مسؤولو الفجيرة: 64 مليون درهم لرصف طرق السيجي

3978371310

موقع الطويين : البيان

تفتقر إحدى قرى منطقة السيجي الواقعة على مسافة 40 كيلو متراً غرب مدينة الفجيرة وعلى الطريق المار بين مسافي والذيد، إلى خدمات الطرق الحديثة والتي تمكن سكانها المقدر عدد منازلهم بـ 25 مسكناً شعبياً وجديداً من التنقل من وإلى منطقتهم السكنية بسلامة وأمان، حيث لا يزال الطريق الذي يربطهم وعراً ومتهالكاً ومليئاً بالحفر، فضلاً عن انقطاع المسير فيه وقت هطول الأمطار وجريان السيول، وأكد سالم محمد علي المكسح مدير دائرة الأشغال العامة والزراعة بحكومة الفجيرة أن مطالب ومناشدات أهالي المنطقة موضوعية وهي ضمن أجندة وخطط حكومة الفجيرة، مشيراً إلى أن إدارته أنجزت دراسة تفصيلية تتضمن إنجاز وإنشاء عدد من الطرق الداخلية في الأحياء السكنية بالمدن والبلدات والمناطق النائية بالإمارة، سيبدأ العمل فيها في القريب العاجل ضمن مكرمة مبادرات صاحب السمو رئيس الدولة بقيمة إجمالية تبلغ 64 مليون درهم.

وأشار أهالي تلك القرية إلى مشكلات المنطقة التي تتمثل في تردي واقع حال منطقتهم حيث تئن من نقص الخدمات الأساسية، فهم مازالوا يستخدمون شارعاً مشتركاً مع شاحنات معامل الكسارات، والمشيد بطريقة تفتقر إلى مواصفات الطرق الحديثة، حيث لا يرقى وصف تلك الطرقات بالشوارع. وأجمعوا على معاناتهم من طرق داخلية غير معبدة تثير الغبار المتطاير نتيجة حركة الشاحنات الثقيلة التابعة لشركات المحاجر والكسارات التي تنشط بالمنطقة، والتي تسهم بدورها في تكاثف الأتربة، إلى جانب الحركة الطبيعية للمركبات الصغيرة الخاصة بالأهالي والرحالة، كما كشف سكان قرية “وادي السيجي” الواقعة خلف مجرى وادي السيجي الكبير عن حقيقة وجود حواجز رملية شيدت كمعابر لشاحنات على مجرى منحنيات الوديان المحيطة بهم، والتي تسببت في مشكلات منع جريان مياه الوديان في مسارها الطبيعي، بل وحملت معها من المخلفات ما تسبب في سد مجرى الوادي، وغمر المنطقة المحيطة بالمياه.

ورصدت عدسة “البيان” عدداً من مظاهر ذلك الطريق، حيث لا يزال أهل تلك المنطقة يطالبون معامل المحاجر أو الجهات الرسمية في الإمارة بترميم أو إعادة رصف الطريق بطريقة تحفظ لهم سلامتهم وسلامة مركباتهم، خصوصاً وقت السيول. فقد أبدوا أملهم في أن تتحقق تطلعاتهم على الأرض لإيمانهم الراسخ بقدرات القيادة الرشيدة وسياساتها الحكيمة وقربها من هموم المواطنين. حيث لم ينسوا في مجمل حديثهم ما حظيت به منطقة السيجي في السنوات الأخيرة بفضل مبادرات صاحب السمو رئيس الدولة من خدمات تمثلت في مركز شرطة ومركز صحي وطريق جديد خاص بالشاحنات لمنع مشاركة الشاحنات الطرق المخصصة للأهالي والتي أصبحت أخيراً تئن من تهالك بنيتها.

بنية الطريق

ويقول المواطن حسن أحمد الحفيتي من منطقة وادي السيجي: كشفت الأمطار أخيراً عن سوء بنية الطريق الذي يربط قريتنا بالشوارع الخارجية، وهو شارع واحد بدأ في التهالك، أما بقية الطرقات فيه ترابية تثير سحباً كثيفة من الأتربة والغبار بفعل حركة الشاحنات والمركبات، لأن المنطقة تزخر بعدد من الكسارات وتعد مركز إنتاج للمواد الصخرية التي تحمل على متن الشاحنات، حيث يشكل إنتاج المواد وترحيلها إثارة الغبار الذي يقتحم المنازل عنوة ويصيب أهلها بالأمراض.

مشيراً إلى أن هذه الطرقات مشيدة لخدمة معامل الكسارات الجبلية وهناك طريق عبارة عن وصلة لا تزيد مسافتها على 2 كلم، وبه مشروع سفلتة من قبل وزارة الأشغال إلا أنه لم ينّجز إلى حينه رغم قصر المسافة، متسائلاً عن سبب ذلك، لافتاً إلى أنهم يقطعون بشكل يومي مسافة 8 كلم عبر طريق ترابي آخر لجلب متطلباتهم الحياتية. وطالب حسن الجهات المعنية بضرورة الالتفات إلى واقع المنطقة المزري والنظر بعين التقدير لسكانها الذين بحت أصواتهم جراء المطالبة بتوفير الخدمات.

واستذكر أخيه خميس الحفيتي حادثة سقوط مركبة عائلة من الرحالة الزائرين للمنطقة في مجرى وادي السيجي بسبب عدم وجود حواجز أو مقومات عالية لمتانة الطريق العابر على مجرى الوادي، ما استدعى إنقاذهم بفرق الإنقاذ.

مشيراً إلى أن مياه السيول تحدث مع كل موسم أمطار أضراراً جسيمة في الشارع، وهو ما يضر بمرتادي الطريق خصوصاً أنه طريق مهم يعبر من خلاله أهالي المنطقة وشاحنات معامل الكسارات، والجدير بالذكر انه طريق خال من أعمدة الإنارة واللوحات التحذيرية.

كما لفت أحمد الحفيتي من أهالي المنطقة إلى سوء وضع الحواجز الرملية التي شيدت على مجرى الوادي كمعابر للشاحنات، حيث تفتقر تلك المعابر إلى مقومات الجسور مما تسبب في تجمع مخلفات الوديان في أنابيب التسريب أسفل المعبر وسد مجرى الوادي الذي بدأ أخيراً مع موسم الأمطار بغمر المناطق المحيطة للمعبر بأرض طينية ملوثة بمخلفات المجرى. الأمر الذي جعل أهل المنطقة يقومون بحرق تلك المخلفات لإعادة فتح مجرى الوادي.

 

ظرف سكني

 

أفضى حسن سعيد الحفيتي بظروف أسرته الخاصة والمكونة من زوجتين و12 من الأبناء بالإضافة إلى عائلة أخيه الذي يشاركه المسكن نفسه، الذي شيده في عام 1993 بمـنحة سكنية من وزارة الأشغال العامة بلـغت 130 ألفاً، حيث تمكن مـن بنـاء مسكن صغير مكون من غرفتين وصالة ومجلس ومطبخ، مازال يستخدمه حتى الآن تحت سقف غرف مضافة. وأشار إلى تسجيله في برنامج زايد للإسكان منذ 2008 ويتوق للحصول على القرض بأسرع ما يمكن.

المكسح: تنفيذ المرحلة الثانية من طريق الشاحنات بطول 3.7 كيلومترات

 

كشف سالم محمد علي المكسح مدير دائرة الأشغال العامة والزراعة بحكومة الفجيرة عن بدء إدارته بالتنسيق مع بلدية الفجيرة وإدارة المرور والدوريات الأعمال التحضيرية لتنفيذ المرحلة الثانية من طريق الشاحنات بمنطقة السيجي بطول 1.5 كيلومتر وربطه بشارع السيجي بدوار تكملة للمرحلة الأولى لطريق الشاحنات التي أنجزتها الدائرة في وقت سابق بطول 7 .3 كيلومترات، بناءً على توجيهات صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة ومتابعة سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي، مضيفاً ان مشروع طريق الشاحنات بالسيجي بمرحلتيه سيتم افتتاحه خلال شهرين من الآن، والذي سيخدم أهالي قرية وادي السيجي على بعد 1 كيلو متر من قريتهم. الأمر الذي يجنبهم ويختصر عليهم استخدام الطريق القديم.

وقال إن دائرة أشغال الفجيرة لا تألو جهداً في تقديم الخدمة للمواطن سواء في مدينة الفجيرة أو في القرى والهجر التابعة لها، حيث إن المشاريع الخدمية في تلك المناطق ليست متعثرة ولكن هناك أولويات في المشاريع والتنفيذ. وأضاف: نعلم أن منطقة السيجي وقراها ما زالت في حاجة للخدمات، ولكننا نعمل ضمن جدولة زمنية لمشروعات الطرق.

مساعدة

كما أبدت مؤسسة الفجيرة للموارد الطبيعية ممثلة في مديرها العام المهندس علي قاسم تعاونها في الموضوع، فقد رحب المهندس علي قاسم بفكرة توجيه معامل الكسارات في المنطقة في إعادة تعبيد الطريق وترميم المتهالك منها في سبيل تسهيل حركة الأهالي وتأمين الطريق من مخاطر السيول. لافتاً إلى أن حكومة الفجيرة تسعى بشكل حثيث لترسيه عدد من المشروعات الخدمية الكبيرة بالمدن والبلدات بالإمارة لتعزيز مسيرة التنمية والتطوير وتحقيق الرفاهية للأهالي والسكان.

Related posts