التربية تحذر هيئات إدارية وتدريسية من التدخين في المدارس

حذرت وزارة التربية والتعليم في تعميم تلقت إدارات المناطق التعليمية نسخة منه من التدخين داخل الحرم المدرسي لأعضاء الهيئتين الإدارية والتدريسية، وطالبت مسؤولي المناطق التعليمية بالدولة ومديري المدارس الحكومية والخاصة بتشديد الرقابة ومحاسبة المخالفين، ودعت التربويين إلى الامتناع عن التدخين وأن يكونوا قدوة حسنة للطلبة.

وكشف علي ميحد السويدي، وكيل وزارة التربية والتعليم بالإنابة عن قيام بعض أفراد الهيئات التربوية بالتدخين في المدارس، معتبرة ذلك مخالفة للقواعد الأخلاقية والتربوية التي يجب أن يتحلى بها المعلم والإداري، وأنه سلوك ينم عن عدم مسؤولية تجاه الجيل والنشء واستهتاراً بالسلوكيات ذات الأثر السلبي في نفوس الطلبة باعتبار المعلم قدوة لكل طالب في السلوكيات والأخلاق والمبادئ.

وأهابت التربية في تعميمها بالهيئات التدريسية والإدارية والفنية، حظر التدخين داخل حرم المدرسة ومراعاة السلوكيات المحفزة للطلبة والحرص على الظهور بمظهر لائق.

ودعت منى شهيل، نائب مدير منطقة الشارقة التعليمية، إلى الامتثال للقرار، مؤكدة ان المنطقة التعليمية تتابع عن كثب قرار الحظر وتسعى الى زيارة المدارس بشكل مفاجئ، كما ان إدارة المنطقة في كل لقاء تحذر وتوجه بعدم التدخين أو استخدام الهواتف المتنقلة في المدارس.

وقد أصدر سعيد مصبح الكعبي، مدير المنطقة، تعاميم منفصلة خاصة بذلك وحتى في اجتماعاته مع إدارات المدارس يشدد على هذه النقاط المحورية، لافتة الى أنها في إحدى الزيارات شاهدت مدرسين في إحدى المدارس الثانوية في موقف سيارات المدرسة يدخنون ورغم انهم خارج المدرسة إلا أنها اعتبرت الأمر غير صحيح كونهم عرضة لأن يشاهدهم الطلبة ويقلدونهم وقامت بتحذيرهم من مغبة تكرار ذلك.

واعطت توجيهات لإدارة المدرسة بالتعامل بشكل صارم في هذا الإطار، وقالت شهيل ان بعض المدارس تقتدي بالقانون وتحرص على تطبيقه بشكل كامل فيما لا تولي مدارس اخرى الموضوع أي اهتمام، متسائلة «كيف يمكن لإدارة مدرسة متراخية أن تفرض التقيد بقانون حظر التدخين وتفتقر إلى رقابة صارمة داخل حرم المؤسسة التعليمية التي تديرها، محذرة من انعكاسات سلبية على صدقية النظام التربوي الذي يعمل بهذه الصورة».

ودعت حصة الخاجة، مدير قسم التعليم الخاص في منطقة الشارقة التعليمية، الى الابتعاد عن ممارسة الأدوار السلبية في المدارس، حيث لا تعطي بعض الإدارات أهمية لفعل التدخين داخل الحرم المدرسي، رغم المناشدات التي نطلقها والتحذيرات والتعميمات.

المطلوب هنا وقفة حقيقة تتعدى التوجيه، ينبغي سن بعض العقوبات، لأن المدخن هنا قدوة التلاميذ وقد ينجرف الطلبة في التقليد، ويكفينا ارتفاع نسبة المدخنين من الطلبة والتي كانت حتى عام 2010 بحسب الجهات المختصة ما يربو على 30 بالمائة، الخاجة ايضاً ترى تغيراً في دور الإدارة المدرسية اليوم، إذ لم يعد هدفها مجرد تسيير شؤون المدرسة، بل أصبح محور العمل في الإدارة يدور حول محاولة توفير كل الظروف والإمكانيات التي تساعد على توجيه نموه العقلي والبدني والروحي دون أي مؤثرات سلبية.

كما طالبت مديرة التعليم الخاص بتضمين المناهج المدرسية معلومات صحية صحيحة وكافية، حول طبيعة التبغ الإدمانية والضرر الذي يسببه للصحة، إضافة إلى التفكير الجدي بمبدأ إشراك الشباب في تصميم المشاريع والأساليب التي تقي المراهقين والأطفال من الشروع في التدخين وتفعيل دور الإعلام في معالجة هذه الظاهرة، مطالبة وسائل الإعلام بتكثيف الجهود المبذولة في هذا المجال وتوسيع حجم المشاركة الإعلامية في كل المناسبات، وتغطية الأنشطة والفعاليات الخاصة بحملات مكافحة التدخين، مشيرة إلى ضرورة إيجاد آليات جديدة تساعد على مكافحة التدخين خاصة في الميدان التربوي.

ويرى يعقوب الحمادي الاختصاصي الاجتماعي في مدرسة الشهباء للتعليم الاساسي، حلقة ثانية، ان الهيئات التدريسية التي تمارس فعل التدخين داخل الحرم المدرسي في الساحات وخلف السور ينبغي محاسبتها، المطلوب حسب الحمادي ان تكون الإدارة حازمة في هذا السياق وان تحول المدرس المخالف للتحقيق كي لا يكرر الفعلة، لأن التأثير النفسي للمعلم على الطالب خطير جداً، والطالب الذي يرى معلمه وقدوته الأولى يدخن بلا شك الى جانب عوامل اخرى فهو مدخن محتمل بالمستقبل، ان لم يكن انجرف اصلاً، وثمن تعميم الوزارة لكنه يرى انه يبقى قاصراً دون ضوابط تساعده.

كما طالب الحمادي بضرورة العمل المشترك بين كافة جهات الاختصاص، بدءاً من وزارتي التربية والصحة وانتهاءً بأولياء الأمور الذين يتوجب عليهم تقديم شكوى للمدارس، أو إلى المناطق التعليمية في حال مشاهدتهم لمدرس يدخن أو عند إبلاغ الأبناء لذويهم عن مثل هذه الممارسات، لتتابع الوزارة لاحقاً هذه الشكاوى مع الجهات المسؤولة. هذا ما أكده خلفان الرويمه، مدير ثانوية الخليج العربي، الذي تحدث بشفافية عالية، مؤكداً ان التدخين ظاهرة مستشرية لا مجال لإنكارها، وقال إن الأدوار تكاملية بحيث تتشارك الإدارات والمناطق التعليمية وأولياء الأمور في تنفيذ القرار الذي يقضي بمنع التدخين في الحرم المدرسي وهو ما يخالفه عاملون كثر إداريون وهيئات تدريسية..

محمد الشمري، مدير ثانوية الراشدية، اكد ان تعميم الوزارة جاء في وقته وينبغي التذكير من وقت لآخر بأن عيون المسؤولين لا تنام، وبالتالي فمن الطبيعي ان تكون هناك زيارات تفقدية متتالية، بحيث يدرك كل العاملين في المدارس أنهم ليسوا في بقعة معزولة عن المتابعة والرصد كما أهاب.

وقد أكد عدد من أولياء الأمور مشاهدتهم لهيئات تدريسية تدخن في الساحات، فيما اعتبر بعضهم ان مشاهدة معلم في موقف السيارات الخارجي الخاص بالمدرسة وهو يمسك «السيجارة» مشهد يومي متكرر، بينما لفتت ولية أمر إلى أنها شاهدت معلمة «تربية رياضية» تدخن في المدرسة، ما اثار استغرابها ودفعها الى تقديم شكوى لمديرة المدرسة. البيان