رسائل من عصر (1836 – 1909).. أساس العهد الماجد في رسائل زايد بن خليفة

gd_AEtOwB

موقع الطويين : الرؤية

توثيقية الرسائل لم تتجاوز يوماً أضابير التاريخ بوصفها مصدراً مهماً للمؤرخين والباحثين، ترفدهم بأدق التفاصيل عن حياة أصحابها والقضايا والدوافع التي كانت محور اهتمامهم وذات تأثيرية عميقة في مجتمعهم إبان المرحلة المعينة، وهذه الجوانب ربما لا تكون في المؤلفات وكتب التاريخ والمؤلفات الأخرى.

وفي فحواها الآخر إلى جانب مظهرها التوثيقي، تكمن أهمية هذه الرسائل في أنها تمثل مادة اجتماعية قيمة، إذ تصور حياة المواطن العادي قبل نحو مئة عام، وتعاملاته اليومية من تجارة، وزراعة، وعمران، فضلاً عن مرآة عاكسة للمحات من حياة الناس فيما يتعلق بالأمور الشخصية.

الرسائل التي بين أيدينا تتناول بواكير التاريخ الحديث للإمارات، وهي الرسائل المتبادلة بين الشيخ زايد بن خليفة وأعيان المجتمع آنذاك.

تولى الشيخ زايد بن خليفة مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي في يونيو سنة 1855 الموافق 1271 هجرية، بعد وفاة ابن عمه الشيخ سعيد بن طحنون، رحمه الله.

وتعددت رسائل الشيخ زايد بن خليفة إلى ابنه خليفة، وإلى أحمد بن هلال، وهو صاحب دور في ترسيخ دعائم حكم زايد بن خليفة في إمارة أبوظبي، واستطاع أن يرسخ علاقات وطيدة ومتينة بين الشيخ زايد بن خليفة وآل بوسعيد في عمان، إذ كان القطب الأساس بين البلدين. واستمر على هذه الوتيرة من الإصلاح وتنظيم الأمور حتى وفاة الشيخ زايد بن خليفة، رحمه الله.

وفي كتاب «رسائل من عصر زايد بن خليفة 1836 – 1909» الذي أعده وحققه سعيد محمد بن كراز المهيري، نقف على أن سيل الرسائل لم ينحصر بين الشيخ زايد، رحمه الله، وأولاده فحسب، بل كانت هناك أخرى من أبناء المغفور له الشيخ زايد بن خليفة إلى أحمد بن هلال، ومن الشيخ زايد بن خليفة وأبنائه إلى شيوخ وأعيان القبائل، ومن هؤلاء إلى الشيخ زايد بن خليفة وأبنائه، هذا يؤكد استمرار تبادل الرسائل فيما بينهم.

رسائل الشيخ زايد بن خليفة إلى الشيخ أحمد بن محمد بن هلال عديدة، وهو الذي قام بدور آخر يشكر عليه في فترة ما بعد وفاة الشيخ زايد الكبير وقيام أنجاله الكرام الذين حكموا من بعد أبيهم، إذ كان عليه القيام بالإصلاح في عهد هؤلاء المشايخ الكرام، فأدى دور القاضي والمصلح الاجتماعي، هكذا تمر على الشيخ أحمد بن هلال الأيام والليالي، وهو صاحب الأمر والرأي الصائب، هذه الرسائل تعتبر نماذج اجتماعية وصوراً معبرة عن هموم الناس في حياتهم اليومية، والنموذج الحي لمجتمع الإمارات. وعالجت أيضاً المشاكل والأمور الكبار مما كان يدور بين الكبار وحكام البلاد في عقد الحاكم والمحكوم، فضلاً عن إماطتها اللثام عن لوحات اجتماعية بليغة لم يعايشها أبناء اليوم.

Related posts