مواطنات يشغلن محركات عملاقة بلمسة أنثوية

اقتحمت المرأة الإماراتية جميع الميادين واستطاعت اثبات جدارتها واعتلاء أكبر المناصب القيادية والدخول الى مجالات كان يعتبرها الرجال صعبة فكيف بالمرأة إلا أنها عكست واقعا تعيشه الدولة في عدم التفريق بين الجنسين فكلاهما مكمل للثاني وهذا ما نص عليه دستور دولة الإمارات.

فكل يوم يمر على هذه الدولة نرى أن المرأة تقتحم مجالات أخرى وتثبت جدارتها وها هي تدقق على كل صغيرة وكبيرة في الطائرات العملاقة التي تملكها طيران الإمارات وتعمل كمهندس تصلح وتدقق معدات وأجهزة الطائرات من أصغر قطعة فيها الى أكبرها ومن أكثرها دقة إلى أكبرها حجما.

وتمكنت من المضي في الأعمال الصعبة محافظة على أنوثتها وعاداتها وتقاليدها، ونظمت “البيان” جولة في موقع عمل المهندسات في المركز الهندسي الجديد لطيران الإمارات الذي يعد واحداً من بين أكبر منشآت صيانة الطائرات المدنية في العالم. كما تشكل حظائره الثماني، التي تقوم على مساحة 22 هكتاراً (ما يعادل 17 ملعب كرة قدم)، أوسع منشأة مغطاة في الشرق الأوسط بأسقف تدعمها أعمدة يصل طولها إلى 110 أمتار.

مركز متقدم

ويعد المركز كافيا لخدمة أسطول طيران الإمارات الحالي، بالإضافة إلى طلبياتها المؤكدة كما يمكنه تقديم خدمات صيانة لناقلات إقليمية وعالمية أخرى, وتوفر سبع من الحظائر مكيفة الهواء وبها جميع متطلبات الصيانة الفورية والثقيلة، وهناك حظيرة ثامنة مخصصة للطلاء. وتعادل مساحة كل حظيرة ضعفي ملعب كرة قدم، حيث يبلغ طول الواحدة 110 أمتار، وعرضها 105 أمتار.

وتحتوي كل حظيرة على بوابة باتساع 88 متراً، وتستوعب أية طائرة مهما كان حجمها، بما فيها الإيرباص أ380، التي يبلغ طولها 73 متراً واتساع جناحيها 80 متراً وارتفاع ذيلها 25 متراً. وتماثل كل حظيرة تقريبا حجم المنشآت التي شيدتها شركة إيرباص في تولوز لتجميع طائرات أ380

وهنا نرى أن طيران الإمارات الشركة الرائدة في العالم وفرت بيئة مناسبة للعاملين لديها وبإمكان أي شخص الإبداع ما وفرت بيئة آمنة لـ 7 مهندسات طيران مواطنات فقد احتضنتهن الناقلة منذ تخرجهن من الثانوية العامة ليتدربن في مركز التدريب الخاص بها منذ العام 2001 الذي تخرج بزغت فيه أول مهندسة المواطنة فاطمة خليفة الأعنزي.

وخلال الجولة التقت “البيان” بـ المهندسات سلوى المازمي التي تعمل في ورش الكابينة وفرنوش العوضي التي تعمل في الفحص السريع للطائرات وميثاء القاسمي التي تتواجد في مقر الأعمال الثقيلة.

فهن اخترن مجال الطيران وتوجهن إلى كلية الطيران التابعة لطيران الإمارات وأمضين 5 سنوات 3 سنوات منها دراسية واشتملت على الدروس النظرية وعملية والسنتين الباقيتين تواجدن في المركز الهندسي كمتدربات وتحت إشراف خبراء.

وأوضحن أنهن يعملن على نظام الورديات فكل وردية تمتد لـ 12ساعة وعلى مدار اليوم حيث تبدأ الوردية الأولى في السادسة صباحا والثانية في السادسة مساء إلا أن الإدارة تعطي العاملين راحة لثلاثة أيام كل ثلاثة أيام عمل، مشيرات إلى أن هناك مساواة بين الرجل والمرأة وبين جميع العاملين في المركز بجميع أطيافه و التي تزيد عن 100 جنسية.

اختيار

وقالت سلوى المازمي إنها إختارت هذه المهنة لحبها الشديد للعمل اليدوي، لافتة الى أن هذا لم يمنعها من المحافظة على أنوثتها فهي متزوجة ولديها أطفال تعتني بهم، مشيرة إلى أنها سمعت عن برنامج الطيران من التلفاز وعليه تقدمت وتمكنت من اجتياز الإختبارات.

وأضافت إن وجود الجنس الناعم في المعهد خلق المنافسة بين الدارسين فكانت هي المرأة الوحيدة بين 12 طالبا ما خلق لديها حافزا قويا للمضي قدما والعمل بكل جهد ومثابرة للتغلب عليهم ، فاضطرت للمكوث أكثر في الورشة والعلم بجهد حتى تمكنت من التغلب عليهم .

وأشارت إلى أنها في أول تعيينها نظرت إلى الوصول إلى موقع مديرها إلا أن السنين أوصلتها إلى أعلى من ذلك وجعل طموحها عاليا جدا وخاصة أن البيئة التي تعمل بها جاذبة ومحفزة وتسمح بذلك.

ولفتت إلى أنها تعمل على طائرات الأيرباص والبوينغ وفي مايو المقبل ستبدأ العمل على الطائرة العملاقة 380 أ، موضحة أن الدورات التدريبية مستمرة في المركز وهم دائما حريصون على تطوير العاملين فيه خاصة وأن المركز لديه خبرات عالية من المدربين.

وذكرت أن المركز يوفر جميع أنظمة الصيانة ويقوم بتدريب العاملين فيه حول كيفية التعامل مع أي حالة طارئة وهناك لباس خاص للعاملين وحزم الإدارة على إستخدامها.

سمعة طيبة

ومن جهتها أوضحت فرنوش العوضي أنها كانت تعمل في ورش عمل منذ طفولتها وتعد مشروعات كهربائية ونصحتها صديقتها بالالتحاق بطيران الإمارات لأن زوجها يعمل بها وهو يشعر بالراحة من هذه الشركة العملاقة.

ونوه بأن العمل في مجال الطائرات يحتاج إلى دقة وفن وتكتسب عن طريق الممارسة وحب العمل ، مشيرة إلى أن العمل لدى طيران الإمارة يولد الشغف لديها لمعرفة جميع الأمور المتعلقة بالطائرات بأنواعها المختلفة وخاصة أن الناقلة تضم أفضل الطائرات حول العالم وهي دائما مواكبة للتطور في هذا المجال.

وقالت ميثاء القاسمي مهندسة مبتدئة إنها توجهت الى هذا المجال بعد تخرجها من الثانوية العامة مباشرة خاصة وأنها كانت متفوقة في مادتي الفيزياء والرياضيات ولا تحب العمل المكتبي وتهوى المشاريع، وعليه سألت أهلها ووجهوها للإلتحاق بطيران الإمارات.

وأضافت إن الدراسة في المركز تحتاج إلى إرادة وقدرة ولكنها أحبت هذا المجال وعلمت أنها ستعمل في ناقلة عالمية وعليه تمكنت من تحطيم جميع الصعوبات التي واجهتها، مشيرة إلى أنها مستعدة لقضاء يومها كاملا في مركز الصيانة لما يوفرة من بيئة جميلة ومحفزة.

وأكدت أن هناك تشجيعا من قبل الإدارة في المركز للإبداع والإرتقاء في العمل، فهم يقفون دائما الى جانبنا ويقومون بمساعدتنا على كل الصعد، إضافة الى توفيرهم الدعم المعنوي والتدريب المستمر. البيان