قصة بطعم الموت..المواطن جميع الهنداسي ..24 ساعة يصارع الأمواج وحيدا.. وينجو

موقع الطويين : البيان

بدأت الحكاية عندما أصاب الإعياء الصياد المواطن جميع راشد الهنداسي (42 عاما)، ما اضطره إلى أن يجلس على طرف المركب الذي كان في وضع التحرك، ليسقط بشكل مفاجئ منه في المياه العميقة ولينطلق وحيدا دونه بفعل الأمواج العالية، التي أصبحت حينها تتقاذف جسده كقطعة خشب في الاتجاهات المختلفة من حين لآخر، قصة بطعم الموت والوحدة وسباحة متواصلة لأكثر من 24 ساعة تقريبا اعقبت خروج الصياد الهنداسي لصيد القباب في صيف 1995 .

وأضاف: “كانت أوقاتا صعبة ومخيفة عشتها وسط البحر تائها وضائعا في صراع مع الموت، والقارب الذي أقلني يبعد عني كيلومترات عدة، إلا أنني لم أفقد الأمل “.

مشيرا إلى أنه كان يروي ظمأه بكميات قليلة من مياه البحر المالحة للبقاء على قيد الحياة أطول فترة ممكنة، ورغم الإعياء والبرد ومصارعة المياه والهواء كان يتذكر أفراد أسرته في كل دقيقة ويأمل في العودة إليهم سالما، حتى تقبل الله دعاءه، وكتب له السلامة بعدما شارف على الموت المحقق برحلة وصفها بـ “المشؤومة “، مؤكدا إلى أنها بالطبع مأساة حقيقية إلا أنها لم تردعه عن الخروج للبحر الذي يعشقه ، بل ساهمت في دفعه إلى اتخاذ إجراءات الأمن والسلامة دائما، فقد قام بعدها بتشغيل آسيويين لمساعدته في رحلاته للصيد.

و قال سليمان الخديم رئيس لجنة شؤون الصيد والصيادين في المنطقة الشرقية ورئيس جمعية صيادي الأسماك بدبا الفجيرة: ” من الغريب أن إشارات الاستغاثة لم تصله، حيث عثر على قاربه دونه، وكنا نعلم أن مرور أكثر من 24 ساعة تصعب مهمة العثور عليه، فنحن لم نستطع فعل أي شيء إلا الدعاء، إلا إنه وبمشيئة الله وفي عصر اليوم الثاني من جهود البحث تمكن قارب خرج للصيد من العثور عليه مصادفة دون أن يصيبه مكروه أثناء المرور في طريقه”، لافتا إلى أنها كانت مفاجأة للجميع أن يكون الصياد على قيد الحياة، فقد كان في حالة إعياء شديدة، وقد أشرف على الموت المحقق، ولم يصدق المواطن نفسه عندما شاهد مركب الصيد يقترب منه.

إجراءات أمان

وأشار الخديم إلى أن هناك إجراءات أمن وسلامة خاصة وضعتها قيادة حرس السواحل في المنطقة تتمثل في ضرورة مرور الصيادين على نقاط التفتيش سواء أثناء خروجهم أو بعد عودتهم من رحلات الصيد أو التنزه.

حيث يمنع حرس السواحل مراكب الصيد والنزهة من النزول إلى البحر إلا بعد استيفاء الاشتراطات الخاصة بالسلامة البحرية كتحديد عدد الركاب ومدى تناسبه مع حجم المركب وتشغيل جهاز التتبع وتوفير أطواق وسترات نجاة ووسائل اتصال وصيدلية إسعافات أولية وغيرها، لافتا إلى أن المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل يصدر نشرات يومية عن حالة الطقس والأحوال الجوية تمرر لكل نقاط التفتيش ومراكز حرس السواحل، ويبلغ بها الموانئ وجمعيات صيادي الأسماك، وهناك معايير وضعت للنزول إلى البحر وإذا اختلفت هذه المعايير يمنع منعا باتا النزول للبحر سواء للصيد أو النزهة.

مبينا إلى أن حرس السواحل في وضعية التأهب التام وتهيئة الإمكانات كافة التي تضمن أمن وسلامة الصيادين والمتنزهين ورواد البحر ولمواجهة أي طارئ، حيث إن لديه نقاط ثابتة للبحث والإنقاذ، إضافة إلى الأعمال والنشاطات التوعوية الميدانية من خلال توزيع مطويات إرشادية وتعريفية عن مخاطر البحر، مشيرا إلى الاجتماع السنوي من قبلهم مع رؤساء الجمعيات والصيادين بهدف تعزيز مفهوم السلامة البحرية وتوعية مرتادي البحر الالتزام بالتعليمات والتقيد بكل إرشادات السلامة البحرية والشاطئية.

Related posts