الأمطار والبرودة تُلهبان سوق الحطب وغياب الرقابة يرفع الأسعار

523986211

موقع الطويين : البيان

أدى اعتدال الطقس وهطول الأمطار في المناطق الشرقية إلى انخفاض درجات الحرارة بشكل ملحوظ، خاصة في المناطق الجبلية، الذي دفع بالناس للخروج إلى البر، لتنشط الحركة الشرائية لرزم الحطب في المنطقة، الأمر الذي دفع الباعة خلال الأيام الماضية إلى تخزين كميات من الحطب الذي يستخدم كوسيلة للتدفئة في المناطق المرتفعة إلى جانب استخدامه في الرحلات للاستمتاع في تلك الأجواء وإشعال “النار” والجلوس بالقرب منها لتبادل الأحاديث حتى منتصف الليل، خاصة في فصل الشتاء.

ومع انحسار فصل الصيف وتراجعه تدريجياً، بدأ التجار بجمع كميات كبيرة من الحطب وقطع أغصان أشجار السمر والغاف الكبيرة بغية توفير أكبر قدر ممكن لبيعها في مواسم التخييم في البر التي انطلقت مع انتهاء الصيف، حيث تشهد مناطق الفجيرة في الإجازات إقبالاً كبيراً من الزوار الذين يفضلون قضاء العطل في البر وعيش حياة بسيطة بعيداً عن صخب المدينة وإزعاجها.

كما شهد سوق الحطب انتعاشاً في المنطقة بعد تناقل أخبار الطقس حول درجات الحرارة خلال فصل الشتاء بأنها معتدلة ولطيفة نهاراً وباردة ليلاً.

والزائر للسوق يجد الباعة يصفون رزماً كبيرة من الحطب تعرض للمارة الذين يتهافتون على شرائها بغية تخزينها من أجل الاستمتاع بها في رحلات البر، واستخدامها في الطبخ والشواء في الهواء الطلق، أو من أجل التدفئة والتسامر خلال الليل.

بعد الرقابة

“البيان” التقت عدداً من الباعة والمواطنين للتعرف على آرائهم حول سوق الحطب ومحاولات التلاعب بالأسعار والغش في عملية البيع.

يقول المواطن سعيد اليماحي إن سوق الحطب موسمي وينشط عند هطول أمطار الخير والرحمة على المنطقة التي اعتدلت فيها الأجواء وما زالت أسعار الحطب بعيدة عن أعين الجهات الرقابية، فتجد رزمة الحطب فجأة وقد ارتفع سعرها إلى 25 درهماً بعد أن كانت لا تتعدى 10 دراهم، وترتفع كالمعتاد في موسم الخروج إلى البر، حيث يجد من خلالها بعض الباعة فرصتهم إلى الربح السريع والسهل.

وطالب اليماحي من الجهات الرقابية أن تكثف حملاتها التفتيشية على بيع الحطب خلال الفترة المقبلة لمنع استغلال الباعة لحاجة الناس القادمين للبر للتخييم واستهلاك كميات كبيرة من الحطب.

غش الحطب

يشدد المواطن سالم علي من الفجيرة على موضوع قيام بعض الباعة بالغش بخلط أنواع من الخشب العادي مع الحطب وبيعه على انه ذو نوعيه جيدة، حيث يصعب اكتشاف عملية الغش خاصة من قبل العائلة التي تكون على عجلة من أمرها وتشتري كميات كبيرة لقضاء أيام في البر والاستمتاع بالطبيعة والهدوء.

يعشق سالم التخييم والطبخ بواسطة الحطب لذلك يطالب بضرورة أن تكون رزم الحطب بأوزان معروفة وأسعار محددة من قبل جمعية حماية المستهلك، لمنع أي تلاعب من قبل الباعة، خاصة أن رحلات البر الآن كثيرة وتشهد المنطقة إقبالاً كبيراً من الناس الذين يفضلون الجلوس والتخييم في البر والشوي والطبخ على حطب السمر والغاف، الذي يعرف بطول فترة اشتعاله الذي يطهو الطعام لفترة طويلة ليصبح الطعم أكثر لذة.

رفع الأسعار

يقول المواطن سيف الشامسي إنه تراجع عن شراء كميات كبيرة من الحطب بغية أخذها معه للتخييم في دبا خلال الإجازة، حيث اعتاد هو وأصدقاؤه الجلوس في البر والطبخ بالحطب ولكنه تفاجأ بالأسعار، وأشار إلى تلاعب بعض الباعة بأن يعرضوا كميات قليلة من الحطب بغية إيهام الشاري أو المستهلك أن الكمية محدودة لديه وفي حال لم يسرع في الشراء ستنفذ عما قريب، مما يجعل البعض ينخدع ويقوم بعملية الشراء سريعاً وبكميات كبيرة.

في حين أن البائع يخفي باقي الحطب في الخلف، وكلما باع كمية أخرج أخرى، فهنا يكمن الاستغلال والغش، وتحتاج إلى رقابة خاصة في فترة الشتاء والرحلات والإجازات لضبط هذا التلاعب ومعاقبة المخالفين.

وبسؤال البائع محيي الدين عن سوق الحطب رد انه موسمي وزيادة الطلب عليه خلال فترة الشتاء دفعه إلى توفير كميات منه، ويرجع سبب ارتفاع الأسعار إلى أن البحث وتجميع الحطب مرهق خاصة بكميات كبيرة وهو مصدر للنار أفضل من الفحم، بحكم أن الطعام يصبح طيباً عند الطبخ به والتدفئة أيضاً تستمر لساعات طويلة خاصة أن الحطب يستمر في الاشتعال لفترات أطول.

العمالة الآسيوية

في لقاء مع المهندس علي قاسم مدير مؤسسة الفجيرة للموارد الطبيعية قال: إن أهالي المنطقة، ولله الحمد، يسعون دوماً للمحافظة على أشجار السمر والغاف والسدر التي تعتبر مصدر رزق لهم، فهم يجمعون دوماً الأغصان اليابسة وليست الخضراء أو الغضة.

كما يحرصون على عدم المساس بالطبيعة هناك، ولكن المشكلة تكمن في العمالة الآسيوية التي تهدف إلى الربح، ويساهمون في التخريب والمساس بالأشجار والطبيعة بعيداً عن عيون الجهات الرقابية وأهالي المنطقة، تحت ستار الليل حالك السواد، وباستغلال فترة منتصف الليل في تقطيع الأغصان الخضراء وأحياناً للأسف تتعرض الأشجار إلى الحرق والتخريب. ويقول المهندس علي في حال تم ضبط هؤلاء المخربين يتم معاقبتهم لما قاموا به من تخريب لطبيعة المكان.

كما طالب الزوار والقادمين من مختلف إمارات الدولة خلال فترة الإجازات بضرورة التعاون مع الجهات المعنية بالتواصل معهم، والانتباه أثناء عملية الشراء للحطب من البائعين المتجولين، أو الباعة في الأسواق الشعبية في المنطقة الذين يخزنون رزماً من الحطب التي تحوي أغصاناً خضراء توضح عملية الغش والمساس بالأشجار، وعلى المشتري حين يكتشف أية عملية تضر بالثروة النباتية إبلاغ الجهات المختصة لاتخاذ إجراءاتها ضدهم لمنعهم من التطاول على الطبيعة

قيمة

الأشجار المعمرة

 

المواطن محمد حسن اليماحي من سكان دبا طالب بضرورة معاقبة بعض الباعة المتجولين الذين يقطعون الأشجار المعمرة أو التطاول عليها بغية بيعها من أجل الربح الذي اعتبره انتهاكاً للطبيعة، حيث تمثل هذه الأشجار لأهالي المنطقة قيمة بيئية في المكان الذي يعود بعضها إلى أكثر من 100 سنة. لكن بعض المرتزقة يقطعون الأشجار دون معرفة قيمتها البيئة الحقيقة ولابد من تشديد الرقابة على المخالفين للحد من قطع الأشجار، والحفاظ على البيئة.

Related posts