الأهالي يطالبون بلجم خطورة شارع وادي كوب بالمطبات

 

أثار حادث وفاة مسن مواطن من أهالي منطقة وادي كوب الجنوبية النائية، الواقعة على بعد نحو 50 كيلومتراً من قلب مدينة رأس الخيمة، أبناء المنطقة الذين التقتهم “الخليج”، خلال زيارتها لهم يوم وقوع هذا الحادث المؤلم، وبالتحديد أثناء تغسيلهم لجثمان الفقيد، وقد طالبوا الجهات المختصة في دائرة الأشغال والخدمات العامة بضرورة الإسراع في تركيب مطبات على الشارع المؤدي إلى بلدتهم، ويقسمها إلى نصفين، حفاظاً على سلامتهم وسلامة أطفالهم من خطر التعرض لمثل هذه الحوادث المؤسفة . وأكد الأهالي أنهم كانوا قد تقدموا بطلب لدى إدارة المرور والترخيص برأس الخيمة قبل أشهر عدة من وقوع الحادث، للمطالبة بتركيب مطبات اصطناعية على الشارع الوحيد المؤدي إلى منطقتهم والمكون من مسرب واحد في كل اتجاه، حيث قامت الإدارة في حينها بإرسال لجنة تضم عدداً من المختصين للاطلاع على الوضع القائم في الشارع عن قرب، وتمت الموافقة من قبل اللجنة على إنشاء المطبات من خلال رسالة مشفوعة بتوقيع العقيد ناصر سالم مردد مدير إدارة المرور والترخيص برأس الخيمة، وتم تحويلها إلى دائرة الأشغال والخدمات العامة بالإمارة، إلا أنها قوبلت بالرفض من قبل الدائرة بداعي أن المطبات تشوه المظهر الجمالي العام، وأنها مظهر غير حضاري . 

 

علي سعيد المزروعي، أكد في بداية حديثه خطورة الشارع المؤدي إلى منطقة وادي كوب التي يعيش فيها نحو 900 نسمة ويتكون من مسرب واحد لكل اتجاه، ويقسم المنطقة إلى جزئين، حيث يوجد في أحد جزئيها أغلبية مساكن أبناء المنطقة، فيما يضم الآخر عدداً من المساكن وملعباً لكرة القدم يمارس فيه أطفال البلدة هوايتهم، ويمضون فيه أوقات فراغهم، باعتباره المتنفس الوحيد لهم . وأن خطورة هذا الشارع، الذي يربط وادي كوب بمناطق وادي العيم، وأذن، ووادي السدر التابعة لإمارة الفجيرة وغيرها من المناطق، يتمثل في تعريض حياة أطفال البلدة لخطر الدهس أثناء عبورهم الشارع باتجاه ملعب كرة القدم، المتنفس الوحيد لهم في ظل افتقار المنطقة لأية حدائق أو مراكز ترفيهية أو رياضية يقضون فيها أوقات فراغهم، إلى جانب افتقار الشارع للإنارة، ما يجعل السير فيه خلال الليل محفوفاً بالمخاطر التي تهدد حياة وسلامة مستخدمي هذا الشارع، معرباً عن أمله بأن تقوم الأقسام المختصة في دائرة الأشغال والخدمات العامة برأس الخيمة، بتركيب ووضع مطبات اصطناعية على الشارع، حفاظاً على أرواح الأهالي، ومنعاً لتكرار وقوع الحوادث المرورية .

 

من جانبه أشار سيف سعيد إلى تعرض طفله، الذي يبلغ من العمر سبع سنوات، لحادث دهس على شارع وادي كوب من قبل إحدى المركبات، إلى جانب وقوع عدد من الحوادث المرورية على هذا الشارع خلال السنوات القليلة الماضية، ما دفع به إلى مراجعة إدارة المرور والترخيص بالإمارة التي قامت بدورها بإرسال لجنة مختصة اطلعت على وضع الشارع ميدانياً، وأوصت بضرورة تركيب المطبات .

 

ولفت إلى أنه قام بالحصول على رسالة موقعة من العقيد ناصر سالم مردد مدير إدارة المرور والترخيص برأس الخيمة، موجهة إلى دائرة الأشغال والخدمات العامة بالإمارة، تدعوها لتركيب المطبات في الشارع المذكور، إلا أنه تم رفض هذا الطلب من قبل عبدالله يوسف رئيس الدائرة بدعوى أن المطبات تشوه المظهر الجمالي والحضاري لأي منطقة، حسب قوله، مشدداً على ضرورة الإسراع بتركيب هذه المطبات لضمان سلامة أبناء وأطفال المنطقة ومستخدمي الطريق، والحيلولة دون تعريضهم لمخاطر الإصابة أو الموت في حوادث مرورية . 

 

حل أمثل 

 

عبدالله سالم المزروعي أوضح أن الشارع يعد بؤرة مخاطر تهدد سلامة أهالي المنطقة، الذين يصل عددهم إلى 900 نسمة تقريباً، في ظل وجود منحنيات حادة وخطرة عليه، وافتقاره إلى أعمدة الإنارة، التي قد تخفف من وحشة الظلام الذي يلف المنطقة فور غياب الشمس، وتساعد مستخدمي الطريق من السائقين على الرؤية بشكل أوضح .

 

أما علي راشد، فقد لفت إلى أن تركيب المطبات على شارع البلدة قد يمثل الحل الأمثل الذي يحافظ على حياة مستخدميه من السائقين والمشاة على حد سواء، كون أن المطبات تجبر السائقين على تخفيف سرعاتهم، وبالتالي الحد من وقوع الحوادث، خاصة أن السرعة كما هو معروف تعد السبب الرئيس والأبرز لوقوع الحوادث المرورية .

 

وفي السياق ذاته، يرى مانع عبيد أن أي طفل أو شخص يحاول قطع الشارع من أحد جانبيه باتجاه الجانب الآخر يمر بحالة من الخوف والقلق من تعرضه لحادث مروري قد يودي بحياته، في ظل حيوية هذا الشارع، الذي يربط وادي كوب بالعالم الخارجي، ويؤدي إلى مناطق وبلدات مجاورة عدة، وهو ما يعكس أهمية وضع مطبات مقابل مساكن الأهالي، حماية لهم، ومنعاً لتكرار الحوادث المؤسفة التي كان آخرها مصرع أحد شواب المنطقة في حادث تصادم وقع بين سيارته وسيارة نقل “بيك أب”، وأن ما يزيد من خطورة الشارع انتشار الحيوانات السائبة فيه، وهذا يعد مفاجأة غير سارة للسائقين، وبالتالي وقوع الحوادث المرورية، إضافة إلى وجود منحنيات ومنعطفات حادة بالشارع، وافتقار الشارع للإنارة، ما يجعل منه حزمة من المخاطر التي تحيط بمستخدميه، مطالباً بحماية أرواح أبناء البلدة عبر تركيب المطبات الاصطناعية الكبيرة، وتزويدها بإشارات ضوئية لتحذير وتنبيه السائقين من وجودها .

 

علي عبيد أشار إلى إنقاذ العناية الإلهية لثلاثة أطفال من  أبناء بلدة وادي كوب، كادوا يتعرضون لحوادث دهس خلال عبورهم للشارع، إلى جانب وقوع حادثي دهس حيوانات سائبة، وحوادث تصادم في فترات مختلفة .

 

وأوضح أن تركيب مطبات على شارع المنطقة يعد مطلباً لجميع الأهالي، الذين يعتبرون الخاسر الأول والأخير في حال تعرضهم أو تعرض أحد من أبنائهم لأي حوادث مرورية، مستغرباً رفض دائرة الأشغال والخدمات العامة برأس الخيمة تنفيذ تركيب المطبات، على الرغم من موافقة الجهات المختصة في إدارة المرور والترخيص . 

 

رد رسمي 

 

عبدالله يوسف رئيس دائرة الأشغال والخدمات العامة برأس الخيمة، قال إن المطبات تتسبب في وقوع الحوادث المرورية ولا تحد منها، كونها تعيق حركة السير على الشوارع، إلى جانب أنها تعدّ مظهراً غير حضاري في دولة متقدمة كدولة الإمارات، بدليل عدم وجودها في العديد من بلدان ودول العالم المتقدم .

 

إنه في الوقت الذي يطالب فيه بعض الأهالي بتركيب مطبات، يأتي بعضهم الآخر للمطالبة بإزالتها، مما يوقع الدائرة في حيرة من أمرها، إلى جانب ما يسببه ذلك من خسائر مادية نتيجة كلفة تركيب أو إزالة المطبات، مؤكداً حرص الدائرة على تطوير شوارع الإمارة بما يتماشى مع مفهوم المدنية الحديثة، وبما يحافظ على المظهر الجمالي العام لرأس الخيمة ويحقق السلامة للمواطنين والمقيمين .

 

ودعا رئيس دائرة الأشغال والخدمات العامة الأهالي في مختلف المناطق إلى متابعة أبنائهم وأطفالهم للحيلولة دون تعرضهم للحوادث المرورية، وبالتالي الحفاظ على حياتهم .

المصدر : الخليج 24 ديسمبر 2010

Related posts