بدور سعيد الرقباني: ابنتي وراء تنظيمي مؤتمر “اسمع صوتي” ويعقد 23 و24 الجاري بالتعاون مع جامعة زايد وبحضور عالمي

245739

موقع الطويين : الخليج

من رحم المحنة دائماً تولد دائماً المنحة، من هذا المنطلق قررت بدور سعيد الرقباني عدم الاستسلام لتشخيص الأطباء لحالة صغيرتها نورا بالصمم الكلي، بل ظلت تبحث وتجول حتى تجد أفضل الحلول، لتقرر في النهاية تأسيس مركز “كلماتي” للنطق والتواصل، وبعد اكتسابها خبرات متعددة في المجال وتعرفها إلى رواد في هذا العالم، قررت تنظيم مؤتمر “اسمع صوتي – تفهم ضعف السمع” في 23 و24 إبريل/نيسان الجاري، بالتعاون مع جامعة زايد بدبي ومكتب التسهيلات بالجامعة . عن هذا المؤتمر ومركزها دار الحوار التالي مع الرقباني .

ما سبب اهتمامك بعالم الصم؟

– السبب شخصي، بعد أن لاحظت أن بنتي تعاني بعض المشكلات الصحية، ذهبت بها للأطباء لإجراء عمل بعض الفحوص وإجراء الكشف الطبي عليها، ليكون التشخيص النهائي إصابتها بصمم كامل . وبعد أن بدأت رحلة العلاج في الدولة لم أجد الخدمات التي أتمناها، خاصة أنهم طلبوا مني أن أضعها في مركز لذوي الاحتياجات، فرفضت هذا الأمر، فكل ما تحتاج إليه ابنتي وسيلة جيدة للتواصل تناسبها، لذلك سافرت بها إلى عدد من الدول العربية والأجنبية مثل الولايات المتحدة الأمريكية بحثاً عن علاج مناسب لحالتها، وبعد عودتي للإمارات لم أجد مراكز مناسبة للأطفال الذين يعانون المشكلة نفسها، وبدأت فكرة تأسيس مركز “كلماتي” للنطق والتواصل تراودني، فتشاورت مع أهلي وعدد من أصدقائي الذين رحبوا جداً بالفكرة، وزرت عدداً من المراكز حتى أستفيد من الخبرات الأخرى، وفي العاشر من أكتوبر/تشرين الأول 2010 افتتحت المركز .

 هل وجدت إقبالاً على المركز؟

– شهد إقبالاً كبيراً من حالات من مختلف الجنسيات المقيمة في الدولة،بالإضافة إلى حالات من الإمارات .

 كيف حصلت على تمويل هذا المركز الكبير؟

– لا نهدف إلى جني أموال أو أرباح من المركز، وكل ما نحصل عليه جزء قليل من نفقات المكان، خاصة أن لدينا فريقاً علاجياً على أعلى خبرة، أما التمويل فقد حصلت عليه من أبي وأمي اللذين دعماني وسانداني كثيراً مادياً ومعنوياً، وكذلك زوجي وصديقاتي وبقية أفراد عائلتي، وهناك من تبرع بكتب، أو أجهزة كمبيوتر وبعض الأشياء العينية .

 تُجيدين لغة الإشارة والمزيد من المعلومات عن هذا المجال، فكيف اكتسبت هذه الخبرات؟

– درست الاتصال البصري في الجامعة الأمريكية بالشارقة، وكنت الأولى على كلية العمارة والتصميم، وفي هذا القسم تعلمت الإبداع في الأفكار والحلول والتغلب على أي مشكلة، لذلك أجريت عدداً من الأبحاث، وحضرت ورشاً ودورات تدريبية ومؤتمرات في الخارج أثناء مرافقتي لبنتي، وتواصلت مع عدد من المختصين الرواد في عدد من المجالات ويعانون الصمم، وتعلمت مع بنتي لغة الإشارة الإماراتية وهي صغيرة، ثم علمتها لغة الإشارة الأمريكية لأن مصادرها ومراجعها أكثر، والآن سنرجع مرة أخرى إلى تعلم لغة الإشارة الإماراتية .

 وماذا عن مؤتمر “اسمع صوتي- تفهم ضعف السمع”؟

– خلال رحلاتي مع بنتي نورا الكعبي تعرفت إلى عدد كبير من أهل العلم والخبرة، ومن لديهم تجارب خاصة مع مشكلة تأخر النطق والتواصل، لكنهم تمكنوا بكل إصرار وبمساعدة المجتمع على النجاح والعمل، كان بداخلي رغبة على نقل هذه الخبرات والنماذج للعالم العربي، فهذه الخبرات لديها مزيد من المعلومات والدراسات المهمة بطرق تعليم ومناهج الصم . ومن هنا جاءتني فكرة تنظيم المؤتمر بالتعاون مع جامعة زايد بدبي، ومكتب التسهيلات فيها، خاصة أن لهذه الجامعة دوراً كبيراً ومهماً في دمج حالات الصم بداخلها .

 ماذا عن فعاليات المؤتمر؟

– المؤتمر سيقام يومي 23 و24 الجاري، تحت رعاية وحضور الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع رئيس جامعة زايد، بالتعاون مع الجامعة، بدعم من عدد من المؤسسات الإماراتية التي رحبت بالمشاركة في هذا المؤتمر الذي يعد الأول من نوعه في المنطقة . ونبدأ المؤتمر بافتتاح المعرض الفني الأول للصم من مراكز ومدارس مختلفة في أنحاء الدولة، تليه مجموعة من المحاضرات وورش العمل الخاصة، وسيكون المؤتمر خلال احتفال الدولة بأسبوع الأصم العربي ال 39 .

 ما المحاور الرئيسة التي يتناولها المؤتمر؟

– هي 3 محاور أساسية، الأول يهتم باختصاصيي النطق والعاملين في المجال، والثاني خاص بالأهل والدعم اللازم والمطلوب منهم ولهم، والأخير بالصم الكبار . وكل محور له ورش ومحاضرات خاصة يلقيها عدد من المختصين من مختلف الجنسيات .

 من هم أهم الحضور؟

– يحضر لأول مرة إلى دولة عربية البروفيسور ألان هرويتز، وهو أصم ويعمل رئيس جامعة غالوديت، وحاصل على شهادة بكالوريوس وماجستير في الهندسة الكهربائية من جامعة واشنطن في سانت لويس، ودكتوراه في التربية . وجامعة غالوديت للصم هي الجامعة الوحيدة لتعليم الصم في العالم، وتقدم دراستها بالإنجليزية ولغة الإشارة الأمريكية، إضافة إلى 3 أساتذة من الجامعة نفسها، ومن ضمن الحضور من الولايات المتحدة الأمريكية أيضاً يمثلون المدرسة الأمريكية للصم، والمعهد التقني الوطني للصم، ومن لبنان مركز التعلم للصم، ايراب مدرسة التدريب على السمع والنطق، ومؤسسة الأذن من بريطانيا، ومركز كلماتي للنطق والتواصل، عدد من أهل الخبرة من الإمارات والسعودية، إضافة إلى عرض تجارب حياتية من داخل الدولة .

 ما أهم موضوعات الورش والمحاضرات؟

– تتناول المحاضرات موضوعات مثل “ماهية البيئة التعليمية المثالية للطلاب الصم وضعاف السمع”، وكيفية تعليمهم القراءة والكتابة الموجهة لهم،أنواع الدعم والتعديلات لتوفير جميع المستلزمات لهم في الفصول الدراسية، وأهم المناهج الدراسية وطرق التعليم اللازمة للتدخل المبكر لهم، أما الورش فتتناول مثلاً مدى أهمية القراءة والكتابة للطفل الأصم، وتطوير اللغة من خلال النشاطات الروتينية اليومية، تقنيات تكنولوجية لهم، والعلاج بالرسم .

 هل سيكون المؤتمر سنوياً؟

– نعم، خاصة أن الهدف منه كبير، لذلك بدأناه بضيوف وحضور كبار، نحن نريد أن نعمل على توسيع آفاق الجميع في مجال التعامل مع الصم، ودعم الأهل والمجتمع، وأن نغير النظرة لهذه الفئة على أنها من ذوي الاحتياجات الخاصة، هم فقط يريدون وسيلة تواصل تناسبهم، والدليل أن بنتي الآن في مدرسة عادية فيها دمج، قادرة على التواصل والاتصال، ومن المتفوقين الأوائل .

 ما طريقة المشاركة في المؤتمر؟

– عن طريق التسجيل على الموقع الخاص بالمركز، وندعو الجميع للمشاركة والتسجيل حتى نحقق أكبر قدر من الاستفادة عن طريقة التعامل مع هذه الفئة .