محمد الحمادي 25 عاماً مدرباً لصقور زايد ويملك 10 من «الأحرار» و«الشاهين»

موقع الطويين  : البيان

يعشق رياضة الصيد بالصقور، ويعرف أجود أنواعها وألوانها، ويدرب الجوارح منها حتى تصبح وديعة مطيعة للأوامر، مسكون بالمحافظة على تراث الأجداد وإحياء ملامح حياة الصحراء التي تغنى بها الشعراء، شارك في معظم مسابقات الصيد بالصقور داخل وخارج الدولة، إضافة إلى المشاركة في المعارض التي تنظمها المدارس والجامعات للتعريف برياضة الصيد بالصقور وتحبيبها للطلبة، لازم المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في حله وترحاله، حيث عمل لديه مدرباً لصقوره بمركز زايد لتدريب الصقور لأكثر من 25 عاماً، يجيد التعامل مع الصقور بمختلف أنواعها وأجناسها، وأهما الحر والشاهين.

ذكرياته مع الرياضة، وأحاديثه عن عبق الماضي لا تنتهي، يؤكد أن الصيد بالصقور من أفضل هوايات الشيخ زايد رحمه الله، حيث كان يوزع لكل صقار ما بين 300 350 صقراً.

المواطن محمد خماس عبد الله الحمادي التقته (البيان) خلال مهرجان التراث الذي أقيم بالمركز الثقافي بأم القيوين، وشاركت فيه 22 جمعية مهتمة بالتراث وتبارت فيما بينها، حيث شارك الحمادي بعرض أجود أنواع الصقور أمام الحضور، يقول الحمادي إنه عمل 25 عاماً مدرباً لصقور الشيخ زايد، ومرافقاً له في كثير من رحلاته داخل الدولة في بينونة، وخارجها في المغرب وباكستان ولبنان، ما أكسبه العديد من الخبرات التي أهلته للمشاركة في كافة المسابقات التي تقام بمختلف إمارات الدولة، وأهمها مسابقتا زايد بن حمدان في المنطقة الغربية، ومسابقة حمدان بن محمد بن راشد (فزاع)، إضافة إلى المشاركة في مهرجانات الصقور المحلية والخارجية .

ويضيف الحمادي أن الشيخ زايد – طيب الله ثراه – كان مولعاً برياضة الصيد بالصقور، ووفر كل الدعم لهذه الرياضة التي تعتبر من الموروث الشعبي للإمارات، وجزءاً أساسياً من ثقافة المجتمع، مبيناً أن الوالد زايد كان يشجع على إحياء جميع عناصر الثقافة الشعبية،ولذلك قام سموه بتشييد مركز الشيخ زايد لتدريب الصقور.

أنواع مختلفة

وتحدث الحمادي عن أنواع الصقور، مبيناً أن أجودها الصقر الحر الذي يمتاز بكثرة ألوانه، وبكبر هامته، وكيف أن له مكانة خاصة في نفوس الصيادين والمدربين ومحبي الطيور الإماراتيين، حيث يعشقون لونه الأبيض، إضافة إلى صقر الجير الذي يقول إنه يعد من أفضل أنواع الصقور النادرة، لأنه يتميز بسرعته في صيد الفرائس، مبيناً أن من أنواع الصقور في الإمارات أيضاً ما يسمى بالقرموشة، والذي يتميز بطول منقاره وصغر رأسه، وكذلك الصقر الشاهين الذي يمتلك 10 منه، إضافة إلى تهجين نوعين من الصقور نصفها حر ونصفها الآخر شاهين.

عملية التدريب

وعن عملية تدريب الصقور، يبين الحمادي أنها عملية شاقة لا يجيدها إلا الصقار الحاذق الذي يمتلك فنوناً ومهارات عالية في التعامل مع الصقور، وهي تتدرج في مراحل وتكسب المدرب إيجابيات عديدة، أبرزها الصبر والجلد خاصة بالنسبة للصقر الوحشي الذي يصطاد من البر، فيجب على المدرب في المرحلة الأولى أن يضع قناعاً على عينيه حتى لا يراه، ثم يطعمه بيديه، ويظل ملازماً له في الأسابيع الأولى لتنشأ علاقة بينهما، وذلك من خلال تقييده بحبل حول قدميه ليتعلم كيف يقف على ذراع الصقار والمدرب، ثم تبدأ بعد ذلك المرحلة الثانية، وهي عملية التعليم، وتكون بإطلاق نوع من طيور الحبارى ثم يطلق الصقر خلفها ليتمكن من اصطيادها ، ثم المرحلة الأخيرة، وهي إطلاق الصقر في الطبيعة .

رياضة عربية

ورد في الكتب القديمة أن أول من صاد بالصقر بعد تدريبه وتعليمه هو الحارث بن معاوية بن ثور بن كندة، وتروي تلك الكتب قصصاً مختلفة حول هذه الريادة، وأكثرها شهرة القول إن الحارث وقف ذات يوم عند صياد ينصب شباكه لصيد العصافير، فشاهد أحد الصقور ينقض على عصفور تعلق بالشباك، وهنا أمر الحارث بأن يأتوا له بالصقر، فأخذه ووضعه في بيته وخصص له من يطعمه ويعلمه الصيد، ومنذ ذلك الوقت عرف العرب الصيد بالصقور، وأصبحت لهذه الرياضة عاداتها وتقاليدها وآدابها وأنواعها، من حيث سرعة الصقور، وقدرتها على الطيران أو المناورة أو الانقضاض، أو الصبر على الطعام، كما وضعوا خططاً وأساليب للصيد بالصقور وتدريبها وتعليمها، مازالت تشكل حتى هذه اللحظة أبرز خطوط وملامح هذه الرياضة.