خريجات “الإنجاز” من كليات التقنية العليا في رأس الخيمة، صدمن بعدم اعتراف إدارة الكلية وقوانين وزارة التعليم العالي بشهادتهن التي لا يمكن معادلتها، أو إكمال الدراسة فيها، فيما يتحتم عليهن البدء من جديد، على غرار خريجي الثانوية العامة، والأولوية في هذه الحالة تكون للجدد .
نورة سيف، إحدى الخريجات، قالت: “أردت أن أكمل تعليمي في كليات التقنية العليا أو جامعة الإمارات، قبل أن يخبرني المسؤولون فيهما أن شهادة الإنجاز التي أحملها، غير معتمدة، ولا تحتسب ضمن المواد العلمية في مؤسسات التعليم العالي، رغم أننا من خريجات الكلية، ولم يخبرنا أحد بهذا المصير من قبل” .
تضيف: “كنت أكمل الدبلوم المتوسط، وأجبرتني ظروف شخصية على التوقف عن الدراسة، بعد أن استشرت مسوؤلات في الكلية أكدن لي أنني أستطيع أن أكمل دراستي لاحقاً، وبقي لي حينها مساق اللغة الإنجليزية والتدريب العملي، لكني تفاجأت حين عزمت على العودة ومتابعة الدراسة، أن السنوات التي قضيتها في الكلية لن تحسب لي، وعليّ أن أبدأ من جديد، بشكل أتساوى فيه مع خريجي الثانوية العامة” .
إمارة رأس الخيمة تخلو من الجامعات الاتحادية، ولا توجد فرصة للتعليم العالي متاحة أمام الطالبات من الأسر المواطنة ذات الدخل المحدود، سوى في كليات التقنية، التي أنشئت لتخريج كوادر فنية وإدارية إماراتية لسوق العمل .
عائشة الشحي، خريجة دبلوم من كليات التقنية العليا في رأس الخيمة، قالت: “القوانين غير واضحة في الكلية، وتتغير بين فترة وأخرى، بينما في جميع الكليات والجامعات يتدرج الطالب في الدرجات العلمية، من الإنجاز إلى الدبلوم ثم الدبلوم العالي ثم البكالوريوس، أما في “التقنية” فتحذف كل الدرجات، ويقول المسؤولون إن لكل طالب فرصة واحدة فقط لأخذ أي شهادة، سواء أكانت إنجازاً أم دبلوماً أم البكالوريوس، وتعطى الأولوية لخريجات الثانوية العامة الجدد، وإذا كان هناك كرسي شاغر يمكننا إكمال الدراسة، أما إذا لم يوجد تضيع علينا فرصة استكمال دراستنا” .
تضيف: “طلبوا مني شروطاً صعبة حين أردت أن أكمل دراستي، منها أن أحصل على درجة 5 .5 في اختبار (الآيلتس)، ويكون المعدل أكثر من 5 .2 درجة، وتمكنت من اجتياز امتحان الآيلتس، وحصلت فيه على درجة ،6 ومعدلي التراكمي كان أكثر من 3 درجات، وقيل لي إن سنة واحدة فقط ستحسب لي، مع أني درست 3 سنوات “عامان إنجاز، وعام دبلوم متوسط” وعلي إكمال 4 سنوات بكالوريوس أخرى، أي أن إجمالي ناتج العملية الدراسية يصل إلى 7 سنوات” .
وتكمل: حين بدأ العام الدراسي اكتشفت أن المادة العلمية التي أدرسها هي ذاتها مادة الاختبار، التي حصلت فيها على درجة عالية، وحين استفسرت عن السبب، قيل لي إنني حصلت في إحدى المواد في الاختبار على 5 .،4 ولابد أن أنال في كل أجزاء الاختبار على درجة لا تقل عن ،5 وقتها فضلت عدم إكمال الطريق .
سلطان حسين كرمستجي نائب المدير الأكاديمي في كليات التقنية العليا يؤكد أن الكلية طورت من مستوى نوعية التعليم فيها، ولم تعد تدرس الإنجاز حالياً، وسبق أن خرجت الكلية دفعات من الطالبات يحملن شهادة الإنجاز التي تؤهلهن لسوق العمل، ومن الصعب أن يتم معادلة ما درسن في الإنجاز مع متطلبات البكالوريوس المختلفة .
وأوضح أن الكلية حالياً تطرح نوعين من البرامج الدراسية: البكالوريوس والدبلوم المتقدم، حيث يختار الطالب أن يدرس عامين لإتمام شهادة الدبلوم المتقدم أو 4 سنوات لإتمام البكالوريوس، وخريج الإنجاز يمكنه اختبار لغته الإنجليزية بناء على خبرته السابقة في الدراسة باللغة الإنجليزية، والحصول على معدل 5 في اختبار “الآيلتس”، واجتياز اختبار الرياضيات، ليتمكن من الدخول للكلية مباشره، والبدء من جديد والاختيار بين الدبلوم المتقدم أو البكالوريوس .
مصدر مسؤول في كلية التقنية العليا برأس الخيمة أكد أن برنامج الإنجاز غير معترف به حالياً، وألغي من الكلية عام 2003 تقريباً، وألغي الدبلوم والدبلوم العالي قبل عامين تقريباً، وحالياً يستكمل تدريس آخر دفعة من برنامج الدبلوم العالي، إذ تحول نظام الكليات من الدبلوم العالي إلى البكالوريوس، واختلف نظام التعليم الأساسي، وأصبح مستويات عدة، يكملها الطالب في عامين، وإذا كان مستواه ممتازاً في اللغة الإنجليزية، يمكن أن يجتازه في نحو 6 أشهر .
وأوضح أن الكلية خرجت دفعات عديدة من خريجي شهادة “الإنجاز”، خلال فترة كان سوق العمل يحتاج فيها لتلك الكوادر المواطنة، من أصحاب الخبرات والمهارات المحدودة، فيما يتوجب على طلبة الدبلوم حالياً الحصول على شهادة اختبار الآيلتس بدرجة ،5 إلى جانب نيل شهادة السيبا المتعلقة بالرياضيات، ومن ثم يدرسون 4 سنوات بكالوريوس .الخليج
