علي بن خميس اليماحي مواطن تسعيني يعشق مهنة بيع العسل ويتمسك بها فالحياة بالنسبة له بذل وعطاء وعزيمة

3a-na-84443

موقع الطويين : الاتحاد – ياسين سالم

أهل الإمارات، لا يتسلل اليأس أو الفتور إلى نفوسهم، فهم يناضلون في الحياة حتى ولو تقدم بهم السن، فالحياة بالنسبة لهم بذل وعطاء وعزيمة لا تلين أو تنكسر.

علي بن خميس اليماحي الذي تجاوز التسعين من عمره لا يزال مُصرّاً على القيام بأداء مهامه، فهو يقطع 60 كيلومتراً ذهاباً وإياباً يومياً قادماً من منطقة «الطويين» الجبلية ليأخذ مكانه في سوق دبا الفجيرة ويعرض بضاعته من العسل والبثيث والسمن البلدي وسط الترحيب الحار من المواطنين الذين يستقبلونه فور وصوله المبكر إلى السوق.. فهو يشكل لزوار السوق رمزاً من رموز العطاء والبذل والسعي والإصرار لمزاولة هوايته ومهنته في بيع العسل وعدم الاستسلام لعامل السن.

اقتربنا من الوالد علي اليماحي، وهو يجلس بجانب بضاعته والتي يروّج لها بصوت واضح فصيح مقنع، ويقول: «إن هذا العسل أصيل لم أضف إليه أي مواد من سكر أو إضافات أخرى، وهو مجلوب من شجر السدر الذي تشتهر به منطقة الطويين والمناطق الجبلية الأخرى في الساحل الشرقي».

ويضيف اليماحي، أن سعر «الغرشة» لا يتجاوز 200 درهم، وهو سعر مناسب للعسل الطبيعي، أما كيس البثيث كما يطلق عليه أهالي المناطق الجبلية في الساحل الشرقي، والذي يتكون من أحد أنواع التمور مع اللبن المجفف ولا يتجاوز وزنه نصف كيلوجرام، فسعره عشرة دراهم، ويصل سعر غرشة السمن البلدي إلى 20 درهماً.

 ويقضي علي اليماحي أربع ساعات من الوقت كل يوم عدا الجمعة في سوق دبا الفجيرة، والجميل أنه اختار واجهة السوق ليفترش الأرض، بجانب الكراسي التي خصصت من قبل البلدية للزوَّار الراغبين في الجلوس وقضاء فترة الضحى لتبادل الأحاديث وذكريات الأيام الخوالي، وكلما مرّ شخص على بضاعته ترى جميع الحضور يشجعونه على الشراء من أجل أن لا يرجع اليماحي إلى الطويين إلا وهو سعيد وقد باع كل ما لديه من بضاعة ليعود إلى السوق في اليوم التالي، وهو بكامل الحماس.. هكذا يصفه زوَّار السوق، فهو أصبح جزءاً من المكان لدرجة أن زوَّار السوق من المواطنين يسعون لرؤيته، للاستفادة من حكمته بعد أن ظهرت علامات الزمن على ملامح وجهه وبلغ الشيب منه مبلغاً، فالبعض يأتي خصيصاً للسلام عليه والاستماع إلى أخباره والاستفادة من تجاربه في الحياة ونصائحه المفيدة والعودة إلى أهم محطاته الحياتية. فكبار السن مدرسة ومن معينهم نأخذ الأخبار ونسترشد برأيهم.

وعلى الرغم أن الوالد اليماحي ضعيف السمع للغاية، إلا أنك تلاحظ لديه سرعة البديهة ومعرفة الشخص الذي يحادثه، وهل هو جاد في الشراء أم يضيّع وقته، وهو يصف الرجال، ويقول: «إذا أردت معرفة معدن الرجال، فعليك بالرجل الذي يعرف الكلمة ومعناها ويوفي بها وإذا نطق صدق.. هكذا يصف علي اليماحي معادن الرجال».. وهكذا أصبح اليماحي من علامات المكان، ليلتف حوله زوار السوق ويستفيدون من تجاربه وقدرته على المثابرة والإصرار وقهر الصعاب.

Related posts