4 آلاف و236 مزرعة في إمارة الفجيرة …المحاصيل الصيفية في مزارع الفجيرة تنوع أكثر وعائد اقتصادي أفضل

تشهد مزارع المنطقة الشرقية خلال فصل الصيف، انتعاشاً وحركة أكثر من المعتاد، مع حلول موعد حصد المزارعين المحاصيل الصيفية التي تعود بأرباح مادية جيدة لأصحاب تلك المزارع.

 ويؤكد المزارعون أن المحاصيل الزراعية الصيفية، وعلى رأسها الرطب والمانجو، تحقق عائداً اقتصادياً جيداً، إلى جانب الأهداف المرجوة من الاستثمار في الزراعة.

 من جهته، قال علي المنصوري “صاحب مزرعة” إن الموسم الزراعي الصيفي غني بالمنتجات الزراعية المتنوعة، حيث تنتج المزارع الثمار المختلفة من الفواكه والخضراوات، والتي يستمر إنتاجها أشهراً عدة، ومن أبرز الفواكه الصيفية التي تنتجها مزارعنا، التين والرمان وثمرة الجوافة، والبطيخ والشمام والتوت المحلي وغيره.

  يضاف إلى ذلك، أنواع متعددة من الخضراوات، مثل الطماطم والبطاطس والكوسا والخيار والرويد والجرجير ، إضافة إلى أنواع أخرى.

ورأى المواطن سالم محمد “صاحب مزرعة” أن إنتاج المزارع من الرطب والمانجو يعود على المزارعين بعائد مادي يعوضهم عن تكلفة الإنتاج والاهتمام بالمزرعة ورعايتها طوال العام، حيث يستفيد المزارعون من بيع الأنواع المختلفة طوال أشهر الصيف بشكل شبه يومي، إضافة إلى استفادتهم من مشاريع تسويق الرطب التي تتبناها الدولة، علماً بأن المزارعين يستعدون حالياً لبداية موسم الرطب الذي يتوقع أن يبدأ بعد أسابيع.

 وتعتبر أنواع المانجو التي تنتجها مزارع المنطقة الشرقية من أفضل أنواع المانجو محلياً على مستوى الدولة، وتشهد إقبالاً كبيراً بمجرد عرضها في الأسواق المحلية وعند الباعة المتجولين، علماً بأن موسم قطف المانجو يبدأ فعلياً منتصف الشهر المقبل.

 من جانب آخر، قال الآسيوي محمد “بائع خضراوات” في سوق البدية، إن معظم محال السوق تزخر بأنواع مختلفة من الخضراوات والفواكه المحلية، ومنها المانجو الأخضر التي تقطف قبل نضوجها وتشهد إقبالاً كبيراً من ربات المنازل، حيث يقمن بتجهيز المخلل و”الآجار” منها، إضافة إلى الليمون والبطيخ والتين، علاوة على أنواع الخضراوات المحلية مثل الخيار والطماطم والأوراق الخضراء التي يزودنا بها أصحاب المزارع بشكل شبه يومي.

 وبدورها، وجهت وزارة البيئة والمياه، المزارعين وأصحاب المزارع، بالعمل بمنهجية مدروسة في ري مزارعهم خلال فصل الصيف، وذلك بهدف التصدي لانخفاض مناسيب المياه الجوفية في الآبار في الفترة المذكورة.

 وأكدت الوزارة ضرورة ترشيد استهلاك مياه الري على مدار العام، خاصة في فصل الصيف، كما حثت المزارعين على التقليل من الزراعات الصيفية، مع مراعاة القيام بعمليات الري في ساعات الصباح الباكر أو عند مغيب الشمس، وذلك لتقليل نسبة الفاقد من التبخر للمياه.

 وأشارت وزارة البيئة والمياه إلى أن فصل الصيف يتميز بارتفاع كبير في درجات الحرارة، وبالتالي زيادة معدل التبخر، إضافة إلى ارتفاع معدلات النتح من أسطح أوراق النباتات والأشجار، ما يؤدي إلى زيادة الطلب على المياه لتعويض الفاقد منها ولتغطية احتياجاتها المائية.

 وأشارت وزارة البيئة والمياه إلى انخفاض مناسيب المياه في فصل الصيف بسبب الضخ المرتفع للمياه بغرض ري المحاصيل، في ظل ضعف التغذية للمياه الجوفية والعمل على تقليص الفترة بين “الريات” والفترة الزمنية لـ “الرية” الواحدة للحفاظ على نمو جيد للمزروعات من محاصيل وأشجار، ما يقلل من مخاطر التعرض للجفاف، خاصة في التربة الرملية.

وشددت الوزارة على أهمية استخدام أنظمة الري الحديثة، مع اتباع التعليمات والنصائح الإرشادية للممارسات الزراعية السليمة، وذلك من خلال زيارات المرشدين والمختصين.

 إلى ذلك، قامت وزارة البيئة والمياه بتنفيذ معرض “بيئتي مسؤوليتي الوطنية” الرابع، والذي عقد في أبريل الماضي، تحت شعار “الحياة في المياه”، للتعريف بأهمية المياه ودورها وطرق ترشيد استهلاك المياه، وذلك في سبيل المحافظة على الموارد المائية والحد من استنزافها المفرط.

 جدير بالذكر، أن إمارة الفجيرة تضم 4 آلاف و236 مزرعة، وتغطي مساحة 51 ألف دونم، وذلك حسب إحصائيات وزارة البيئة والمياه لعام 2011، التي أعلن عنها مركز الفجيرة للإحصاء، حيث أكدت الإحصائية أن المساحة المزروعة في إمارة الفجيرة تضم 47 ألف دونم.

 أنواع المحاصيل وترشيد المياه

 دعت وزارة البيئة والمياه إلى تقليص زراعة المحاصيل الموسمية ذات المردود الاقتصادي المتدني أو تلك التي تتميز باستهلاكها العالي للمياه، مثل البرسيم “الجت” والرودس، والاعتماد على محاصيل ذات كفاءة عالية لاستخدام المياه، مع وضع برنامج وفق الاحتياج الفعلي للمزروعات الدائمة من الأشجار المثمرة والنخيل من خلال استخدام أنظمة الري الحديثة، ومنها على سبيل المثال الري بالتنقيط والري بالفقاعات، والتي تسهم في خفض معدل استهلاك المياه بنسبة تتراوح بين 60 و70%، مع الالتزام بالاحتياجات المائية الفعلية لأنواع المحاصيل المختلفة ومراحل النمو في كل منها، والتي تلعب كبيراً دوراً في الحصول على منتج عالي الجودة والنوعية.

Related posts