20 متهماً بـ «التنظيم السري»: الولاء للدولة والقيادة وإعجاب القاضي فلاح الهاجري بمرافعات المتهمات ودعوته للاقتداء بهن

ÇáãÍßãÉ ÇáÇÊÍÇÏíÉ ÇáÚáíÇ // ãÍáíÇÊ

موقع الطويين : البيان

واصلت دائرة أمن الدولة في المحكمة الاتحادية العليا برئاسة القاضي فلاح الهاجري جلساتها للنظر في قضية المتهمين بالانتماء إلى التنظيم السري غير المشروع، بعقد جلسة أمس في مقر المحكمة في أبوظبي للاستماع لمرافعات 20 متهماً بينهم 6 متهمات بالقضية، بعدما استمعت في الجلسة السابقة لـ13 منهم، بينما تواصل المحكمة صباح اليوم استكمال سماع دفاع 19 متهماً ومتهمة واحدة، ويومي الاثنين والثلاثاء المقبلين 20 و21 مايو الجاري لسماع مرافعات الدفاع.

وبدأ القاضي المستشار فلاح الهاجري الجلسة بالطلب من المتهمين والمتهمات أن تكون مرافعاتهم للدفاع عن أنفسهم ضد التهم المنسوبة اليهم، بما يخص كل متهم بشكل خاص، وأن يتجنبوا قضية التجريح المباشر لأن المحكمة إن كانت تتجاوز عن التجريح في السابق فإن ذلك لم يكن لجهل وإنما مراعاة لما يدور حول المتهم من ظروف، لكن الواجب يحتم عليه التأكيد على أن النيابة العامة هي سلطة قضائية لها ما للمحكمة وعليها من الالتزام والدفاع عن الحق العام مثل المتهم.

ونوه القاضي فلاح الهاجري إلى ضرورة أن يحصر المتهمون دفاعهم عن أنفسهم من دون تجريح للنيابة، وقال إن من لا يلتزم بذلك فإن القاضي سيقوم بمقاطعته أثناء مرافعته ومن ثم تجاوزه والاستماع لغيره.

وتأكد القاضي في بداية الجلسة من حضور المتهمين، الذين تشابهوا في بداية مرافعاتهم للدفاع عن أنفسهم بسرد سيرتهم الذاتية وتاريخهم في العمل الخيري والتطوعي والتربوي في خدمة الوطن والقيادة، وأكدوا أنهم كانوا محل ثقة الحكام والشعب ولذلك فإنه من المستحيل أن يفكروا بالتخطيط للاستيلاء على الحكم في الدولة أو عصيان ولي الأمر كونهم من أهل السنة والجماعة، وولاؤهم بعد الله لأولي الأمر. وأوضح العديد منهم بأنهم كانوا مؤتمنين على ملايين الدراهم وكانوا أهلًا للثقة في مناصبهم وأن تاريخهم يشهد بأنهم لم يقوموا باختلاس تلك الأموال أو التلاعب بها.

وقال المتهمون إنه لا يوجد في قرار الإحالة أو أدلة الثبوت ما يؤكد التهم التي هي ليست أكثر من محاضر جمع الاستدلالات التي أدلى بعض المتهمين بها واستند الاتهام إلى شهود الإثبات، مشيرين إلى أن الأقوال المدونة في محاضر الإفادة أمليت على بعض المتهمين، حسب زعمهم، مضيفين أن ما ورد في محاضر التحقيقات أن الأفعال المنسوبة إلى المتهمين من الأعمال التي يكفلها دستور الدولة وهي الحق في الإعلام وحرية التعبير عن الرأي، لافتين إلى أنه قبض عليهم في الطرقات من دون أمر القبض وهو أمر باطل ويبطل بالتالي معه كل إجراء بما في ذلك التحقيقات وأمر الإحالة.

 

أدين بالولاء للدولة ورئيسها

طلب أول المتهمين الذي ترافعوا أمس من المحكمة أن تمحو كل الاتهامات ضده في جلستها الماضية وطالب بتبرئته وباقي المتهمين، وقال إنه أسس “دعوة الإصلاح” وهو نائب رئيس مجلس إدارتها، وأنها تهدف للدعوة إلى الله وليس لأية أهداف أخرى وهي تتمثل في دعوة إسلامية سلمية بأدوات مدنية ذات قيم شرعية وليست فرعاً لأي تنظيم خاصة تنظيم “الاخوان المسلمين”. وقال أنه ألف كتاب “دعوة الاصلاح” في العام 2004 و قام بتوزيعه على الحكام وأولياء العهود بما أنه كان يشغل منصب مستشار للحاكم في احدى الامارات.

وأوضح أنه ذكر خلال تحقيقات النيابة أن لديه مجلساً مفتوحاً قام بفتحه بأمر من أحد شيوخ الامارة وحدد يوم الاثنين لكل الناس للاستماع اليهم وقضاء حاجاتهم مما ينافي اتهامات النيابة بأن المجلس كانت تعقد فيه اجتماعات سرية.

وأضاف المتهم أنه من مهام عمله ترتيب مواعيد أحد الشيوخ، حيث التقى بالقنصل الأميركي آنذاك وقام بترتيب زيارة القنصل لعدد من المناطق التابعة للإمارة للاطلاع على مشاكل المواطنين.

وقال انه ممنوع من السفر منذ عام 2006 وبصفته مستشارا لأحد الشيوخ لم يتم تجديد جواز سفره منذ عام 2008 ولم يستطع استخراج بطاقة الهوية فضلا عن الغاء بعثة أحد ابنائه الى الولايات المتحدة الأميركية وأيضا توظيف أحد أبنائه.

ونفى المتهم أن تكون احدى المتهمات هي المسؤولة عن مركز التنظيم في امارة دبي مؤكدا أنه هو المسؤول، ملتمساً من القاضي تبرئته من جميع التهم واعادة جنسية الدولة التي سحبت منه، مؤكدا ولاءه للدولة ولرئيس الدولة والحكام.

إعجاب بمرافعات النساء

قبل بدء الجلسة قال أحد الزملاء الاعلاميين إن المرافعة تشمل متهمات، ولذلك، ستتأخر كون النساء دائماً يتحدثن أكثر من الرجال. ولكن، بعد بدء المحاكمة، أعجب القاضي فلاح الهاجري بمرافعات المتهمات وطلب من المتهمين الاقتداء بالمتهمات اللواتي اتسمت مرافعاتهن بالتركيز على التهم الموجهة إليهن، بعيداً عن الاسترسال وتكرار الكلام، ما دعا الزميل الصحافي إلى التراجع عن تعليقه قبل بدء الجلسة. تغيب متهمة للعلاج

 

حضر جلسة أمس 73 من المتهمين و12 من المتهمات، وتغيبت متهمة لسفرها للعلاج بالخارج بعد صدور مكرمة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بالتكفل بعلاجها في الولايات المتحدة الأميركية، كما حضرها 122 من أهالي المتهمين و19 من ممثلي وسائل الإعلام، و 11 من أعضاء منظمات المجتمع المدني، بينهم ثلاثة من جمعية الإمارات لحقوق الإنسان، وستة من جمعية الإمارات للحقوقيين والقانونيين، بجانب اثنين من جمعية الاجتماعيين، كما حضر الجلسة ستة من المحامين عن المتهمين، وخمسة من أعضاء النيابة العامة.

 

أكاديمية تعدد مناصبها وتطالب ببراءتها

 

 

عرَّفت متهمة، وهي أكاديمية، نفسها بأنها تحمل دكتوراه في الفلسفة من المملكة المتحدة وعددت مناصب وأدواراً أدتها طواعية لخدمة المجتمع ومن فيها، وأشهدت الله على براءتها، مؤكدة ولاءها الشديد للوطن والقيادة ورفضت أن يكون ولاؤها محل تقييم، وتساءلت: هل يعقل أن أتهم بهذه التهمة الباطلة، وقالت هل معرفتي لأهل بلدي جريمة، لم أكن يوماً في تنظيم الاخوان المسلمين ولست عضوة في جمعية الاصلاح، لكني أفتخر كوني داعية إلى الله.

واضافت: أفجع حين أقرأ هذه الاتهامات وليس هناك دليل واحد على ما يتهمونني به، تاريخي ناصع البياض ويشهد لي بأني لم أرتكب أي مخالفة. وطالبت بتبرئتها وتمكينها من جواز سفرها وحفظ حقها في رد اعتبارها وكرامتها.

النظارة الطبية ومحاضر النيابة

متهم آخر هو زوج المتهمة الدكتورة قال: مضطر للمرافعة رغم أنني لم أستلم أكثر من10 صفحات من التحقيقات، وأضاف : أواجه وزوجتي تهمة في غاية الشناعة “ولاؤنا لوطننا “، هي تهمة لا أساس لها من الصحة، فهل يعقل وأنا في منتصف العقد السادس من عمري أن أتهم بالسعي لنظام الحكم، أنا لا أعرف إلا أن أكون إيجابياً، أفتخر بالانتساب إلى دعوة الإصلاح ، تعلمنا أن نعطي بلا حدود وبلا منة وها نحن اليوم على كل ما نتعرض له نزداد حباً، وقد تشرفت بخدمة وطني، تخرج من تحت يدي من هم يتقلدون اليوم مناصب في مواقع مختلفة في الدولة، نحن كل يوم نرفع علم الدولة وننشد عيشي بلادي، هذا ما علمته لأبنائي و بناتي أبناء الإمارات.

لن أتحدث عن ظروف القبض علي، لكن فقط أتحدث عن نظارتي الطبية التي لم تكن معي ووقعت على محاضر تحقيقات النيابة وأنا أعاني ضعفاً بصرياً شديداً.

دوافع شرعية

وأشار إلى أنه انضم إلى دعوة الاصلاح لدوافع شرعية وقال: لم اقم بشيء من شأنه الإضرار بالدولة وأنى لنا بمحدودية قدراتنا أن نسعى لقلب النظام في دولة قوية، تحظى قيادتها بحب الشعب وولاءه، نحن في بلد مستقر التقت إرادة الشعب مع الحكام ولا ينطبق على الامارات ما يحدث في دول الربيع العربي أنا بريء وأطلب الافراج، هكذا ختم.

لا ينشد حرية “منقوصة”

متهم آخر شاب صغير قال: تهمتي أني عضو في لجنة الاعلام الخارجي لكني لم أفعل ما يسيء إلى دولتي، أنا من أسرة يعمل رجالها في سلك القضاء منذ 7 أجيال و كان من المفترض أن أكون مثلهم إلا أن الموافقة الأمنية حالت دون ذلك .

في حياتي لم أدرب أحداً على الإعلام ولا دليل على ذلك، تخصصي الشريعة وليس لي علاقة بقناة حياتنا ولولا هذه القضية لما عرفت بها، جل ما عندي هو حسابي الشخصي على وسائل التواصل الاجتماعي، أساهم في جعل دولتي خير الدول ونشر الخير في مجتمعي عبر هذه الوسائل، لم أهاجم أحداً ولم أسئ لأحد لا تصريحاً ولا تلميحاً، ما أقوم به يكفله لي الدستور. وقال لم تتم مواجهتي بأقوال المتهمين، واختتم “لا ننشد حرية منقوصة بل نطلبها كاملة”.

 

التغريدات لا تسقط الحكم

 

دافع متهم عن نفسه قائلًا، إن “التغريدات التي قمنا بها تجاه الدولة لا يمكن أن تسقط الحكم، ونحن ندعو الى الله على شبكات التواصل الاجتماعي فقط مشيرا الى أن “السيارات التي نقلتنا الى التحقيق تشبه التابوت”.

وقال اثنان من المتهمين إنهما بدآ بالمرافعة بعدما سبقهما متهمون هم أصحاب خلفيات قوية فمنهم محامون وقضاة ومستشارون وطالبوا القاضي بأن يراعي ظروف دفاعهم مقارنة بمن سبقهم من المتهمين فضحك القاضي وقال لهم بأنهم أيضا أهل للدفاع عن أنفسهم.

 

 

من أروقة المحكمة

استحالة الاستيلاء على الحكم

قال متهم إنه علم ابناء الإمارات الإخلاص، كما علم ابناءه، وإنه محام منذ 30 عاما، ومن العيب أن يكون في هذا المكان، حيث كان قد درس القانون الدستور، وكان كبير مستشاري القانون الاقتصادي. وأضاف إن أمر القبض عليه باطل، لأنه تم بناء على معلومات من متهمين تحت الإكراه، وإنه تعرض لإهانة عند توقيفه بعصب عينيه ودفعه في ظهره. وأكد أن الاستيلاء على الحكم في دولة مثل الإمارات مستحيل، وقال “هي دولة قوية، ونضحي بأرواحنا من أجلها، والأحكام الجنائية تبنى على الجزم واليقين، لا على الشك”.

 

القاضي بين الممازحة والتوتر

ضاق القاضي فلاح الهاجري ذرعاً من مرافعات المتهمين الذين تعمدوا فيها تكرار الكلام والاسترسال، حيث استغرق بعضهم أكثر من 15 دقيقة في مرافعاتهم وكان القاضي يحاول ممازحتهم تارة، إذ قال لأحدهم “ادخل في المهم يا سيف”، وكان يفقد صبره تارة اخرى بقوله لأحد المتهمين الذي استرسل في الدفاع عن الآخرين “تكلمت عدة مرات في السابق فرجاء اختصر مرافعتك ودافع عن نفسك وليس عن المتهمين الآخرين”، وقال لمتهم ثالث كان يحاول توضيح منهج فكر “الاخوان المسلمين”: لا تعرفنا على فكر الاخوان المسلمين وعليك الدفاع عن نفسك و اختصر الرد لو سمحت”.

 

والنعم في .. المحامي

سأل القاضي فلاح الهاجري أحد المتهمين ان كان قد تحدث في السابق، فأكد المتهم انه لم يتحدث ولكن القاضي أعاد السؤال عليه مرتين، وكان متهما بالانضمام الى اللجنة الاعلامية في التنظيم السري، وسأله القاضي عن الصفة التي كان يشارك فيها في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” فأجاب بأنه كان يشارك فقط بآرائه، وسأله أيضا عن اسم محاميه وعندما أجاب المتهم بأن المحامي عبدالحميد الكميتي يمثله ابتسم القاضي وقال “والنعم في الكميتي”.

 

عبارات لا تليق بمستوى متهم

متهم قال إنه محام منذ 22عاماً وأن ادارة السجن منعت كتب القانون عنه ليترافع عن نفسه، مشيراً الى ان “الحمار يفهم أكثر من فلان” مشيراً الى أحد المتهمين ويرد عليه القاضي بقوله: شخص في مستواك يجب أن لا يتلفظ بهذه العبارات

 

ممنوعة شرعاً من الحكم.

قالت إحدى المتهمات خلال مرافعتها أن المرأة شرعاً ممنوعة من الولاية فكيف يمكن أن تتهم بأنها تطمع في الاستيلاء على نظام الحكم في الدولة مما جعل الحضور يضحكون.

 

«لا طبعاً»

سأل القاضي إحدى المتهمات ان كان زوجها في التنظيم فقالت “لا طبعاً” وابتسمت مما دعا الحضور والقاضي الى الضحك.

تقدير

الولاء خط أحمر

 

متهمة : أنا من أسرة عريقة ومعروفة في دبي ولها مساهمات في مختلف مناحي الحياة، نقدر حكامنا ونجلهم، عملت مدرسة وربطت العلم بالإيمان. التحقت بجمعية الإصلاح في عمر مبكر، باعتبارها جهة مرخصة لنشر الأخلاق الحميدة والدعوة إلى الله، إن تهمة قلب نظام الحكم كبيرة وخطيرة أنكرها، كل الولاء والطاعة لرئيس الدولة والحكام وهذا خط أحمر لا مساومة عليه.

أم العيال

زوج متهمة سعيد بدفاعها

 

متهم وزوج متهمة: سعدت لسماع صوت أم العيال وهي تدافع عن قضيتها، أنكر التهم وأؤكد ولائي للدولة والقيادة ودعاة الإصلاح لا يسعون إلى الحكم ، لدي زوجتان و 10 أبناء محرومون بسببي من حقوقهم الوطنية ويتحملون وزر أبيهم، أشهد الله أني سامحت من أساء إلي وأتمنى أن تكون هذه المحاكمة آخر المطاف في هذه الأزمة التي أصابت المجتمع الاماراتي وهزته وأدعو الجميع لأن نعود كما كنا، أتمنى أن نتجاوز هذه الأزمة وأن تحتوي القيادة السياسية آثارها، وأسجل شكري لصاحب السمو رئيس الدولة على موقفه مع إحدى المتهمات وعلاجها على نفقة الدولة في الخارج.

انتهاك

قطعت يد كل عابث بأمن الإمارات

 

طلب متهم في مرافعته من القاضي التحقيق في الانتهاكات التي يقول المتهمون إنها حصلت ضدهم وأيضاً التحقيق في الأدلة وأقوال الشهود لأنها تتنافى مع الوقائع حسب قولهم.

وأضاف أن الامارات دولة قوية وليست ضعيفة لكي يتمكن متهمون بالتخطيط للاستيلاء على الحكم فيها كون هذا الأمر مستحيلاً تحقيقه. وقال المتهم “قطعت يد من عبث أو فكر أو حاول العبث بأمن الامارات”.

حنين

ابنة متهم تذكره بـ «أوبريت حب الوطن»

 

بكى متهم في مرافعته عندما ذكر أن ابنته التي تعمل في إحدى الجامعات بعثت له برسالة تقول “اعذرني يا أبي لأنني لم اكن موجودة حين اتصلت بنا فقد كنت أدرب البنات في الجامعة على الأناشيد الوطنية وفي أوبريت حب الوطن والذي يقول: حب الوطن ما هو مجرد حكاية أو كلمة تنقال في أعذب أسلوب. حب الوطن اخلاص ومبدأ وغاية. علمتنا يا أبي منذ صغرنا ومزجت فينا حب الوطن في كل كلماتك.” ولم يكمل الأبيات اذ واصل بكاءه، ثم قال إنه خدم في التربية والتعليم لمدة 22 سنة وتخرج من تحت يديه وزراء ومسؤولون وسيبقى حب الوطن دائماً في قلبة. وتساءل: هل يعقل ان يتم اتهامه بعد كل هذا بمحاولة الاستيلاء على الوطن الذي يعيش بداخله؟

Related posts