احتفاء جماهيري بــ «سيف» الفجيرة

تمكنت أحدث البطولات التراثية المحلية المقامة في الفجيرة، وهي بطولة «السيف» من تأكيد جماهيريتها فور انطلاقها، إذ حصدت المنافسات بين المتسابقين نحو 33 ألف صوت سعى أصحابها إلى المشاركة في تحديد هوية المتأهلين إلى الدور الثاني، فيما كلفت قناة «سما دبي» طاقماً إعلامياً بتغطية الحدث ونقل وقائعه على الهواء مباشرة، لتصبح فقراته بمثابة سهرة تراثية مساء كل جمعة على شاشة القناة، تجمع ما بين الإبحار في فنيات «المزافن» الذي يقوم على مهارة التحكم بالسيف المختلفة والمنازلة بواسطته، فضلاً عن فقرات شعرية وغنائية مصاحبة. وأكدت اللجنة المنظمة للبطولة على إعداد فعاليات تراثية وترفيهية يومية استجابة لجاذبيتها المتوقعة للأسر والعائلات، وبصفة خاصة خلال إجازة عيد الأضحى المبارك.

البداية التقليدية لجولة «المزافن» بين متنافسين يحمل كل منهما سيفه كانت شديدة الجذب في الجولة الثانية، عبر ما يسمى «الندبة»، وهي أصوات يصدرها كل منافس بحيث تبدو مسموعة لمناصريه في المحيط الصحراوي وهي البيئة التي نشأ فيها هذا الفن الذي عُرف في التجمعات المستقرة بالقرب من رؤوس الجبال في الفجيرة ورأس الخيمة والشارقة، قبل أن ينتشر في سائر إمارات الدولة.

وأكد الشيخ عبدالله بن سيف الشرقي رئيس اللجنة العليا المنظمة للبطولة لـ«الإمارات اليوم» أن النية تتجه إلى تحول البطولة إلى تقليد سنوي يحتفي بأحد أهم الفنون التراثية المرتبطة بالهوية الوطنية، هو فن «المزافن».

وطبقاً لدرجات لجنة التحكيم وتصويت الجمهور تأهل عن الجولة الأولى كل من المتسابقين: عدنان راشد، وسليمان بن علي الشحي عن الحلقة الأولى، بعد أن نال الأول نسبة 28٪ من تصويت الجمهور عبر الرسائل القصيرة، فيما نال الفائز الثاني نسبة 26٪ من إجمالي الأصوات التي شارفت على 33 ألف صوت.

بداية منافسات هذه الحلقة كانت مع الثنائي سالم أحمد محمد راشد الحبسي ومحمد بن علي بن راشد الشحي اللذين قدما أداء لافتاً، استحق الأول مجموع درجات بلغ 25.50 نقطة، فيما استحق الثاني 26 نقطة، ليقدم بعد ذلك الثنائي الثاني هزاع سليمان، ومحمد راشد سعيد، أداء نال استحسان الجميع على إيقاع أغنية «السيف» بصوت الفنان حسين الجسمي، إذ نال الأول 29.60 نقطة وهي الدرجة الأعلى حتى الآن، فيما نال الثاني 25 نقطة، ليتخلل هذه المنافسات استراحة شعرية مع الشاعر الإماراتي حمدان الدرعي، الذي أكد أن التسري بالسيف يعد من المنافسات الصعبة، مقدماً مجموعة من الأبيات الخاصة، قبل أن يقدم قصيدته التي حملت عنوان «قصة وطن» التي تفاعل معها جمهور الحصن الذي احتشد لمتابعة هذه البطولة.

بعد ذلك تابع المتسابقون تقديم عروضهم أمام لجنة التحكيم، حيث قدم كل من: علي راشد سعيد حميد اليماحي وسلطان عبدالله الشحي أداءهما لينال الأول 28.5 نقطة، والثاني 24.5 نقطة، فيما اختتم كل من المتسابقين: محمد حسن علي الكمزاري وأحمد بن راشد بن أحمد الشحي أداءهما وسط حماسة الجمهور لينال الكمزاري 24 نقطة، والأخير 24.5 نقطة.

وإلى جانب الأجواء الحماسية والشعرية، قدمت الفنانة ميثا أغنيتين، قبل أن تختتم منافسات الحلقة الثانية بانتظار نتائج تصويت الجمهور ونهاية المرحلة الأولى التي ستسمر على مدى الأسابيع الأربعة المقبلة للوصول إلى الجولة الختامية التي سيتوج فيها الفائزون بهذه البطولة التراثية.

يذكر أن اللجنة العليا المنظمة للبطولة رصدت العديد من الجوائز المهمة، وسينال الفائز الأول سيفاً ذهبياً وسيارة و100 ألف درهم، والفائز الثاني سيفاً فضياً و60 ألف درهم، والفائز الثالث سيفاً برونزياً و40 الف درهم، فيما سينال الفائزون من الرابع إلى الثامن 10 آلاف درهم.

توقيت مثالي

قال الشيخ عبدالله بن سيف الشرقي رئيس اللجنة العليا المنظمة لبطولة «السيف»، لـ«الإمارات اليوم، إن «اللجنة تعاملت مع توقيت انطلاقة البطولة بشكل خاص بدقة واهتمام شديدين بسبب قناعتها بأن الحضور الجماهيري وتفاعل الجمهور مع منافساتها هو المعيار الأول لنجاح البطولة»، مضيفاً «أعتقد أن المساحة الزمنية لمنافسات (السيف) تمتلك مقومات جذب كثيرة منها اعتدال الطقس، وتضمنها إجازة رسمية طويلة ممثلة في إجازتي عيد الأضحى واليوم الوطني، فضلاً عن اختيار يوم الجمعة من كل أسبوع موعداً لمنافسات البطولة التي يرافقها الكثير من الفعاليات التراثية المصاحبة».

وأشار إلى انفتاح البطولة بعد انتهاء دورتها الأولى على مختلف آراء وأفكار تطويرها، مضيفاً أن «صون التراث والحفاظ على أحد الفنون الأدائية المتوارثة، بالإضافة إلى بعديه الثقافي والجمالي، يبقى مهمة شديدة الصلة بمطلب الحفاظ على الهوية الوطنية التي يوجه إليها دائماً صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، وسمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي ولي عهد الفجيرة».

المصدر : الامارات اليوم 14 نوفمبر 2010