إغراءات الإعلانات التجارية تعالج السرطان والكبد الوبائي

 

عندما تدب الفوضى في عالم الإعلانات، يصبح كل ممنوع أو محظور يمكن تدوينه، كما تتحول الأعشاب إلى أدوية مخلوطة بالمعجزة التي تستطيع شفاء مرض السرطان والكبد الوبائي والعقم، وحتى الأمراض التي لم يتوصل العالم بعد لأدوية تثبت فاعليتها في شفاء المريض، من دون الأخذ في الاعتبار مدى المخاطر الناجمة عن العبارات التي يتم وضعها لاجتذاب المرضى أو أصحاب الحاجة للعلاج، حيث تضمن إعلان مطبوع خاص بجهة تبيع اعشاب طبية، عبارات توحي للمستهلك بعودة زمن المعجزات، وذلك لما يدعيه من توصله لعلاج فوري وقاطع لمرض الكبد الوبائي والبروستات والسكري، واكتشافه لعلاج  لمرض السرطان والأورام الخبيثة، مدعياً بأنه مجرب وأكيد، كما زاد على ذلك تحديد الفترة الزمنية التي يتراجع فيها المرض وهي اسبوعان فقط .

 

أما بقية ما تم تناوله في الاعلان فحدّث ولا حرج، حيث اشار إلى أنه يمكن تطويل الشعر وإنباته بمعدل ثلاثة إنشات، وذلك خلال 21 يوماً، وامتدت الادعاءات لتصل إلى علاج الصلع والسمنة والنحافة والحساسية الجلدية وكريمات التجميل .

 

ومن الأمور التي تثير الاستهجان عدم تورع صاحب الإعلان عن تضمينه للاكتشافات المتوالية التي على ما يبدو أنها تفوقت على الأبحاث العالمية التي يتم إجراؤها لاكتشاف علاج للبهاق والصدفية .

 

إلى جانب ذلك تجاوز الإعلان حدود الادعاء والافتراء إلى درجة التعدي على القوانين المفروضة من قبل الرخص التجارية والتي تحظر في الإعلانات، التي لابد من عرضها عليهم قبيل الطبع، تضمينها للفظ الجلالة وهو ما تم ادراجه لأكثر من مرة مثل “احتلت المراكز الأولى والحمد لله” و”بفضل الله تعالى توصلنا إلى علاج”، وغيرها من الكلمات المتبوعة بلفظ الجلالة وهو ما يشير في نفس الوقت إلى أن الإعلان لم يتم عرضه على الجهات المعنية المخولة بمنح تصريح لنشره . بالاضافة إلى ذلك قامت الجهة المعلنة بنشر الإعلان في الأسواق والمباني السكنية متجاهلة القوانين التي تؤكد ضرورة توصيل الإعلان بواسطة البريد أو التعاقد مع مؤسسات أو صحف محلية أو إعلانية لنشرها من خلاله .

 

وأطلعت “الخليج” أوساطاً طبية على الإعلان، حيث أكدت أن المعلن استخدم بعض الالفاظ التي يحظر استخدامها في الأوساط الطبية خاصة مع بعض الأمراض مثل علاج فوري لمرض التهاب الكبد الوبائي، كما أكدت هذه الأوساط أن الأبحاث العالمية مازالت جارية بهدف التوصل إلى علاج لأمراض الصدفية، والبهاق، وهو ما أدعى توصله إليه .

 

وقالت “إن الإعلان يمكن اكتشاف ادعاءاته بسهولة من قبل الأطباء المتخصصين، وذلك لتنافي العبارات التي تم تضمينها مع الواقع العلمي مثل تطويل الشعر بمعدل 3 إنشات، وغيرها من العلاجات التي توصلوا إليها  على حسب افترائهم” .

 

وأشارت الأوساط إلى أن هذه النوعية من الإعلانات تشكل خطورة على صحة وسلامة المجتمع خاصة في حال استخدام أدوية عشبية غير مناسبة أو ملائمة لصحة الفرد، مما قد يتسبب في تفاقم الحالة أو انتكاستها .

المصدر : الخليج 26 اكتوبر 2010

Related posts