يبتز الفتيات مادياً وجسدياً بعد تهديدهن بالفضيحة

لم يجد صاحب السوابق الشاب الذي لم يتجاوز الثلاثين، طريقة أكثر دهاءً لكسب المال، معتقداً أنه سيكون بمنأى عن أعين العدالة من انتقاء ضحاياه من الفتيات، اللاتي يرتبطن بعلاقات مع شباب من دون علم أهلهن، ومن ثم يبتزهن ويهددهن، بفضح أمرهن، إن لم يرضخن لابتزازه، وإعطائه المال أو إعطائه أجسادهن رغم أنوفهن.

كان يقف في المراكز التجارية، عيناه كعيني ذئب شرهٍ، تتفحصان المتسوقات الشابات، فكلهن ضحايا محتملات، وفرائس يمكن أن تكون مستساغة طرية.

وبخبرته الإجرامية الطويلة، يختار الفريسة، فقد تكون في مرةٍ، فتاةً تخرج من سيارة شاب، وتستقل سيارة أجرة، أو فتاة تجلس مع شاب في أحد الأركان النائية في مقهى ما، أو تمشي وإياه على الشاطئ، وهكذا كان ينصب الفخاخ.

ما أن يغادرها رفيقها، حتى يلاحقها، ثم يستوقفها، وينتحل صفة رجال التحريات، ويوجه لها أسئلة حول العلاقة التي تجمعها وذاك الشاب، وما أن تتلعثم، حتى يلوح بأنه سيصطحبها إلى المخفر وسيحرر محضراً بحضور ولي أمرها، وتعهداً بعدم تكرار هذه الفعلة. وطبيعي في مثل هذا الظرف المفاجئ والمباغت، أن تستجديه الفتاة وتتوسل إليه ألا يكشف النقاب عن سرها، وعندئذٍ يتأكد من أن الفريسة تترنح، وليس عليه إلا أن يستمتع بنهش لحمها على مهل، وكيفما يروق له. وتبدأ عملية الابتزاز البطيئة القاسية بدم بارد.

أولاً يطلب مبلغاً من المال، وليس هذا فحسب، وإنما رقم هاتفها حتى يستطيع التواصل معها، وكلما أعوزته الحاجة، ووجد في نفسه رغبة في شيء من المال، فالدرب ممهد، والفريسة مستسلمة، هذا بالإضافة إلى أن بعضهن بلغن من الضعف والوهن، مبلغاً يمكنه من الاستمتاع بهن إن راق له.

هكذا مضى ينشب مخالبه في ضحية، ولما يفرغ من سفك دمائها، يبحث عن أخرى، حتى تمكن في فترة قصيرة للغاية من جمع نحو 40 ألف درهم.

طالما كان يقف أمام مرآة نفسه، مزهواً بذكائه، وهو يردد: إنها جريمة كاملة، أو مغارة علي بابا التي فتحتها وسأظل أغترف من كنوزها مدى الحياة، غير أن الرياح لا تأتي دائماً بما تشتهي السفن، خصوصاً في حال كانت هذه السفن، متجهة نحو وجهة الشر والبغضاء والجريمة. واحدة من ضحاياه، ضجرت بقيوده التي أدمت معصمها، فقررت الإبلاغ عنه عبر خدمة الأمين التي تحفظ سرية المعلومات، والتي تقدمها شرطة دبي للحد من الجريمة.

أدلت بأوصافه، وسرعان ما التقط رجال التحريات هذا الخيط، وبدؤوا مراقبة المشتبهين، حتى تم التعرف عليه، ولكي تكون الأدلة دامغة، والتهمة ثابتة، تم عمل كمين، وسقط المتهم في قبضة العدالة. سقط مذهولاً ذاهلاً، غير مصدق بأن جريمته الكاملة، لم تكتمل للنهاية، وبأن ذكاءه الحاد قد خانه. البيان

Related posts