“أم سعيد” طبيبة شعبية بخبرة 30 عاماً ورثت مهنتها عن زوجة والدها

موقع الطويين : الخليج – حصة سيف

274 امرأة من مختلف إمارات الدولة كشفت عليهن “أم سعيد” خلال 8 أشهر، ووصفت لهن دواء شعبياً أو مسحتهن أو استخدمت الكي في علاجهن، أو “الخبانة” .

وحلاوة خميس سعيد (55 عاماً)، المعروفة ب”أم سعيد” طبيبة شعبية من منطقة الطويين في الفجيرة، بدأت تعالج النساء قبل أن تتزوج ولم تكن تجاوزت الأربعة عشر عاماً من عمرها، كانت تتعلم من أمها وزوجة أبيها التي كانت ترافقها في كل مكان تذهب اليه لمعالجه النساء، وتسمع منها ملاحظاتها والحوارات التي تدور بينها وبين المريضات .

كانت “أم سعيد” تمسح وتحدد مكان الألم قبل أن تتزوج، وبعد أن تزوجت بدأت تستخدم “الخبانة” وهي حجامة جافة تستخدم فيها إناء فخارياً وتوقد قطعة فحم و7 حصوات، وتوقد فيها النار، ومن ثم توضع في الإناء، وهو مقلوب على المكان المحدد للخبانة . والضغط الناتج عن الحرارة، يجعل الإناء ملتصقاً بالجسم، وتحركه المختصة وفقاً لخبرتها في علاج مكان الألم، كما تستخدم الكي في علاجها . وتقول “أم سعيد” إن معظم النساء اللواتي قدمن لمعالجتهن كن يعانين تأخر الحمل والأعصاب، والأمراض الحالية التي بدأت تنتشر كالتكيسات في الرحم . كما أنها ترفع لوز الأطفال الملتهبة في علاج يسمى شعبياً ب”الترفيع” .

وتضيف: الأمراض كثيرة بسبب قلة الحركة وكثرة الأكل، وهما السمة البارزة في نساء اليوم، فيما كن سابقاً يعملن أكثر ويتحركن، ويأكلن الطعام الطازج الذي يصنعنه بأيديهن .

تقف “أم سعيد” أمام صندوقها القديم الذي يعد صيدليتها، إذ وضعت فيه جميع أدواتها ومكوناتها العشبية، والأدوات التي تحتاجها في العلاج في مجلس منزلها، أول ما أظهرته أدوات “الخبانة”، أما الأدوات والأعشاب الأخرى فكانت المر، والعنزروت، و”الحلبة”، وأصابع الكركم غير المطحونة، والحرمل والقرط والقسط وجوز الطيب والشوارن وملح العريفي، وهو ملح طبيعي غير مطحون، وسدر مطحون وكذلك حناء، وغيرها من الأعشاب، والمكونات . وتوصف تلك الخلطات لعلاج الصداع والالتهابات وأمراض الأطفال كالإسهال وغيرها من الأمراض .

ولدى “أم سعيد” 10 أبناء منهم 7 بنات، تعلم إحداهن حالياً لترث منها حرفة التداوي الشعبي، تقول: اتذكر امرأة تدعى “أم محمد” كانت متزوجة من 15 عاماً ولم تنجب، نادتها إحدى النساء بأم محمد، فبدأت تبكي وتقول اين محمد متى سيأتي؟، فمسحتها وخبنتها ورزقت بطفل سمته محمداً، وما زالت تتواصل معي لتشكرني .

وتضيف: لا اتقاضى أجراً، إلا ممن رغب في مكافأتي حسب مقدرته . وتعرف “أم سعيد” مواقع المعدة والكبد والطحال وأجزاء الجسم الداخلية، رغم أميتها اعتماداً على خبرتها في عملها التي امتدت 30 عاماً .

تشارك “أم سعيد” في المعارض والمناسبات، وأخذت بنصيحة تلقتها من خلال مشاركتها في المعارض والمهرجانات التراثية بأن توثق أعداد النساء اللواتي تعالجهن ومكان إقامتهن وعددهن 274 امرأة، خلال 8 أشهر، بدءاً من فبراير/شباط الماضي، وتضع أم سعيد دفتر مرضاها في صندوقها الذي تحتفط فيه بأدواتها وأعشابها الطبية .

 كما تعمل “أم سعيد” بالأشغال اليدوية التراثية التي تبدع فيها .

Related posts

One Thought to ““أم سعيد” طبيبة شعبية بخبرة 30 عاماً ورثت مهنتها عن زوجة والدها”

  1. ام موزه

    حد يعرف رقمها

Comments are closed.