متحف الفجيرة قصة حضارات

يعتبر متحف الفجيرة من أهم المتاحف الأثرية في منطقة الساحل الشرقي، لكونه يضم 2100 قطعة من المقتنيات واللقى الأثرية النادرة التي يعود تاريخها إلى ما قبل الميلاد، والعصور الإسلامية وصدر الإسلام وما بعد ذلك، وصولاً إلى العصر الحديث . والمتحف من أهم المزارات السياحية التي تحظى بإقبال كبير من قبل السياح والزوار من داخل الدولة وخارجها .

 

وتعد الآثار المعروضة في القسم الخاص بها في المتحف سجلاً يحكي قصة الحضارات القديمة التي توالت على أرض الفجيرة عبر عدة آلاف من السنين، يقع المتحف في مركز مدينة الفجيرة بالقرب من قلعة الفجيرة على تقاطع شارع النخيل مع شارع السلام، ويبعد حوالي 3 كيلومترات عن مطار الفجيرة باتجاه الشمال الشرقي لمركز المدينة .

 

أحمد خليفة الشامسي رئيس مجلس إدارة هيئة الفجيرة للسياحة والآثار، يقول: افتتح المتحف عام ،1991 بهدف تعريف الأجيال الحديثة بطبيعة الحياة في مجتمع الإمارات، خلال مرحلة ما قبل النفط، وتعريفهم بتاريخ الأمم التي عاشت على أرض الفجيرة، بالإضافة إلى إحياء تراث الآباء والأجداد، وتذكير الأجيال الجديدة بضرورة الحفاظ عليه، ويهدف إلى تنشيط الدور السياحي للإمارة، فهو من أكثر المواقع السياحية التي يؤمها السياح والزوار . وأضاف الشامسي أن المتحف يحتوي على قاعتين كبيرتين للآثار، وثلاث قاعات للتراث، موضحاً أن قسم الآثار يضم مجموعة من التحف الأثرية التي تعود إلى عصور قديمة، بينما يحتوي قسم التراث على المعدات والأدوات والعدد التراثية التي استخدمها أهالي الفجيرة . وأوضح أن المتحف يضم نماذج عدة تصور الحياة اليومية للأهالي في الماضي وتعرض للسائح بأسلوب فلكلوري تشويقي .

 

وأشار سعيد السماحي، مدير الهيئة، إلى أن المتحف يضم مقتنيات أثرية اكتشفت في إمارة الفجيرة، وتعود إلى العصر البرونزي قبل 4500 عام من بينها الحلي والأواني الفخارية . وقال: المكتشفات تعرض في المتحف بطريقة التسلسل الزمني، موضحاً أنها تتضمن مكتشفات موقع (البدية 2) الذي يعتبر أقدم المواقع الأثرية، ويحتوي على القطع الفخارية التي يرجع تاريخها إلى 2500 عام قبل الميلاد، وتدل على وجود صلة بحضارتي وادي السند، ووادي الرافدين، كما يضم أيضاً مكتشفات موقع (البدية 1) التي يعود تاريخها إلى الألف الثانية قبل الميلاد .

 

وأضاف: آثار الألف الثانية قبل الميلاد تعرض ضمن معروضات مدفن (قدفع 1)، وهو يشبه بشكله حرف (ص) بالإنجليزية، ويتكون من طبقتين للدفن، وباب ضيق من جهة الشرق، كان مغلقاً عند اكتشافه، ويعد هذا المدفن الذي اكتشف مصادفة من أكثر  وأغنى مدافن الخليج العربي من حيث مكتشفاته .

 

وأوضح السماحي أن المتحف يضم أيضاً مكتبة تحتوي على مجموعة من الكتب في الدراسات الآثارية المحلية والإقليمية والبحوث التاريخية وعلوم المتاحف والآثار، وأنه يصدر مجموعة من المطبوعات عن نتائج الحفريات ونشرات وكتيبات .

المصدر : الخليج 24 ديسمبر 2010

Related posts