موقع الطويين : البيان
أكدت خولة المعلا وكيل وزارة التربية والتعليم المساعد لقطاع الأنشطة والبيئة المدرسية في تصريح خاص لـ”البيان” أن الوزارة تدرس حالياً تنظيم معسكر دائم للطلبة المتفوقين والموهوبين في مادة الرياضيات.
بهدف تعزيز قدراتهم وصقل مهاراتهم لتأهيلهم علمياً ونفسياً للمشاركة في مختلف المسابقات الإقليمية المتخصصة في ذات المجال وتحديداً اولمبياد الرياضيات الخليجي في دورته الثانية المقرر عقدها في أبريل المقبل بمملكة البحرين الشقيقة بعدما تمكنت الدورة الأولى من الاولمبياد التي انطلقت من الإمارات خلال العام الدراسي الماضي من تحقيق نجاح ملحوظ وزخم واسع دعا جميع الدول الأعضاء بمكتب التربية العربي للمطالبة بعقد الاولمبياد سنوياً بدلاً من كل عامين، بهدف تعزيز التواصل وروح التنافس الإيجابي بين طلبة دول مجلس التعاون الخليجي.
إضافة إلى المساهمة في إثراء المناهج الدراسية وتطوير التعليم، وكذلك لاكتشاف المزيد من الطلبة المتفوقين والمبدعين في ذات المجال، لافتة إلى أن الفترة المقبلة ستشهد تشكيل فريق طلابي مصغر من المتفوقين في مادة الرياضيات بكل منطقة تعليمية تحت إشراف موجهي ومعلمي الرياضيات الذين تم تدريبهم لذلك الغرض لتكون تلك الفرق بمثابة نواة لتأسيس فريق وطني قادر على المشاركة بقوة في جميع المسابقات الدولية.
وأشارت المعلا إلى أن الوزارة تتعامل مع أولمبياد الرياضيات الخليجي باعتباره من بين أهم المسابقات التي يمكن من خلالها إعداد وتأهيل فريق وطني يمكنه المشاركة بفاعلية في المسابقات الدولية، خاصة وأنه يحظى بمنافسة حقيقية وايجابية بين عناصر طلابية واعدة تمتلك مهارات وقدرات إبداعية مذهلة يمثلون مختلف الدول الأعضاء بمكتب التربية العربي.
مؤكدة أن أولمبياد الرياضيات الخليجي في نسخته الأولى ساهم بشكل كبير في تعزيز التحصيل الدراسي لكثير من الطلبة سواء ممن تمكنوا من المشاركة أو ممن عقدوا العزم على المشاركة في النسخة الثانية منها لأنها كانت حافزا للكثير منهم ، مؤكدة أن المسابقات العلمية تعد بمثابة المسار الصحيح لتنمية دافعية الطلبة نحو التعلم.
دورات تدريبية
من جانبها أشارت شريفة موسى مديرة إدارة الأنشطة والمسابقات بوزارة التربية والتعليم إلى أن الوزارة تمكنت مؤخراً من تنظيم دورة تدريبية موسعة بالتعاون مع مكتب التربية العربي لدول مجلس التعاون الخليجي للمدربين الذين تم اختيارهم من قبل المناطق التعليمية .
بهدف تدريب الطلبة الذين سيتم اختيارهم من مختلف مدارس الدولة لإعدادهم وتأهيلهم للمشاركة في أولمبياد الرياضيات الخليجي في دورته الثانية، لافتة إلى أن تلك الدورة تعد أولى الخطوات التمهيدية في اطار الاستعدادات التي اعدتها الوزارة للمشاركة بفاعلية في الدورة الثانية من مسابقة الاولمبياد .
حيث تم وضع خطة موسعة مع الفريق المشرف على تأهيل فريق الإمارات الذي سيتم اختياره من بين طلبة المدارس عن طريق تصفيات صارمة تعتمد على القدرات الإبداعية للطلبة والذكاء والتركيز ومن المقرر اخضاع الفريق الإماراتي فور اختياره داخل معسكر تدريبي مكثف لصقل مهاراتهم وتدريبهم على حل المسائل الرياضية الأكثر تعقيداً حتى يتمكنوا من امتلاك الجاهزية الحقيقية للمشاركة والمنافسة بفاعلية في الاولمبياد.
مؤكدة أن الوزارة حرصت على اختيار أفضل العناصر من المدربين الذين تم ترشيحهم من قبل المناطق التعليمية في الدولة وفقاً لشروط عدة من أهمها أن يكون المدرب المرشح لديه قدرات إبداعية في حل المسائل الرياضية وأن يكون من معلمي المرحلة الثانوية والا يتجاوز عمره 50 عاماً ويفضل أن يكون من المعلمين المواطنين.
معايير الشفافية
وأكد عبد الرحمن بن عبد العزيز المرشد المنسق العام لبرنامج الأولمبياد بمكتب التربية العربي لدول الخليج أن المكتب حريص على استثمار النجاح الكبير لأولمبياد الرياضيات الخليجي في دورته الأولى التي عقدت العام الماضي بدبي تحت إشراف الوزارة.
حيث يتم حالياً تكثيف الاستعدادات اللازمة لانعقاد الدورة المقبلة من الاولمبياد في مملكة البحرين ، لافتاً إلى أن الورشة التدريبية التي تم تنظيمها في الإمارات للمدربين سيتم تعميمها في مختلف الدول الأعضاء بمكتب التربية العربي لدول الخليج.
بهدف النهوض بمستوى المسابقة وتعزيز القدرات الإشرافية للمدربين المعنيين بتأهيل الطلبة المشاركين في المسابقة، موضحاً أن الورشة التدريبية اهتمت بتدريب المدربين على أسئلة غير نمطية في الرياضيات شملت المجالات العقلية العليا لكون امتحانات الاولمبياد ستشمل فروع الرياضيات المختلفة كالجبر والهندسة ونظرية الاعداد والتركيبات .
ومن المقرر أن يتم إعداد الاسئلة وتصحيحها بواسطة فريق عالمي متخصص في ذات المجال من انجلترا لضمان الحيادية وأعلى معايير الشفافية في المسابقة سيتم مراجعة اسئلة المسابقة صباح يوم انعقاد المسابقة من قبل مكتب التربية العربي بحضور ومشاركة رؤساء فرق الدول المشاركة وأعضاء الفريق العلمي للأولمبياد.
وبعد تصحيح نماذج الاجابات من قبل اللجنة العالمية سيتم مراجعتها أيضاً من جانب رؤساء فرق الدول المشاركة ونوابهم الذين لهم الحق في المناقشة والاعتراض وإبداء الرأي على أي ملاحظة يرونها وذلك لضمان الحيادية الكاملة والشفافية المطلقة وضمان عدم الاعتراض على النتائج بعد إعلانها.
فوبيا الخوف
من جانبه أكد عبد الله أحمد جميع، معلم رياضيات بمدرسة سيف بن حمد الشرقي بالفجيرة واحد المدربين المواطنين الذين تم اختيارهم لتدريب الطلبة المرشحين للمشاركة في الاولمبياد، أن الاولمبياد الخليجي ساهم بشكل كبير رغم قصر عمره في تفعيل دور المؤسسات المعنية بتعليم الرياضيات بدول المنطقة وتمكن من اكتشاف الكثير من الطلبة المتفوقين والموهوبين في مادة الرياضيات من خلال التصفيات التي تم اجراؤها في مختلف مدارس التعليم العام بدول الخليج .
وهو ما دعا الكثير من المدارس بدول مجلس التعاون لاختيار العديد من الطلبة الذين لم يتمكنوا من المشاركة في الدورة الأولى من المسابقة ، لتبنيهم وتأهيلهم وصقل مهاراتهم بهدف المشاركة في دورات المسابقة القادمة وهو بدوره سيساهم بشكل كبير في تعزيز التحصيل الدراسي بغض النظر عن المشاركة في المسابقة من عدمه.
وأشار إلى أنه لاحظ بحكم احتكاكه بالطلبة إلى أن هناك نسبة ليست بقليلة من المتفوقين منهم يعانون من فوبيا الخوف من الامتحان أو المشاركة في المسابقات، لعدم قدرتهم على المواجهة ومن ثم فهم يعزفون عن المشاركة في المسابقات، لذلك لا بد من إخضاع مثل هؤلاء الطلبة لدورات تأهيل تمكنهم من كسر حاجز الخوف وتعزيز ثقتهم بالنفس، لتمكينهم من المواجهة والقدرة على التنافس، بهدف استثمار قدراتهم ومهاراتهم الكامنة.