طابق ينقسم إلى وحدتين سكنيتين فقط، في عدد الطوابق السكنية السبعة، وكل هذه الامتيازات تجعل من السكن ليس مجرد شقة بالمفهوم العام الذي يتناوله البعض، على اعتبار أنه تجمع سكني يلغي الخصوصية الأسرية ويفرض الاختلاط في الخدمات العامة للبناية السكنية .

كما أن كل وحدة سكنية تنقسم إلى ثلاثة أجزاء أحدها مخصص للعائلة، والثاني للضيوف والثالث للخدمات، إضافة إلى موزع منفصل عن الشقة، كما تم تصميم مدخل الزوار ليفتح على المجلس وغرفة طعام كما (يوجد باب يربط غرفة الطعام بالمطبخ)، وتتوافر مغاسل وحمام لخدمة الضيوف، أما مدخل العائلة فيوجد فيه بقية مكونات الوحدة السكنية مثل الصالة الداخلية للعائلة و5 غرف نوم بحماماتها من ضمنها غرفة كبيرة للمعيشة وغرفة للخادمة بحمامها، وغرفة للعب الأطفال، إضافة إلى أن الوحدة السكنية مزودة بشرفة كبيرة ذات إطلالة مميزة على البحر، ومزودة بوسائل الأمان للأطفال، عدا كونها واسعة لتستوعب عدداً من الأنشطة والأعمال المنزلية، كما تتوفر الخدمات العامة للوحدات السكنية وغرفة غسيل الملابس ومخزن، كما أن البنايات كل ذات إطلالة مباشرة على البحر .

إضافة إلى أنه تم أيضاً التعامل مع هذا الواقع من خلال اعتماد الخطة الإسكانية للمدينة على نظام الوحدات السكنية النموذجية في بنايات متعددة الطوابق لاستيعاب حاجة السكان، وتم عرضها على المواطنين قبل رفعها للجهات العليا بالإمارة، حيث تم اعتماد النظام المقترح، مشيراً إلى أنه نظراً لشح الأراضي في مدينة دبا الحصن، تم اعتماد نظام إسكاني خاص بأهالي المنطقة وعرضه على المجلس البلدي ومن ثم اعتماده، وحيث إن توجه حكومة الشارقة ولجنة مبادرات صاحب السمو رئيس الدولة، لحل مشكلة شح الأراضي بالمنطقة مع زيادة الطلب من المواطنين، فقد تم التواصل بين الجهات العليا والمختصة في الشارقة والجهات الاتحادية ذات الصلة من بينها وزارة الأشغال وبرنامج الشيخ زايد للإسكان، بوضع مقترح لبناء وحدات سكنية نموذجية متعددة الطوابق .

وأوضح أيضاً أن لجنة الإشراف على مبادرات صاحب السمو رئيس الدولة وضمن برنامجها لإنشاء مساكن للمواطنين أقرت إنشاء أربع بنايات سكنية في منطقة دبا الحصن، تحتوي على 56 وحدة سكنية للمواطنين، وقد تبنت اللجنة إنشاء الوحدات السكنية النموذجية بدلاً من الفلل، بناء على العديد من الدراسات التي قامت بها الجهات المعنية بحكومة الشارقة، مؤكداً أنه وفق ما أعلنه البعض عن استعدادهم للسكن في مناطق بعيدة تابعة لإمارة الشارقة بدلاً من تسلم وحدة سكنية، باشرت الدائرة في دراسة الحلول البديلة التي تتماشى ولا تتعارض مع الخطة الإسكانية للإمارة من مراعاة التقريب بين الأهل والأقارب في توزيع الأراضي وما يعرف بالعائلة الممتدة، ولم شمل العائلات .

تقديرات مستقبلية

من جهته أكد المهندس عبدالله مخلوف مدير فرع دائرة التخطيط والمساحة بدبا الحصن، أنه تم تقدير الاحتياجات السكنية للمدينة حتى العام 2025 بنحو 2600 قسيمة، بإجمالي مساحة كلية تبلغ مليونين وخمسمئة ألف متر مربع، وإزاء هذه المعضلة، أعدت دائرة التخطيط والمساحة استراتيجية إسكانية لمدينة دبا الحصن لمقابلة هذه الاحتياجات السكنية، وتم تقسيم الاستراتيجية إلى برنامجين، أحدهما قصير ومتوسط المدى، والثاني برنامج طويل المدى . وفي ما يخص البرنامج قصير ومتوسط المدى فيتمثل في الدفان، ويعنى باسترداد مساحة 591103 أمتار مربعة، بالقرب من منطقة الميناء الجديد لمقابلة الحاجة السكنية، ويسعى المقترح إلى استرداد أراضٍ من البحر تساوي نحو 21% من المساحة الكلية لمدينة دبا الحصن، وأعدت دائرة التخطيط والمساحة خيارات تخطيطية مختلفة لتقسيم الأراضي المستردة، بما يوفر مقابلة الحاجة السكنية لمدينة دبا الحصن إلى ما بعد العام 2025م .

وأكدت المهندسة منى يعروف مهندسة تخطيط، أن الجزء الثاني يتمثل في رفع الكثافة السكنية لبعض مناطق المدينة، وينطوي هذا المقترح على تغيير النمط السكني السائد المتمثل في اعتياد شرائح المواطنين على نظام الفيلات منخفضة الكثافة، لمقابلة مشكلة شح الأراضي بالمنطقة، وقد أعدت دائرة التخطيط والمساحة بدائل تصميمية لمبان متعددة الطوابق، روعي في تصميمها الخصوصية الاجتماعية والسكنية للأسر المواطنة .الخليج

Related posts