نسبة الالتحاق بكلية التربية “صفر” و10% نسبة المعلمين المواطنين ..المجلس الوطني يطلق حملة لمناقشة “هموم وطموحات المعلم”

247329

موقع الطويين : الخليج

نظّمت لجنة شؤون التربية والتعليم والشباب والإعلام والثقافة بالمجلس الوطني، مساء أمس الأول، أولى حلقاتها النقاشية عن “هموم وطموحات المعلم”، بالمركز الثقافي بإمارة الفجيرة، في سياق حملة موسعة في عدد من إمارات الدولة تستهدف الوقوف على المشكلات والعوائق التي تواجه العاملين في قطاع التربية والتعليم الحكومي .

قالت الدكتورة منى البحر رئيسة لجنة التربية والتعليم والشباب والإعلام والثقافة بالمجلس الوطني، في تصريح خاص ل”الخليج” إن الحملة تأتي في سياق الدور الرقابي للمجلس وفي عمق تخصص لجنة التربية والتعليم، وتهدف إلى مناقشة سياسة وزارة التربية والتعليم في شؤون المعلمين، موضحة أن اللجنة قامت بدراسات داخلية لمست من خلالها عزوف المواطنين الذكور عن مهنة التدريس بشكل خطر، فضلاً عن مشكلات عدة تواجه العاملين في قطاع التربية والتعليم وتتعلق أغلبها بضعف الدخل المادي للمعلم المواطن أثناء عمله وبعد تقاعده، فضلاً عن عدم أحقية المعلم في التأمين الصحي وغياب التقدير المجتمعي لمهنة المعلم .

وأشارت الدكتورة منى البحر إلى أن اللجنة قررت عقد ورش عمل وحلقات نقاشية مع أهل المهنة من المعلمين والمعلمات ومديري المدارس في إمارات الفجيرة وأم القيوين ودبي للوقوف على همومهم ورصد وتحليل مقترحاتهم للارتقاء بأوضاعهم المادية وتخفيف أعبائهم الوظيفية، للوصول إلى تنمية القطاع وتحقيق المعدلات المرجوة من التوطين في هذا الميدان الذي يعد الركيزة الأساسية لنهضة أي أمة .

وأشارت رئيس لجنة التربية والتعليم بالمجلس الوطني، أن اللجنة فور انتهائها من الاستماع إلى مشكلات ومقترحات المعلمين والمعلمات، سوف تلتقي بمسؤولي الحكومة للاستماع إلى آرائهم في هذا الصدد، ومن ثم رفع تقرير مفصل للمجلس الوطني الاتحادي لمناقشة المسألة تحت القبة ورفع التوصيات لمجلس الوزراء .

وكشف حمد الرحومي مقرر لجنة التربية والتعليم بالمجلس الوطني الاتحادي ل”الخليج”، أن أرقاماً مفزعة ببعض الإحصاءات الرسمية توحي بتسرب تام للمواطنين الذكور من مهنة التدريس، حيث بلغت نسبة الملتحقين بكلية التربية من المواطنين “صفر” مما ينذر بإغلاق الكلية، ويوضح عزوفاً كاملاً من المواطنين عن العمل في قطاع التربية والتعليم .

وأشار الرحومي إلى دوافع المجلس لمناقشة المشكلة، حيث رصد المجلس عدم وجود أعداد كافية من المدرسين المواطنين الذكور، فضلاً عن ارتفاع نسبة المستقيلين ونسبة البطالة للمتخصصين، حيث بلغت نسبة المواطنين الذكور من المعلمين على مستوى الدولة 10% فقط، فحسب إحصائية رسمية لعام 2010-2011 بلغ عدد العاملين المواطنين في مدارس الحلقة الأولى على مستوى الدولة 107 معلمين مواطنين، فيما بلغ عدد المعلمين الوافدين 1067 معلماً، وفي الحلقة الثانية بلغ عدد المواطنين ،391 فيما بلغ عدد المعلمين الوافدين في المرحلة الدراسية نفسها ،2447 وفي المرحلة الثانوية 235 معلماً مواطناً مقابل 2433 معلماً وافداً، وفي فئات التعليم متعدد المراحل يعمل 106 معلمين مواطنين مقابل 1064 معلماً وافداً، وبلغت نسبة المعلمين المواطنين في فئة التعليم الفني “صفر” .

وأوضح الرحومي أن هناك مشكلات جمة تواجه المعلم، حيث رصدنا تفاوتاً كبيراً بين أعباء وظيفة المعلم والمردود المادي الذي يحظى به، وفهمنا من المتخصصين في لقائنا معهم أن هذا من أهم أسباب عزوف المواطنين عن مهنة التدريس، إضافة لغياب القيمة الاجتماعية لمهنة المعلم، مشيراً إلى أن مقترحات الفئات الفنية والإدارية في قطاع التربية والتعليم سيتم تحليلها ودراستها في المجلس الوطني الاتحادي، لبلورة توصيات وحلول لمناقشة ممثلي الحكومة فيها ومناقشتها في جلسة للمجلس الوطني الاتحادي بداية دور الانعقاد الثاني في مطلع شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل .

هموم مشتركة

حظت الحلقة النقاشية بين 4 أعضاء من المجلس الوطني هم الدكتورة منى البحر والدكتورة عائشة اليماحي وحمد الرحومي وغريب الصريدي ونحو 130 معلماً ومعلمة، بإجماع تام بين الحضور على المكانة الرفيعة التي يحظى بها المعلم في كل الدول المتقدمة، حيث أكدت الدكتورة منى البحر أن انتصار ألمانيا في الحرب العالمية الثانية لم يأت من فراغ وإنما كان أساس انتصارها العسكري هو نجاح نظام التعليم كأهم ركائز نهضة الأمم في شتى المجالات، وهذا ما مكّن روسيا من غزو الفضاء مبكراً، مشيرة إلى أن الدخل المادي للمعلم في اليابان كمثال يعد أعلى دخل مقارنة بباقي المهن والوظائف .

وأضافت رئيس لجنة التربية والتعليم بالمجلس الوطني، أن الكفاءة العلمية والمعرفية هي الثروة الوحيدة التي لا تنضب، مشيرة إلى أن المعلم بمثابة “الشمس” في المجتمع، وهنا خالفها بعض الحضور من المعلمين الرأي، حيث اعتبروا أن المعلم “شمعة تحترق” بسبب همومه ومتاعبه .

وقال عبيد اللاغش مدير مدرسة محمد بن حمد الشرقي للتعليم الثانوي، إن مهنة التعليم تشهد عزوفاً كبيراً من المواطنين الذكور لضعف رواتب المعلمين مقارنة بباقي المهن، فبعض المدارس التي تضم نحو 750 طالباً لا تحتوي إلا على 10 موظفين مواطنين، وأشار اللاغش إلى ضرورة ترغيب المواطنين للإقبال على العمل التربوي ووضع حلول لمشكلاتهم المتمثلة في غياب تام للامتيازات التي يحصل عليها الموظفون في أغلب القطاعات .

وقال محمد سالم مدير مدرسة القدوة للتعليم الأساسي بكلباء، إن من الهموم التي تواجه المعلم ضعف الكادر الإداري بمدارس الدولة ونقص الاختصاصيين، فمساعد واحد لمدير مدرسة بها 600 طالب شيء مرهق للغاية، وهذا من الأسباب التي يضعها المواطن في اعتباره حين يفكر في الالتحاق بسلك التربية والتعليم، فضلاً عن ضعف الراتب، مشيراً إلى أن نظام الثلاثة فصول يسبب ضغطاً كبيراً في المناهج على المعلم، واتفق معه الحضور في ضرورة العودة لنظام الفصلين .

Related posts