شاطئ أصفر في الفجيرة والبيئة تتأهب للمد الأحمر ورصد نشاط بيولوجي في مياه الساحل الشرقي

3039800975

موقع الطويين : البيان

أعلنت وزارة البيئة والمياه أنها رصدت نشاطا بيولوجيا “صبغات الكلورفيل” والتي تدل على وجود الهوائم النباتية، أو احتمال حدوث المد الأحمر، أو تنذر بحدوثه، وذلك على بعض مناطق المياه الإقليمية للدولة المطلة على بحر عمان، كما صبغت مياة البحر في الفجيرة باللون الأصفر الذي صاحبه انبعاث رائحة نفاذة أزعجت المرتادين وزوار الشاطئ.

وأكد سلطان عبدالله بن علوان الوكيل المساعد لشؤون الموارد المائية والمحافظة على الطبيعة بالوزارة، أن الوزارة تعمل على تنسيق عمليات المراقبة للبيئة البحرية بالدولة بواسطة الأقمار الاصطناعية، بالتعاون مع المنظمة الإقليمية لحماية البيئة البحرية، وذلك في إطار تنفيذ الخطة الوطنية للمد الأحمر، لضمان الاستجابة الفورية في حالة حدوث ظاهرة المد الأحمر، أو ازدهار الهائمات النباتية، وحالات نفوق الأسماك والكائنات البحرية الأخرى.

وأشار بن علوان إلى حرص الوزارة على تحقيق أهداف الخطة الوطنية للمد الأحمر، لافتا إلى أن فريق الفنيين والمختصين تواصل رصد وجمع عينات من تلك المناطق في مياه الساحل الشرقي من مواقع مختلفة، مثل مدخل ميناء دبا بالعكامية، وداخل ميناء دبا الحصن، والمحمية البحرية بالفقيت، وذلك لرصد ومراقبة ومعرفة أنواع الهائمات النباتية المسببة لظاهرة ازدهار الهائمات النباتية.

ونوه بن علوان إلى أن نتائج التحاليل أشارت إلى وجود ازدهار للهائمات النباتية “المد الاحمر” ذات اللونين الأخضر والبني، والتي تتخذ شكل خيوط وبقع متقطعة وتشكل خليطاً من الهائمات النباتية من ثنائية الأسواط غير الحلقية والديوتومات، والتي تعمل علي التوازن البيئي في تلك المناطق. وقد طغت الأسواط غير الحلقية في مياه الساحل الشرقي بنسبة تصل إلى 60% من متوسط عدد الخلايا.

رائحة نفاثة

وتحولت أمس الأول مياه شاطئ منطقة الفصيل بالفجيرة إلى اللون الأصفر الذي غطى سطح المياه بصورة لامعة، وانبعثت رائحة نفاثة في الجو، ما أثار إزعاج مرتادي المكان الذي يعتبر متنفساً عائلياً يجذب له أعداداً كبيرة من الناس.

وأفادت مصادر مطلعة في بلدية الفجيرة أن الظاهرة طبيعية تحدث سنويا بفعل التيارات المائية التي تجرف عددا كبيرا من العوالق والطحالب البحرية لتتركز بالقرب من الشواطئ.

وقامت “البيان” برصد الظاهرة التي غطت الشاطئ بمساحة 7 كيلومترات على امتداد المنطقة، التي خلت من الناس ومنعت عددا كبيرا من رواد الشاطئ من الاستمتاع والتنزه واللعب والسباحة في منطقة مظلات الفصيل بسبب الرائحة المزعجة للمكان.

آلية عمل

وأكدت أصيلة عبدالله المعلا مديرة إدارة الخدمات العامة والبيئة والصحة ببلدية الفجيرة، ان هنالك آلية عمل بين البلدية وسلطة الميناء وخفر السواحل لرصد أية ظواهر غريبة في مياه البحر، في خطوة تعزز من الشراكة بين الجهات المختلفة من أجل المحافظة على البيئة البحرية، لافتة إلى أنهم تلقوا بلاغا صادرا من خفر السواحل بالمنطقة يفيد تغير لون مياه البحر، فتم إرسال فريق مختص وبالمعاينة أكد أن المادة الموجودة لا تعتبر تلوثا نفطيا، وإنما عوالق بحرية وطحالب أدت إلى تغير مياه البحر وانبعاث الرائحة القوية.

ونوهت المعلا بأن البقعة الصفراء الموجودة في مياه البحر ليست تلوثا بحريا، بل هي ظاهرة طبيعية ناتجة عن تيارات مائية أدت إلى اقتلاع العوالق والأعشاب البحرية بكميات كبيرة، ودفعتها إلى مياه البحر ليتغير لونه مع انبعاث رائحة قوية بسبب سرعة الرياح، وهي ظاهرة لا تدعو للقلق، فسرعان ما ستزول لتعود المياه إلى زرقتها وطبيعتها السابقة.

تجنب الصيد أو السباحة

 

دعا عبدالله بن علوان الوكيل المساعد لشؤون الموارد المائية والمحافظة على الطبيعة في وزارة البيئة الصيادين ومرتادي البحر إلى عدم الاصطياد في مناطق ازدهار الهائمات النباتية، أو أماكن تواجد المد الأحمر، وعدم جمع وأكل الأسماك النافقة من جراء المد الأحمر في حالة حدوثها، إضافة إلى عدم السباحة في أماكن تواجد المد الأحمر، خاصة للأشخاص الذين يعانون من الحساسية، وكذلك عدم جمع الصدفيات “المحار” خلال فترة حدوث الظاهرة. وأكد بن علوان أن عملية حدوث ازدهار الهوائم النباتية والنشاط البيولوجي جاءت نتيجة للتغيرات المناخية والظواهر المصاحبة له، مثل تغير في درجات الحرارة للمياه البحرية و حركة تيارات البحرية، وكذلك نشاط الرياح الموسمية، خاصة في هذا الوقت من السنة.

Related posts